متحف قصر عبد الله السالم معلم تاريخي في فيلكا

• المجلس الوطني للثقافة يوثِّق له بإصدار شارك في إعداده 3 باحثين

نشر في 27-05-2018
آخر تحديث 27-05-2018 | 00:09
أصدر «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب» كتاباً جديداً بعنوان «متحف قصر الشيخ عبد الله السالم في فيلكا»، مستعرضاً أبرز محتويات المتحف. شارك في الإعداد ثلاثة باحثين هم د. حامد المطيري، وطلال الساعي، وسمية الخارجي، مقدمين معلومات ثرية عن المتحف الذي بدأ يستقبل زواره حديثاً.
تركز مقدمة كتاب «متحف قصر الشيخ عبد الله السالم في فيلكا» على أن النهوض بالمتاحف النوعية فكرة ذات جذور عميقة تبناها «المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب»، ممثلاً بإدارة الآثار والمتاحف في الخطة الخمسية للمجلس والخطة الإنمائية للدولة، وهي تهدف إلى الحفاظ على الهوية الثقافية، ونشر الوعي المعرفي بين الجمهور، كذلك تسهم في تأصيل قيم المواطنة والاعتزاز بالتراث الثقافي، فضلاً عن أنها تنشِّط السياحة الثقافية وتنهض بها، ذلك من أجل تسويق معالم الكويت وإيصال صورة المجتمع الكويتي بتنوعه الاجتماعي وترابطه المتين.

وتشير إلى أن هذا العمل يستند إلى قانون الآثار الكويتي رقم 1 لعام 1960 الذي ينص على أن كل ما شيده الإنسان قبل 40 سنة يعتبر من الآثار الواجب دراستها والحفاظ عليها وترميمها. وجاءت هذه المادة لتعالج التقدم السريع الذي شهدته دولة الكويت بعد اكتشاف النفط.

كذلك أشار القانون ذاته إلى أهمية الحفاظ على المباني التاريخية، ولما كانت مباني الكويت القديمة تعكس تكيّف السكان مع البيئة، ونعني بذلك تلك المباني التي شيدت بصخور البحر والطين التي وفرتها بيئتهم الطبيعية وهي كانت عرضة للاندثار والتلاشي، فسعت الدولة إلى الحفاظ على عدد منها ليكون شاهداً على حقبة تاريخية انقضت ودليلاً تتناقله الأجيال.

الصخور البحرية

تعتبر جزيرة فيلكا من المناطق التي تزخر بهذا النوع الذي عناه قانون الآثار، فقد شيدت قرية الزور القديمة في نهاية القرن التاسع عشر ومطلع القرن العشرين، ولا تزال شاخصة للعيان، ويمكن للمتجول فيها أن يشاهد كيف استخدم الأهالي الصخور البحرية والطوب، وسقفوا منازلهم بخشب المانجروف، المعروف محلياً باسم الجندل. وشيدت في ستينيات القرن الماضي مبانٍ تراثية في الجزيرة اندثر الكثير منها اليوم، فيما ما زال بعضها قائماً، منها قصر الشيخ محمد الصباح على الساحل الغربي من الجزيرة، حيث انتشرت الأكشاك أيضاً. وفي برها لا يزال موجوداً بعض المباني ذات الاستخدام بالصيد «كُبَر» رغم أن كثيراً منها اندثر. ويسري الأمر ذاته على الأكشاك القديمة التي انتشرت على الساحل الغربي للجزيرة وهي ذات طابع خاص، استخدمت لاستراحة الرجال وكملتقى اجتماعي لهم، ولها قيمة استثنائية في الكويت، فلا وجود لها بهذه الكثافة سوى في الجزيرة، إذ إن العمران المتسارع والتطور الحضري الذي شهدته الكويت أديا إلى اندثارها في نهاية المطاف.

مبنى تراثي ومتحف

يأتي الإصدار ليتناول قصر الشيخ عبد الله السالم، كمعلم تاريخي مهم في جزيرة فيلكا، والذي تم تحويله إلى مبنى تراثي ومتحف مفتوح ليغطي حقبة زمنية لا تزال آثارها ملموسة وظاهرة للعيان. وعلى هذا، حافظ المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب على مبانٍ تاريخية عدة جنباً إلى جنب مع المواقع الأثرية، ومعظمها تاريخي في مدينة الكويت، كذلك في جزيرة فيلكا، ولاثنين منها قيمة تاريخية استثنائية ولم تطلهما يد التدمير.

التراث الشعبي

المبنى الأول: مبنى المغفور له الشيخ أحمد الجابر الصباح، وهو محمي بدرجة كبيرة لوقوعه داخل منطقة الآثار، وقد كان قبل الغزو العراقي الغاشم متحفاً للتراث الشعبي.

المبنى الثاني: مبنى قصر الشيخ عبد الله السالم الذي تحول إلى متحف تاريخي بالتعاون بين المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب وشركة القرية التراثية، فأصبح متحفاً مفتوحاً للزوار حديثاً.

المجتمعات الديمقراطية

يعتبر الشيخ عبد الله السالم الصباح الحاكم الحادي عشر لدولة الكويت، من أمراء آل الصباح، ولد في عام 1895 وتولى في عهد الشيخ أحمد الجابر، رعاية شؤون البلاد الإدارية والمالية، كذلك ترأس كثيراً من الجمعيات الأدبية والعلمية، وتسلّم زمام الحكم خلال الفترة من 1950 حتى 1965. وفي عهده استقلت الكويت وأصبحت دولة ذات سيادة تامة يحكمها نظام دستوري، وجاءت هذه التطورات في فترة شهدت فيها الكويت تدفق العائدات النفطية على البلاد فشاع الرخاء الاقتصادي فيها، واتجهت إلى نهضة عمرانية شاملة، كان حامل لوائها الشيخ عبد الله. وإذا كان الشيخ مبارك الصباح مؤسس إمارة الكويت فإن الشيخ عبدالله السالم الصباح أرسى دعائمها الدستورية وأوجد لها حيزاً بين المجتمعات الديمقراطية.

بدأ البحث الأثري في دولة الكويت في عام 1957 من خلال البعثة الدنمركية، ووضعت النتائج المتلاحقة لما تم الكشف عنه في أرض الكويت على الخريطة الحضارية للمنطقة، إذ تزخر أرض الكويت بتراث حضاري إنساني دلت عليه برامج المسح والتنقيب الأثري سواءً على الأرض الأم أم في الجزر الكويتية.

صدور أول قانون للآثار بمرسوم أميري

• ومن أبرز الإنجازات التي حدثت في عهد الشيخ عبد الله السالم الصباح:

• بدء البحث عن الآثار في جزيرة فيلكا عام 1957، وافتتاح أول متحف للآثار في الكويت في 31 ديسمبر 1957، وكان مقره قصر الشيخ عبد الله الجابر الصباح، وقد حوى بعض المواد التراثية وسرعان ما أضيفت إليه مكتشفات أثرية عدة بدأت تتوالى منذ عام 1958.

• صدور أول قانون للآثار بمرسوم أميري رقم 1 لسنة 1960، وهو الأول من نوعه في المنطقة، وطباعة أول كتاب عن الآثار بعنوان «تقرير شامل عن الحفريات الأثرية في جزيرة فيلكا 1963-1958.

• إرسال أول بعثة تعليمية من المدرسين العرب إلى جزيرة فيلكا وبنيت فيها مدرستان إضافيتان واحدة للبنين وأخرى للبنات.

• تشييد أول محطة كهرباء في فيلكا، وكانت تعمل بالديزل وبلغ عدد مكائنها 12 ماكينة.

• انتشار التعليم النظامي الحكومي في عهده، بهدف القضاء على الأمية.

• بدء العمل بالعلاج المجاني للمواطنين والمقيمين على حد سواء، وشيدت كذلك المستوصفات والمراكز الصحية في جميع المناطق، ويعد مستشفى الصباح أشهر مستشفيات ذلك الوقت.

• استقلال الكويت عام 1961 وإلغاء معاهدة الحماية البريطانية للكويت التي كانت سارية منذ عام 1899 واستبدلت بها معاهدة صداقة وتعاون وأصبحت الكويت دولة ذات سيادة وعضواً في جامعة الدول العربية.

• شكلت في عهده أول وزارة في الكويت وأجريت انتخابات عامة لاختيار 20 عضواً لشغل عضوية المجلس التأسيسي الذي وضع دستور البلاد.

• تبادلت الكويت في عهده التمثيل الدبلوماسي مع معظم دول العالم وانضمت إلى هيئة الأمم المتحدة في 14 مايو 1963 وصدر في عهده أول دستور كويتي.

• أُجريت في عهده انتخابات لاختيار أول مجلس أمة بعد الاستقلال في يناير 1963.

مبنى الشيخ أحمد الجابر الصباح محمي بدرجة كبيرة لوقوعه داخل منطقة الآثار
back to top