الصدر يوسع مشاوراته والبارزاني يسبق خصومه إلى بغداد
ماكغورك يحاول إقناع الأكراد المعترضين على الانتخابات بعدم مقاطعة العملية السياسية
يمضي الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر في مشاوراته الرامية إلى تشكيل الكتلة الأكبر في البرلمان المخولة تسمية رئيس جديد للحكومة، بينما وصل وفد من حزب مسعود البارزاني إلى بغداد للمشاركة في هذه المشاورات.
واصل الرجل الأقوى في العراق بعد الانتخابات الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر، لقاءاته برؤساء الكتل والأحزاب الفائزة في محاولة لتشكيل "الكتلة الأكبر" في البرلمان المخولة تسمية رئيس وزراء جديد، يرأس حكومة وطنية ائتلافية. وأجرى الصدر، الذي انتقل إلى بغداد قبل أيام، في مكتبه بالعاصمة نائب رئيس الجمهورية رئيس قائمة الوطنية أياد علاوي، وقال مكتب رجل الدين الشيعي، إنه: "جرى خلال اللقاء مناقشة آخر تطورات العملية السياسية وأهمية العمل بمبدأ الوطنية الحقيقية والابتعاد عن كل أنواع الاصطفافات والتخندقات".وأوضح البيان: "كما تم التركيز على سد الثغرات التي تكتنف العملية السياسية والإسراع بتشكيل الحكومة لتقوم بمسؤولياتها".
وأكد الصدر على "أولويات الشعب العراقي في محاربة الطائفية والفساد وتثبيت أسس العدالة الاجتماعية والتنعم بخيراته وموارده".وبحسب مصادر، فقد طالب علاوي من الصدر عدم تسمية أي شخصية تنتمي إلى حزب الدعوة الإسلامية بما في ذلك رئيس الحكومة الحالي حيدر العبادي، الذي خاض الانتخابات مستقلاً عن الحزب . والتقى الصدر رئيس قائمة القرار أسامة النجيفي، بينما، أعلن مكتب رئيس تيار الحكمة عمار الحكيم في بيان أمس، أنه التقى الصدر، من دون ذكر المزيد من التفاصيل.
وفد البارزاني
في السياق، وصل أمس، وفد كردي من الحزب الديمقراطي الكردستاني بزعامة مسعود البارزاني إلى بغداد لإجراء محادثات مع القوى السياسية. وأكد مستشار المكتب السياسي "الديمقراطي الكردستاني" عارف رشدي أمس، أن "زيارة الوفد تهدف للإطلاع على توجهات الأطراف العراقية وتحقيق المطالب الدستورية للشعب الكردي وضمان حصة الأكراد في المناصب السيادية وغيرها".من جانبه، أكد رئيس وفد الحزب الديمقراطي الكردستاني إلى بغداد، فاضل ميراني أمس، أن الوفد سيجري مباحثات مع جميع الأطراف "الفائزة والخاسرة" حول تشكيل الحكومة المقبلة، داعياً إلى بقاء منصب رئيس الجمهورية للأكراد بسبب الأهمية الرمزية لهذا المنصب.وقال ميراني:"للأكراد موقع مهم في العراق بغض النظر عن عدد مقاعدهم في البرلمان فهم شركاء خارج إطار المحاصصة"، مشيراً إلى أنه "ليس من مصلحة العراق تأخير تشكيل الحكومة لكن حدة المنافسة حول المناصب ستؤدي إلى تأخير التوصل إلى اتفاق".وحول احتمال مقاطعة بعض الأحزاب الكردية المعارضة المحتجة على الانتخابات العملية السياسية، قال: "لا أنصح بالمقاطعة ولنرى نتيجة مقاطعة السنة للعملية مثالاً حيث لم يكسبوا شيئاً من هذا القرار".وفي وقت لاحق استقبل الصدر الوفد الكردي.وكان زعيم الحزب الديمقراطي الكردستاني مسعود البارزاني أكد مساء أمس الأول، الهدف الرئيس لنواب حزبه في بغداد بأنه العمل من أجل "المصالح العليا" لشعبهم.وأكد بارزاني على "عدم جواز تفكير النواب بالمواقع والمناصب في وقت يتعرض فيه الشعب إلى الاضطهاد". وشدد على "أهمية مراعاة مبادئ الشراكة والتوافق والتوازن بين المكونات في العملية السياسية"، داعياً الأطراف الكردية الى "المشاركة في العملية السياسية العراقية بصف واحد وخطاب موحد".إلى ذلك، أكد عامر الفايز القيادي في تحالف الفتح، بزعامة هادي العامري، أن التحالف سيجري مباحثات حثيثة مع الوفد الكردي لـ "تشكيل الكتلة النيابية الأكبر".واجتمع مبعوث الرئيس الأميركي في التحالف الدولي ضد "داعش"، بريت ماكغورك، أمس، مع 6 أحزاب كردية معترضة على نتائج الانتخابات في السليمانية للحيلولة دون مقاطعة هذه الأطراف العملية السياسية.وترفض حركة التغيير "غوران" والاتحاد الإسلامي الكردستاني والجماعة الإسلامية والتحالف من أجل الديمقراطية والعدالة والحزب الشيوعي والحركة الإسلامية نتائج الانتخابات، وطالبت بـ "إعادة الإنتخابات في إقليم كردستان وكركوك والمناطق المتنازع عليها وبإشراف مراقبين دوليين".واجتمع مبعوث الرئيس الأميركي في التحالف الدولي ضد "داعش"، بريت ماكغورك، أمس مع 6 أحزاب كردية معترضة على نتائج الانتخابات في السليمانية للحيلولة دون مقاطعة هذه الأطراف العملية السياسية.ائتلاف النصر
في السياق، حذر ائتلاف النصر مساء أمس الأول، القوى الفائزة من العودة لـ"الاصطفافات الطائفية" لحكم البلاد.وقال المتحدث باسم الائتلاف حسين العادلي، في بيان، إنه "بعد تجاوز الإنقسام الطائفي والقومي في دفاعنا المقدس ضد داعش، وبعد أن نجحنا بخوض الانتخابات بقوائم وطنية عابرة لتخوم التخندق الطائفي، نرى اليوم بعض الساسة يحاولون إعادة بناء الجبهات الطائفية كاساس لبناء تحالفات وجبهات سياسية تتقاسم السلطة لتعيد العراق لمربع محاصصة المكونات للدولة"، محذراً "بعض القوى الفائزة بالانتخابات من المساعي الهادفة للعودة الى الاصطفاف الطائفي بتشكيل الحكومة ومجمل سلطات البلاد".وطالب العادلي الشعب والقوى الوطنية بـ"الوقوف بالضد من أي محاولة تعيد إنتاج دولة المكونات على حساب دولة المواطنة والمؤسسات"، مؤكدا أن "ائتلاف النصر كان وما زال وسيبقى مشروعاً وطنياً يقف بالضد من أي محاولة محاصصاتية مكوناتية تقسم البلاد على أساس من مصالح وهويات المكونات على حساب مصالح وهوية العراق الموحدة".تغريدة جديدة للصدر: عراقي أنا
لجأ الزعيم الشيعي العراقي مقتدى الصدر مجدداً إلى "تويتر" حيث بات العراقيون ينتظرون تغريداته اليومية لاستشراف ملامح المرحلة المقبلة. وكتب الصدر، مساء أمس الأول، تحت هاشتاغ "عراقي الهوى": "أنا مقتدى.. شيعي العلا.. سني الصدى.. مسيحي الشذى.. صابئي الرؤى.. أيزيدي الولا.. إسلامي المنتهى.. مدني النهى.. عربي القنى.. كردي السنا.. آشوري الدنى.. تركماني المنى.. كلداني الفنا.. شبكي الذرى.. عراقي أنا".وأضاف :"فلا تتوقعوا مني أي تخندق طائفي يعيد لنا الردى ويجدد العدى.. بل نحو تحالف عراقي شامل وتلك هي البشرى، ولن نتنازل عن ذلك طول المدى".