قال رئيس تيار الحكمة الوطني في العراق عمار الحكيم، "إننا حريصون على أن تكون حكومة العراق المقبلة عراقية، تشكل بقرار عراقي مستقل، وبعيدة عن التأثيرات والتدخلات الخارجية، ولا أعتقد أنها ستكون أميركية أو إيرانية، بل عراقية تستحضر مصالح العراق.وأضاف الحكيم، في لقاء مفتوح نظمته جمعية الصحافيين في فندق كراون بلازا مساء أمس الأول، أن الاستراتيجية الأخيرة المعلنة من الولايات المتحدة لا تخدم الاستقرار في المنطقة، والعراق سيكون الساحة الأولى التي تتأثر بمثل هذه التوترات، لكننا حريصون جداً على أن نبعد العراق عن أي محاور إقليمية ودولية، فالعراق للعراقيين، ومن مصلحتهم أن يكونوا على علاقة ودية وطيبة مع الجميع، لذلك نعمل على أن يبقى العراق جسراً يربط مصالح المنطقة والعالم بعضها ببعض، لا أن يكون محطة للصراع والحروب بالنيابة.
وتابع: "نحن نريد أن نبعد العراق عن أن يكون طرفاً في محاور وفي صراعات، ولا أعتقد أن الشعب العراقي في وضع يسمح له بالدخول في حرب أهلية، فالشعب العراقي تحمل الكثير من المحن في المراحل السابقة، واليوم ما أفرزه من نتائج انتخابية دليل على أن الشعب العراقي صوت للمعتدلين، لذلك على العراق أن يكون على علاقة طيبة مع جيرانه العرب والمسلمين ومع المجتمع الدولي عموماً.وفيما يخص التوتر الأميركي الإيراني، الذي تشهده المنطقة قال، نحن نشعر بتوتر كبير تجاه هذا الأمر، ونعتقد أن المنطقة فيها ما يكفيها من الأزمات ومن التوترات، ومنذ سنين طويلة والمنطقة تنزف في العراق وفي سورية وفي اليمن، ونحن اليوم بحاجة إلى مزيد من التهدئة، ومزيد من الاستقرار وإخراج المنطقة من هذه التوترات.
مقتدى الصدر
ولفت إلى أن مقتدى الصدر شخصية وطنية عراقية من الصعب أن يصنف على أي محور أو على أي بلد، ووطنيته تدفعه إلى أن يكون على علاقة طيبة مع دول المنطقة، ولا أعتقد أن نجاحه يعني فشل أحد، فنجاحه يعني انتصار العراق، ونحن نبني التحالفات الداخلية والخارجية على أساس المصلحة الوطنية العراقية. وقال الحكيم، إن العديد من القوائم الفائزة في الانتخابات الأخيرة هي قوائم ائتلافية من عدد كبير من الأحزاب والقوى، لافتاً إلى أن قائمة التيار الصدري، وقائمة تيار الحكمة من القوائم المتماسكة داخلياً، وفيها انسجام وتمثل قوى أساسية، لذا نعتقد أن هذا التحالف الثنائي يمكن أن يكون نواة صلبة للتحرك على القوائم الفائزة، ونثق كلياً في مقتدى الصدر وفي الخطوات، "التي نتخذها معاً وصولاً إلى "الكتلة الأكبر" التي تعبر عن كل المكونات التي ستشكل الحكومة القادمة.الطائفية والمذهبية
وشدد على أن الأرض غير معبدة بالورود وهناك تعقيدات في المشهد العراقي لا تخفى على أحد، ونحتاج مزيداً من الوقت للوصول إلى كتلة وطنية معبرة عن كل العراقيين عابرة للطائفية والمذهبية تحتوي على الأغلبية المريحة لتشكيل الحكومة القادمة. وذكر أن أبناء الشعب العراقي عانوا الكثير من الجراح والمحن والآلام خلال الـ 14 سنة الماضية، "ونريد أن نضع حداً لهذه المعاناة ونفتح صفحة جديدة في الوئام وفي الإعمار، وفي الانتعاش الاقتصادي، والرفاه للمواطنين، لذلك لابد أن يكون العراق بمعزل عن المحاور الإقليمية والدولية وأن يعمل لنفسه ومصالحه، التي تدفعه لأن يكون على علاقة طيبة مع الجميع. وبين أن المراحل الزمنية السابقة كان يناط فيها اختيار كل من المسؤولين بمكون من المكونات، فيقال للشيعة اجلسوا واختاروا رئيساص للوزراء، ويقال للسنة أجلسوا واختاروا رئيساً لمجلس النواب، ويقال للكرد اجلسوا واختاروا رئيساً للجمهورية، واليوم نريد أن نشكل كتلة وطنية ليكون جميع العراقيين بكل مكوناتهم حاضرين لاختيار جميع المواقع الأساسية في البلاد، ونخرج من الخنادق المذهبية والقومية إلى الخندق الوطني الكبير والواسع، وهذه تمثل مسارات في اختيار الحكومة الجديدة، والمشاورات تسير بإيجابية ضمن هذا الأفق وهذه المبادئ.الكويت تذلل العقبات للعمل المشترك مع العراق
ثمن الحكيم مواقف الكويت تجاه العراق، مستذكراً المؤتمر الدولي لإعادة إعمار العراق، الذي أقيم في الكويت برعاية سمو أمير البلاد، والذي كان مظاهرة دولية كبيرة لدعم العراق، والمشاريع الخيرية والإنسانية التي تنفذها الكويت في العراق، كمدارس ومستشفيات، ومشاريع خدمية أخرى، وآفاق تطوير العلاقة الاقتصادية، وتذليل العقبات وتنمية مساحات العمل المشترك، والمصالح المشتركة الاقتصادية بين البلدين، وتسهيل عمل القطاع الخاص، بين الشعبين الكويتي والعراقي.