بهدف توظيف واستثمار التكنولوجيا المتطورة في الارتقاء بمستوى الخدمات وصقل مهارات وخبرات العنصر البشري، وتقليص واختصار الدورة المستندية، ومن ثم توفير الوقت والجهد على المراجعين، أنشئ مركز «الائتمان» للتدريب والتطوير الإداري، الذي يمثل أحد أهم المشاريع في مجال التنمية البشرية التي تضمنتها استراتيجية بنك الائتمان الكويتي، وخطته الخمسية.ويقوم المركز، الذي تم إنشاؤه بناء على رؤية نائب رئيس مجلس الإدارة المدير العام لبنك الائتمان صلاح المضف لتطوير الموارد البشرية والنهوض بالشباب، بدور حيوي في الارتقاء بقدرات العاملين وصقل مهاراتهم ورفع مستوى الأداء، وقد ساهم منذ إنشائه في تخريج دفعات عدة وتزويد البنك باحتياجاته من الكفاءات والخبرات البشرية.
ولعل هذا المركز يندرج تحت مظلة استراتيجية بنك الائتمان الرامية إلى توفير الأمان الاجتماعي للأسرة الكويتية وحماية كيان المجتمع، من خلال رؤية واضحة قوامها تعزيز مكانة البنك كمؤسسة حكومية رائدة تسعى إلى اكتساب ثقة المتعاملين مع ضمان تحقيق الاستدامة لأجيال قادمة.ويعد المركز ترجمة مثالية لأهمية التنمية البشرية والتدريب في رفع مستوى وكفاءة الموظفين بشكل عام، وما لذلك من انعكاسات إيجابية في خدمة المواطنين وإنجاز الأعمال بشكل متطور مبني على أسس علمية. ويعد المركز خطوة من خطوات التطوير والرقي بالخدمات والأعمال والوظائف المقدمة للمواطنين وهي خطوة تحسب لإدارة بنك الائتمان من حيث توفير البيئة المناسبة للتدريب والتطوير وتقديم البرامج العلمية للموظفين ليكون هذا المركز ذا بصمة واضحة، ودور مهم في صقل مواهب الموظفين، بصفتهم العنصر الأهم في عمل البنك المقبل على تحديات كبيرة في ظل التوزيعات الكبيرة للمؤسسة العامة للرعاية السكنية.«الجريدة» جالت في أروقة المركز، واستعرضت قاعاته وأجهزته التدريبية الحديثة، وكانت لها لقاءات عدة مع القائمين عليه... وفيما يلي التفاصيل:في البداية، قال نائب رئيس مجلس الإدارة المدير العام لبنك الائتمان صلاح المضف إن المركز أحد أهم المشاريع في مجال التنمية البشرية التي تضمنتها استراتيجية البنك وخطته الخمسية، مبينا أن إنشاءه كان على رأس الأولويات خلال الفترة الماضية.وأوضح المضف، لـ"الجريدة"، أن المركز يمثل إضافة مهمة للبنك، لا سيما في الوقت الذي يؤدي التدريب دورا رئيسياً في الارتقاء بقدرات الموظفين وصقل مهاراتهم ورفع مستوى الأداء، لافتا إلى أن إنشاء هذا المركز الخاص بالتدريب يأتي استجابةً لتوجيهات صاحب السمو أمير البلاد السامية في شأن الاهتمام بالشباب، وترجمة لدعوة سموه إلى التخطيط الشامل واتخاذ ذلك سبيلا علمياً وعملياً لتحقيق التنمية المستدامة وإنجاح مشروعاتها المستهدفة، والتأكيد على أن التنمية تقوم على بناء الإنسان. وأكد أن البنك يؤمن بتنمية الموارد البشرية واستثمارها وأنها الوسيلة الأكثر نجاحا وفاعلية لتحقيق التنافسية ورفع مستوى الخدمة، وأنها عملية دائمة ومستمرة لا تتوقف عند زمن أو مرحلة معينة، مشيرا إلى أن التدريب ليس عملية عفوية أو عشوائية، بل هو جهد منظم ومبرمج ومخطط يعتمد برامج محددة ودقيقة تستهدف استثمار الموارد البشرية.وبين أن المركز نجح في تحقيق الأهداف المنوطة به، وساهم في تخريج أجيال جديدة من موظفي البنك أكثر قدرة واحترافية ومهارة لتلبية احتياجات العمل ومتطلبات ومواجهة التحديات المستقبل في خدمة الوطن والمواطنين.وأكد المضف أن بنك الائتمان ليس ببعيد عن رؤية الكويت 2035 بل هو جزء منها، إذ طرح منذ سنوات رؤيته للتحديث والتطوير تحت عنوان "رؤية جديدة لعصر جديد"، موضحا أن هذه الرؤية ترتكز على تحويل البنك من مصرف حكومي يقوم بالوظائف والأدوار التقليدية المعروفة إلى مؤسسة مالية حديثة وعصرية تواكب أحدث المستجدات التكنولوجية وتستجيب للاحتياجات المتزايدة والمتجددة لأبناء الكويت، لاسيما مع النمو السكاني المطرد، وتترجم مفاهيم التنمية الشاملة والمستدامة إلى واقع ملموس وحقيقة على الأرض، وتسعى جديا إلى تخفيف العبء عن كاهل الدولة عبر تنويع مصادر دخلها ودراسة سبل التمويل الذاتي.وأضاف ان "الائتمان" أخذ مبكرا بأسباب التحديث والتطور في الشكل والمضمون، وتمكن خلال وقت وجيز من دخول عصر التعاملات الإلكترونية عبر توقيع عدد من بروتوكولات الربط الإلكتروني مع الجهات والمؤسسات الحكومية ذات الصلة؛ لتيسير تبادل وتدفق المعلومات بسلاسة وانسيابية تتيح إنجاز معاملات المواطنين بأسرع وقت وأقل جهد ممكن، كما انتقل من مرحلة التعاملات الورقية إلى فضاء التعاملات الإلكترونية الواسع، ودشن القروض العقارية والاجتماعية "أون لاين".ولفت إلى أن الأمر لم يتوقف عند هذا الحد، إذ باتت خدمات البنك متاحة الآن عبر الإنترنت من خلال البوابة الإلكترونية للبنك، وتطبيق "الائتمان" على الهواتف الذكية والأجهزة اللوحية وبطريقة آمنة وسريعة.وبين المضف ان البنك قام بالتزامن مع التطور الإلكتروني بتحديث شمل أغلب منشآته وأبنيته بما في ذلك مقره الرئيس الحالي، وفروعه المختلفة، إذ باتت أكثر اتساعا ورحابة وقدرة على استيعاب أعداد أكبر من المتعاملين والموظفين في الوقت الذي يسعى لإنشاء مقره الجديد في منطقة جنوب السرة، الذي يجري العمل فيه على قدم وساق وفق الخطة الموضوعة والجدول الزمني المحدد.ولفت إلى أن البنك وقع ضمن رؤيته الجيدة عقدا لدراسة الحلول التمويلية المتطورة والحد من الاعتماد على ميزانية الدولة وإعادة هيكلة استراتيجية الإقراض وتحويل البنك إلى مؤسسة تمول ذاتيا، ووضع خطة لاستدامة الإيرادات والموارد المالية.من جانبها، قالت مديرة إدارة التطوير الإداري والتدريب في بنك الائتمان غادة العتيقي إن "مركز التدريب والتطوير تم إنشاؤه وافتتاحه بتوجيهات من المدير العام للبنك صلاح المضف، ومن خلاله كان اهتمامنا بالعنصر البشري للبنك، ودربنا ما لا يقل عن 2000 موظف ومتدرب خلال عام".وأوضحت العتيقي، لـ"الجريدة"، أن الدورات التي تم تدريب موظفي البنك عليها داخل المركز تنوعت بين الدورات السلوكية التخصصية والمهارات العامة، بهدف صقل مهارات الموظفين والعاملين في البنك وإكسابهم القدرة على إنجاز الأعمال بشكل متطور مبني على أسس علمية.بدورها، قالت رئيسة قسم التدريب في البنك إيمان الدريس إن مركز "الائتمان للتدريب والتطوير" أنشئ في 24 يناير من عام 2017، بهدف صقل مهارات العاملين وتدريبهم. وأضافت الدريس، لـ"الجريدة"، أن المركز يضم عددا من القاعات التدريبية المجهزة بأحدث التكنولوجيا، ومنها قاعة المباركية وقاعة الأحمدية والقاعة الشرقية، إلى جانب مسرح العم عبدالعزيز الدوسري، وهو مؤسس بنك الائتمان الكويتي وأول مدير عام له.ولفتت إلى أن "المركز يضم كذلك مختبر الحاسب الآلي، وهي قاعات مجهزة بأحدث التقنيات التي تهيئنا لتدريب الموظفين وتأهيلهم بأحدث مستوى"، مؤكدة أن الهدف من إنشاء مركز الائتمان للتدريب هو تطوير المورد البشري والارتقاء بمستوى المؤسسة، وتقديم أفضل خدمة للمتعاملين.أما عن الطاقة الاستيعابية، فأوضحت أن المركز يتسع إلى 130 متدربا خلال اليوم الواحد، مؤكدة أنه تم تزويد قاعات التدريب بأحدث الأنظمة التكنولوجية الذكية، إضافة إلى شاشات اللمس "سمارت تاتش"، فضلا عن التواصل عن بعد من خلال الأقمار الصناعية.
شعار «الائتمان»
تمثل أيقونة البنك حلقات ثلاث تشكل الأطراف الأساسية لإنشاء بنك الائتمان، إذ تؤدي كل حلقة دورا مهما في تجسيد رؤية البنك، فالحلقة الأساس هي الدولة، والحلقة الحرة ترمز إلى متعاملي البنك، وهي حلقة منفردة بشكلها ولونها لتعبر عن مدى ومساحة الحرية التي يحظى بها المتعاملون لإعمار بيت المستقبل كيفما شاءوا.أما الحلقة العليا فهي تمثل بنك الائتمان، وتعني توفير الحماية والدعم والمساندة للمتعاملين.أما لون الشعار فتم اختيار اللون الرمادي الداكن لتجسيد أعلى مستويات المهنية والحيادية، في حين صممت الحلقة الحرة التي تمثل المتعاملين باللون البني الترابي لتعكس الاستدامة في تقديم خدمات البنك إلى جانب مبادئ الصدق وشفافية العمل.