لبنان: «شبح الوصاية» يقبض على مجلس النواب
عودة الفرزلي وإقصاء «القوات» يعكسان تغير موازين القوى
أظهرت انتخابات رئيس مجلس النواب اللبناني ونائبه وهيئة المجلس أمس، تسللاً للنفوذ السوري وهيمنة لـ«حزب الله» على المشهد السياسي الرسمي للمرة الأولى منذ اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 2005.وخلال جلسةٍ للبرلمان، لم يتخللها أي مفاجآت، بقي زعيم حركة أمل الشيعية نبيه بري في منصبه رئيساً لمجلس النواب للمرة السادسة على التوالي (26 عاماً)، وعاد النائب إيلي الفرزلي المقرب من دمشق، إلى منصب نائب رئيس المجلس، الذي كان يشغله عام 1992 في ذروة فترة الوصاية السورية على لبنان.
وجاء إقصاء حزب «القوات اللبنانية» من هيئة مكتب المجلس بعدما كان عضو الحزب النائب أنطوان زهرا أميناً للسرّ على مدى تسع سنوات، ليمثل هذا الإقصاء سيطرة قوى «8 آذار» (السابقة) بشكل كامل على الرئاسة الثانية. وتعكس هذه التطورات نتائج الانتخابات النيابية التي جرت في 6 الجاري، والتي أعادت النفوذ السوري إلى قبة البرلمان، وهذه المرة لم يكن عبر حلفائه من الأحزاب الشيعية، بل من خلال نواب من السُّنة والمسيحيين ممن يتقدم ارتباطهم بهذا النفوذ على ارتباطهم بـ»حزب الله» مثل الفرزلي. وبذلك يكون التوازن الذي كان قائماً في المجلس النيابي بعد اغتيال رئيس الحكومة السابق رفيق الحريري عام 2005 قد كسر لمصلحة «8 آذار» وحلفائها، مما يمهد لعودة لبنان إلى ما قبل 2005 حيث كان النظام الأمني السوري في لبنان سيد القرار.