تداووا ببركات شهر الصيام
أجمعت الدراسات على أن الضحك يقوي التعايش مع المرض وقبوله بمرح فيصبح أسرع في الشفاء بإذن الله بنسبة 20%، في حين تعمل المكـدرات النفسـية والعصـبية على تسريع عـملية ترسيب السـموم المرضية الناتجة عن سوء الأطعمة والظروف البيئية، فيمرض الإنسان ويتعكر مزاجه وتسوء أخلاقه!
![د. روضة كريز](https://www.aljarida.com/uploads/authors/295_1682431425.jpg)
والحالة الوسط ما بين الصحة والمرض تتمثل بمرحلة دفاع الجسم عن نفسه مستغلاً الطاقات الكامنة لديه في مكافحة الآلام، والعافية في رد ودفع معظم الأمراض، كما ذكر ابن القيّم يرحمه الله، ونرى أن الكثير منا يُحسن السماع إلى لغة جسمه عندما يناشده التعب لسبب ما أو ضغط نفسي، فيلجأ للحمية، ويضطر الجسم إلى تفعيل الطاقات اللازمة للعافية من حرارة وماء وغذاء داخل الجسم بأقصى فعالية، ويطرح سموم المرض خارجاً.لذلك فإن الأوقات المقدسة هي الأهم في اكتساب الصحة، خصوصا إذا تزامنت مع مواعيد الصلاة لقول ربنا تعالى: "يابني آدم خذوا زينتَكم عند كلِّ مسجدٍ وكُلوا واشربوا ولاتُسرفوا"! وهذا لا نراه إلا في رمضان عند وجبتي السحور والفطور بالرغم من اختصار الوجبات فيه. وفي السحور بركة تمد الجسم بالغذاء والماء طوال فترة الصيام، كما قال النبي محمد عليه الصلاة والسلام: "تسحروا فإن في السحور بركة"، وتمنح الفرصة والراحة البدنية والاستهلاكية للجسم مع تفعيل النشاط التام نتيجة استغلال الطاقات الغذائية الكاملة بكل قوة وبنظام.فإذا انتبهنا لقول الله تعالى: "وأن تصوموا خير لكم"، نجد أن الأكل والشرب والنوم المسرف به خلال العام ينضبط في هذا الشهر العظيم، فما كان نافعاً يبقى مع قلّته مباركاً في الجسم، وما كان غير ذلك يتخلص منه عن طريق خلايا الدم الآكلة والمطهرة، والتي أثبتتها الأبحاث في علاج السرطان، وأمراض المناعة، حيث يُعمل بنظام الصيام العلاجي في أغلب المستشفيات العالمية.* باحثة سموم ومعالجة بالتغذية