رمضان شهر الخير الذي ننتظره في كل عام بلهفة وشوق؛ لأنه يمتاز بأجوائه الدينية والروحانية والعائلية، ويفترض فيه صفاء القلوب وتناسي الخلافات والتسامح والتصافح، ومحاسبة الذات والرقي في التعامل، والخشية من الملذات والسرقات، فالشياطين تكبل في هذا الشهر، ويفترض أن يكبل سراق المال العام ومتجاوزو القوانين ومن على شاكلتهم أيضا، وأن يخلصوا في صيامهم وعبادتهم، وألا يسرقوا عروض رمضان، وألا يختلسوا فرحة الناس وبهجتهم في هذا الشهر الفضيل، وألا يعدوا المؤمرات التي يروح ضحيتها الشعب عادة، وأن يغتنموا هذا الشهر كاستراحة عن سيئاتهم، ويحاولوا أن يطهروا أنفسهم، ويغتسلوا جيدا لتنظيف ما تبقى لديهم من حسنات تذكر، بعد أن عاثوا في الأرض فسادا. وفي هذا الصدد أيضا يجب الالتفات إلى انتخابات المجلس البلدي، وما أفرزته نتائجها من تصحيح في مسار بعض الدوائر، وهي رسالة من أبناء بعض المناطق ضد الفساد والتجاوزات والتدخل من متنفذين وصلت بهم الحال إلى التدخل حتى في انتخابات الجمعيات التعاونية، وكأنهم يريدون أن يحولوا بعض المواقع في البلد إلى ملكية خاصة لهم.
إن إعادة النظر من أبناء الشعب الكويتي في بعض الأمور وحدوث حالة من الوعي المسبق لبعض القضايا، والمحاسبة الجادة لبعض المتنفذين أصبحت سمة تمتاز بها بعض المناطق، وهذا الأمر يجب أن يشمل باقي المناطق الأخرى التي لا تزال تقع تحت سيطرة بعض مختلسي الجمعيات التعاونية أو الأندية الرياضية أو حتى بعض المشاريع، ومنها المحلات التجارية وغيرها التي لا تخضع للاشتراطات التي حددها القانون.ولعل شهر الخير فرصة لالتقاء بعضنا ببعض لإصلاح ما يمكن إصلاحه، والوقوف صفا واحدا لمعالجة الثغرات والمثالب.إن الشعب الكويتي مل الكآبة والتعاسة بسبب الظروف المتراكمة والمتصاعدة إثر التوتر السياسي المستمر وحالة الفوضى في تطبيق القانون، والقفز في الباراشوت في المناصب وغيرها من المواقع القيادية.إن هذا الشهر الفضيل أيضا فرصة لوضع قائمة بسلبياتنا وإيجابياتنا، ورصد المتخاذلين ضد الشعب الكويتي في مختلف المواقع، والإعلان جميعا عن حملة منظمة لمواجهة هؤلاء بدءاً من طردهم من دواوين أهالي الكويت التي تمتاز بفتح أبوابها عادة في رمضان، فلا تلتفتوا إلى ما يقومون به من ضحك على الذقون بإقامة دورات يصرفون عليها فتات الفلوس، في حين يتباهون أمام الجميع بصرف مبالغ طائلة، طبعا يكون مصيرها في جيوبهم عبر باب الاختلاس المشروع، كما أن هذا الشهر الفضيل فرصة أيضا للانتباه لبعض الأسر المتعففة التي لا تملك قوت يومها، بل لا تجد ما تفطر به، في حين موائدنا تتنافس في اعداد الأطباق وأصنافها، كما يجب الالتفات إلى بعض الأسر البدون التي تعاني الويلات نظرا لظروفها المعيشية القاهرة، فكثيرا من هؤلاء ينتظرون من يدخل الفرح والبهجة إلى قلوبهم في هذا الشهر الكريم، بل هناك من ينتظره كل عام ليجد من يساعده ويزوره في بيته ويطلع على معاناته فـ"ارحموا من في الأرض يرحمكم من في السماء".آخر الكلام:عالجوا وواجهوا ولا تخشوا كل عابث، وأصلحوا من أجل مستقبل أفضل!
مقالات - اضافات
شوشرة: حاسبوهم واطردوهم
19-05-2018