على الرغم من غزارة الأعمال الدرامية التلفزيونية التي تعرض على الفضائيات الخليجية والعربية في رمضان، ومدى صعوبة أو حصر أعدادها، إضافة إلى قطع أوصال متابعة المشاهد بهذا الكم الكبير من الإعلانات التجارية التي طغت على مدة عرض المسلسل في بعض الأحيان، فإن الملاذ لكثير من المتابعين هو «يوتيوب» أو المواقع على الإنترنت أو التطبيقات الخاصة على الهواتف المحمولة أو الألواح الرقمية، بعيداً عن سطوة الإعلانات، ولمتابعة مركزة، بعد فرز الغث من السمين.ومن بين هذه الأعمال التي تشد الانتباه منذ بداية الحلقة الأولى، المسلسل الكويتي «الخافي أعظم»،
وهي دراما تدور في أجواء من التشويق والرومانسية، بين خمسينيات وسبعينيات القرن الماضي، بين الهند والكويت، حينما يستولي «منصور» وزوجته «غنيمة» على أموال وأملاك التاجر الكبير «محمد الراكد» (بوجاسم)، عقب مقتله لأسباب مجهولة وغامضة في الهند، ووفاة زوجته، ويقومان بتربية ابنه «جاسم» وابنته «نورة»، التي فقدت أمها بعد عدة أشهر من ولادتها، وهذا الالتزام بتربيتهما بسبب وجود «بو سعد» صديق محمد الراكد.لكن مع مرور الوقت وعمل جاسم لدى منصور (بوسالم) و«نورة» تسكتمل دراستها في جامعة الكويت، تقع مفاجأة كبيرة، وتبدأ أسرار رحلة «محمد الراكد» ومقتله في الظهور، خاصة عندما يرتبط «جاسم» بعلاقة حب رومانسية بحصة ابنة منصور، فتتكشف الأمور شيئاً فشيئاً، منها أن المنزل الذي تعيش فيه أسرة منصور هو لوالده، لكن ثمة ورقة تبين أن المنزل قد باعه والده لمنصور، فيطلب جاسم من حصة معرفة أسماء الشهود، لتتضح معها بعض الخيوط الغامضة. ويتذكر «بوسعد» مقتل محمد الراكد، في الهند، طعناً بالسكين، عندما افترق عنه الأخير ليقابل بعض التجار، إلا أن رجلا ملثما قد طعنه عدة طعنات قاتلة.هذا ما دار في الحلقات الأربع الأولى، في تناول شائق لبعض الألغاز، في حياة التاجر محمد الراكد، ومقتله، واستيلاء منصور على ثروته، حيث كان يعمل لديه «صبي» أو «مراسل»، لكنه يقلب هذه الحقيقة، عندما يتحدث إلى الطفل «جاسم» بأن الراكد كان يعمل لديه.فالشاب «جاسم» تلازمه العديد من التساؤلات، منذ الصغر، عن ظروف نشأته والمكان الذي احتضن طفولته ومن هو والده، إلى أن شب فتى يافعاً خجولاً يحب حصة الجريئة والقوية، وهي بدورها تحب خجله ودماثة خلقه، في علاقة عاطفية عفيفة بين شاب وفتاة.«الخافي أعظم»، دراما رائعة بقيادة المخرج المبدع البحريني أحمد المقلة، الذي يعرف التعامل جيداً مع دراما كهذه بإتقان وحرفية عالية وبرؤية إخراجية جاذبة، وهذا ليس بمستغرب على المقلة، فالكثير من أعماله تشهد له وبحرفيته وإبداعه، واهتمامه بالتفاصيل، وكذلك إخراج كل ما لدى الممثل من طاقة لأحسن أداء، وهذا الأمر قلما نجده في مخرجي الدراما.فمن أعمال المقلة المتميزة «نيران»، و«البيت العود»، و«سعدون»، و«حكم البشر»، و«عندما تغني الزهور» و«بعد الشتات»، و«يوم آخر» و«متلف الروح»، وغيرها.وفي المسلسل، نجد من يقوم بدورين، علي كاكولي يجسد شخصية محمد الراكد وكذلك ابنه جاسم، وليلى عبدالله زوجة الراكد وابنتها «منيرة»، في تميز واضح، ولا ننسى الأداء اللافت للنجمة هيا عبدالسلام في شخصية «حصة»، والحضور المتميز، إلى جانب الفنانين القديرين إبراهيم الحربي (منصور بوسالم) وعبدالإمام عبدالله (بوسعد)، وظهور متميز للفنانة مرام في شخصية «أم سالم».يشار إلى أن المسلسل، من إنتاج كنوز الخليج، وتأليف عبدالله سعد وإخراج أحمد المقلة، وبطولة: هيا عبدالسلام، علي كاكولي، إبراهيم الحربي، عبدالإمام عبدالله، ليلى عبدالله، مرام البلوشي، أحمد العوضي، ناصر الدوسري، روان العلي، محمد العجيمي، وشفيقة يوسف، وهو آخر أعمال الممثل الشاب الراحل عبدالله الباروني.
توابل - مسك و عنبر
«الخافي أعظم» دراما شائقة في إطار من الرومانسية والغموض
22-05-2018