الحريق الذي اندلع
لفتت كلمة صاحب السمو أمير البلاد في قمة القدس، التي انعقدت في تركيا قبل عدة أيام، النظر إلى الحاجة للتحرك الدولي لنصرة القدس الشريف، والحفاظ على الهوية الإنسانية والتاريخية والقانونية، منتقدة القرار الأحادي الذي اتخذته الولايات المتحدة باعترافها بالقدس عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ونقل سفارتها إليها.
لم تكن قمة القدس التي انعقدت في تركيا قبل عدة أيام كغيرها من القمم، فقد واجهت الدول من خلالها التحديات مترفعة عن خلافاتها السياسية وواضعة القدس أمام أعينها، وجاءت كلمة الكويت المتمثلة بكلمات صاحب السمو، حفظه الله ورعاه، مدوية وملقية اللوم على القرار الفردي للولايات المتحدة، الذي اقتضى باعترافها بالقدس الشريف عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي. فابتدأت الكلمة بالأزمة التي أصابت المسجد الأقصى منذ خمسة عقود، والتي كانت دافعا لتجمع الدول الإسلامية وإنشاء منظمة دولية جمعت شبكة من الدول للدفاع عن الأقصى، وهي منظمة التعاون الإسلامي.
ولفتت الكلمة النظر إلى الحاجة للتحرك الدولي لنصرة القدس الشريف، والحفاظ على الهوية الإنسانية والتاريخية والقانونية، منتقدة القرار الأحادي الذي اتخذته الولايات المتحدة باعترافها بالقدس الشريف عاصمة لدولة الاحتلال الإسرائيلي، ونقل سفارتها، وانتهاكها بشكل صارخ قرارات مجلس الأمن. ثم تطرقت الكلمة للتحذير من خطورة الظروف التي تسببت في تهديد الأمن والاستقرار، وتعطيل الجهود المبذولة للسلام، ودعا سمو الأمير من خلال الكلمة أيضا إلى الحاجة إلى التحرك والتعاون مع التكتلات الآسيوية، والاتحاد الإفريقي والاتحاد الأوروبي، واتحاد دول أميركا الجنوبية، وذلك للضغط على الولايات المتحدة للتراجع عن قرارها الأحادي الذي نسف الجهود المبذولة طيلة السنوات الماضية لدعم عملية السلام. وفي نهاية المؤتمر جاء البيان الختامي متناغما مع كلمة الكويت، ومطالبا المجتمع الدولي بمنظماته باتخاذ التدابير لتشكيل لجنة دولية للتحقيق في الجرائم والمجازر التي ارتكبتها القوات الإسرائيلية ضد المتظاهرين، وإدانة افتتاح السفارة الأميركية في القدس. فالكويت ممثله بسمو الأمير أضافت إلى المؤتمر الدعم والمساندة للقدس بخطابها الدولي وإنسانيتها التي تميزت بالمشاريع التنفيذية لتعزيز الإنسانية في محيطنا العربي بشكل عام والقدس بشكل خاص.