عاد الملف الحقوقي في مصر ليكون مثار استياء من أنظمة غربية، مع تواصل حملة تكميم أصوات واعتقالات لعدد من النشطاء والمعارضين السياسيين، إذ أعلنت الولايات المتحدة الأميركية، أمس الأول، عن قلقها البالغ من اعتقال السلطات المصرية لنشطاء بعينهم، واحتجازهم على خلفية رأيهم السياسي المعارض لنظام الرئيس عبدالفتاح السيسي.وشهدت مصر حملة اعتقالات جديدة الأسبوع الماضي شملت المدون البارز وائل عباس، والقيادي في حركة «الاشتراكيين الثوريين» هيثم محمدين، بالتوازي مع إصدار محكمة عسكرية حكما بالسجن لعشر سنوات على الصحافي والباحث إسماعيل الإسكندراني، فيما يصفه البعض بأسوأ موجة لقمع المعارضة المصرية بمختلف أطيافها منذ سنوات.
نائب الرئيس الأميركي، دونالد ترامب، مايك بينس، أبلغ الرئيس المصري، في اتصال هاتفي، قلق واشنطن إزاء اعتقال نشطاء بعينهم احتجزتهم السلطات المصرية، وعن قلقها بشأن اعتقال نشطاء آخرين لا ينتهجون العنف في مصر، على الرغم من إطلاق سراح سجناء آخرين مؤخرا، بحسب بيان للبيت الأبيض.وبدا أن واشنطن غير راغبة في خسارة حليف مهم كمصر في منطقة الشرق الأوسط حتى لو كان هناك اعتراضات حقيقية على ملف حقوق الإنسان، لذا عكس بيان البيت الأبيض حالة من التوازن، إذ أشار إلى أن بينس عبر عن دعمه لإطلاق السيسي لسراح أكثر من 300 سجين، من بينهم المواطن الأميركي أحمد عطيوي، في إشارة إلى قرار العفو الرئاسي الصادر منذ نحو أسبوعين، والذي شمل الإفراج عن 331 سجينا معظمهم من الشباب ألقي القبض عليهم في قضايا سياسية.ولم تشر الرئاسة المصرية إلى تفاصيل القلق الأميركي، في بيانها الرسمي عن اتصال بينس بالسيسي، فقال المتحدث باسم الرئاسة المصرية، بسام راضي، إن نائب الرئيس الأميركي أعرب خلال الاتصال عن حرص بلاده على دعم وتعزيز علاقات التعاون الاستراتيجية مع مصر، وذلك في ظل دورها المحوري في الحفاظ على أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط، مثمناً دور مصر في تهدئة الأوضاع في غزة، فضلاً عن جهودها لتحقيق المصالحة الفلسطينية، في حين أشاد السيسي بالعلاقات الاستراتيجية التي تربط بين مصر والولايات المتحدة.وبعد اتهام نشطاء ومنظمات حقوقية للسلطات المصرية باعتقال وائل عباس دون التصريح بمكان احتجازه منذ فجر الأربعاء الماضي، أمرت نيابة أمن الدولة العليا أمس الأول، بحبس عباس 15 يوما على ذمة التحقيقات التي تجرى معه بتهم بث أخبار كاذبة، والتحريض على قلب نظام الحكم، والانضمام الى جماعة محظورة، وإساءة استخدام وسائل التواصل الاجتماعي.في غضون ذلك، أدى الرئيس السيسي صلاة الجمعة في مسجد المشير طنطاوي بالتجمع الخامس شرقي القاهرة، برفقة وزير الدفاع الفريق أول صدقي صبحي، وعدد من كبار المسؤولين، في وقت تحتفل مصر اليوم السبت بذكرى انتصار العاشر من رمضان (6 أكتوبر 1973) على العدو الإسرائيلي.وعلى صعيد العلاقات الإفريقية، يشارك وزير الخارجية سامح شكري، في اجتماعات الإصلاح المؤسسي للاتحاد الإفريقي، المقرر عقدها في مقر الاتحاد الإفريقي بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، اليوم السبت، وقالت الخارجية المصرية في بيان لها، إن مشاركة شكري تأتي في إطار حرص مصر على التعجيل بتنفيذ بعض مقترحات الإصلاح المؤسسي في الاتحاد الإفريقي، لكنها لم توضح ما إذا كان شكري سيستغل زيارته لأديس أبابا لفتح ملف سد النهضة الإثيوبي مع المسؤولين هناك، لبحث آخر المستجدات فيه.
دوليات
واشنطن قلقة من اعتقال النشطاء في مصر وشكري إلى أديس أبابا
26-05-2018