الردهان يتفوق في شخصية طلال بـ «عبرة شارع»
تجربتا المونودراما لهما الأثر البالغ في تطوير قدراته التمثيلية
أكد الفنان جمال الردهان حضوره، على مستوى الدراما الكويتية الرمضانية، عبر شخصية "طلال" في مسلسل "عبرة شارع".
تزخر الدراما الكويتية الرمضانية، بتميز بعض الفنانين، سواء كانوا من جيل الرواد أو المخضرمين أو الشباب، وثمة اشتغال مدروس على الدور المسند إليهم، ومن يتابع المسلسل المحلي "عبرة شارع" تأليف د. حمد الرومي وإخراج منير الزعبي وبطولة الفنانة القديرة سعاد عبدالله، يلاحظ أن الفنان المتألق جمال الردهان قد وضع بصمته في هذا العمل.استطاع الفنان الردهان أن يؤكد حضوره باقتدار في هذه الدراما الاجتماعية، من خلال شخصية "طلال" زوج الفنانة سعاد عبدالله، التي يسكن معها في البيت نفسه، لكنه يعيش في الملحق بانطوائية، وابنه (عبدالله الطراروة) المعزول عن المنزل في حبس، إن صح التعبير، في ديوانية البيت.ظهور الردهان المتميز، ليس مستغرباً، لأنه يعرف كيفية التعامل مع الشخصية المركبة، التي تتطلب قبل تأديتها الدراسة والبحث ومعرفة أبعادها النفسية والمادية والاجتماعية، من ثم بذل الجهد في تنفيذها على صعيد الأداء.
فالأداء أمام الكاميرا يتطلب التركيز على تعابير الوجه والتلوين في الصوت بشكل أكبر من الحركة الجسدية، وهذا أحد أسرار تميز الردهان، وإجادته في تقمص الشخصية، بينما في المسرح تتساوى حركة الجسد مع تعابير الوجه.وهذا التفوق الواضح، يعود أيضاً إلى ما يبذله الردهان من اجتهاد وتعب كبيرين في التفرغ للعمل الفني، ولا ننسى، في سياق ذلك، خوضه غمار تجربتين مسرحيتين مهمتين في مجال فن المونودراما هما "قلوب شجاعة" (2016) تأليف عبدالله الفريح و"قصيدة وطن" (2017) تأليف د. نادية القناعي، عن شهداء الكويت الأبرار وتخليد ذكراهم، وتم عرضهما في مهرجان الكويت الدولي للمونودراما، وهما من إنتاج مكتب الشهيد، وقد تصدى لهما تمثيلاً وإخراجاً، وكان لهما بالغ الأثر في تطوير قدراته، وإظهار الكامن منها أيضاً، لأن خوض هذه المجال يحتاج إلى إمكانات وتقنيات عالية لدى الممثل، تكونت بسبب الخبرة التراكمية وممارسة العمل الفني سنوات طويلة، بدلالة أن الفنان القدير عبدالعزيز الحداد، وهو أحد رواد المونودراما في الكويت، يبدع في أداء الشخصيات أو "الكراكترات" في الدراما التلفزيونية، مثال ذلك دور "كيعان" الذي جسده في مسلسل "سموم".كما شارك الردهان في تجربة مسرحية من خلال عرض "موعد مع" لفرقة المسرح الشعبي، مؤدياً دور الناسك.ولا ننسى أيضاً أنه من الممثلين والمخرجين المتميزين في الدراما الإذاعية، التي تعد مدرسة أخرى وتتطلب مهارات وإمكانات تمثيلية دقيقة، بالاعتماد على الصوت والتلوين في الأداء، إذ شارك في المسلسل التاريخي "الإمام الشافعي" من تأليف السيد عامر، وإخراج يوسف الحشاش ومعه من النجوم سليمان الياسين وأحمد مساعد وعبير الجندي وسماح وأسامة المزيعل ومحمد العلوي وحسين الرفاعي، وفي "آل ديسمبر" بدور عبيد بن حسن الطباع العقروبي، إضافة إلى المسلسل الكرتوني الكويتي "دكان بونواف 3" في دور صوتي لشخصية "بونواف" إخراج فيصل الإبراهيم.خلاصة القول أن الفنان جمال الردهان كسب الرهان في الدراما الكويتية، بما بذله من عمليات تحضيرية لدور "طلال" في "عبرة شارع"... إنها محصلة العطاء الواعي والثقافة الموسوعية والعمل المضني والانتقاء الصحيح.
تميز الردهان ليس مستغرباً لإدراكه كيفية التعامل مع الشخصية المركبة