• حدثنا عن برنامج "نحن والأيام".- "نحن والأيام" يركز على فترة مهمة من تاريخ الكويت، وهي محصورة بين 1930 حتى 1961، وهو برنامج من إعدادي وتقديمي ويشاركني فيه الحوار الأستاذ صالح المذن، ومن إخراج عماد العثمان. وهو برنامج تحاوري يتطرق إلى حال الكويت وعادات أهلها في السابق.
• من صاحب فكرة البرنامج؟- راودتني الفكرة منذ فترة وحينما شعرت بنضجها طرحتها على عدد من الأصدقاء لرصد الآراء قبل التوجه إلى إذاعة القرآن الكريم وعرضها على مديرها الأستاذ سمير الغريب، وكذلك المخرج عماد العثمان، وأعجبتهما الفكرة، ومن شدة إعجاب الغريب قرر أن يقرأ مقدمة هذا البرنامج بنفسه، وأود أن أشكر وزير الإعلام السابق الشيخ سلمان الحمود الذي شجعني على تقديم هذا البرنامج، كما لا يفوتني أن أشكر فريق العمل وكل من ساندني من المسؤولين لتقديمه.• كيف رأيت تفاعل الجمهور؟- عقب بث الحلقة الأولى، وصلني الكثير من الإطراء على محتوى الحلقة والموضوعات التي أتناولها، كما تلقيت اتصالات كثيرة من أفراد أعرفهم وآخرين لا أعرفهم أجمعوا على جودة ما أسلط الضوء عليه في البرنامج، وهذا الحديث أبهجني كثيراً لأن البرنامج مع مرور الوقت أصبح يتداوله الناس في الدواوين.• كيف تستطيع تقديم موضوعات مختلفة رغم وصول البرنامج إلى موسمه الرابع؟ ألا تخشى التكرار؟- البرنامج يركز على عادات أهل الكويت في فترة زمنية تمتد إلى نحو 3 عقود، من 1930 حتى 1961، وهذه الفترة الزمنية شهدت تحولات كثيرة في تاريخ الكويت، فثمة حياة تعتمد على البحر والغوص وأخرى ترتكز على مرحلة ما بعد ظهور البترول وانتعاش البلد ونهضته، لذلك أعتقد أن النهل من تفاصيل الفترتين، لاسيما أنني عاصرتهما، لن ينضب لأن ثمة أموراً كثيرة أستطيع الحديث عنها، مثل عادات رمضان وكيفية استقباله وموائده وتقاليده القديمة، كما أستطيع الحديث عن مناحي الحياة الأخرى كالزواج والتكافل الاجتماعي والعمل في الغوص أو البحر، إلى ما هنالك من موضوعات طريفة وأخرى توعوية صالحة لكل زمان ومكان. وحرصت على التنوع في تقديم المعلومة فتجدني أطرح بعض أسماء السمك وأنواعه، إضافة إلى تقديم معلومات توعوية لاكتشاف الأسماك الفاسدة عبر طرق مختلفة، وفي حلقات أخرى تناولت أنواع الطيور عبر تصنيف دقيق جداً فثمة طيور نادرة وغالية الثمن وأخرى لا قيمة لها وغيرها من المعلومات القيمة عن الطيور كأغبى الطيور وأذكاها.• هل تستعين ببعض المراجع أو المصادر في إعداد مادة البرنامج؟- لأصدقك القول، أنا عشت تلك الفترة بحلاوتها وقسوتها وعاصرت مراحل الشقاء وركوب البحر والتجارة الخطرة بحثاً عن لقمة العيش إضافة إلى أني كنت أستمع إلى حديث الكبار وأحفظ منهم بعض المعلومات الدقيقة، كما رصدت مراحل التطور عقب اكتشاف البترول ورصدت أيضاً التغيرات التي طرأت على الحياة.• هل تذكر أبرز تعليق وصل إليك عن البرنامج؟- أجل، البعض ذكر لي ضرورة إيجاد ترجمة لبعض المفردات التي أستخدمها في البرنامج لأن الكلمات التي أسردها اندثرت ولم تعد الألسنة تلهج بها لأنها مرتبطة بحياة الماضي ومستلزماته، وهذا طبيعي أن يصلني تعليق بهذه النوعية لأن الناس يريدون للفائدة أن تعم كل شرائح المستمعين وألا يقتصر ذلك على نوعية معينة فقط من كبار السن لأن برنامجي يستذكر تاريخ الآباء والأجداد لذلك كنت أرد عليهم بأن البرنامج موجه لكل شرائح المجتمع لأنه يهدف إلى توعية الشباب في الوقت الحالي وتعريفهم بمفردات أسلافهم وبالتالي تعريفهم بالتاريخ وطبيعة الحياة وقسوتها.• كانت تربطك علاقة وطيدة بالفنان الرحل عبدالحسين عبدالرضا حدثنا عن هذه العلاقة.- أذكر أن الفنان الراحل عبدالحسين عبدالرضا اتصل بي قبل سفره إلى لندن للعلاج وحدد موعداً لرؤيتي وجاءني في البيت وأمضى نحو ساعة ونصف وقال لي إنه سيذهب إلى لندن بعد اسبوع، فأخبرته أنني سأشد الرحال إلى لندن عقب 25 يوماً، فرد علي: سنلتقي هناك لأنني أريد أن نطبخ وجبة "مشخول" و"محمر" و"زبيدي" واتفقنا على ذلك، وهو سبقني إلى لندن بينما مكثت أنا هنا لإنهاء بعض الأمور، وعقب بضعة أيام اتصل مرة أخرى وهو في لندن وحينها كان في المستشفى، وأذكر أنه قال لي: لماذا تأخرت؟ وعقب هذا الاتصال جاء الخبر الحزين بوفاته، وحضرت جنازته.ولي مع الراحل ذكريات جميلة، فعلاقتي به كانت وطيدة جداً، وبدأت منذ مرحلة الشباب، وكان بيني وبينه مشاريع وقد شاركني في بقالة عام 1963.
مشوار تميز بالتنوع والغزارة
اتسم مشوار الباحث في التراث الكويتي العم عيسى فهد الغانم بالتنوع والغزارة، لاسيما أنه عمل في أكثر من مجال ضمن وزارات الدولة، وهو من مواليد 1937، بفريج شرق بالقرب من دار الضيافة.وفي بواكير حياته، عمل أمينا للمستودعات في الجمارك الكويتية بعد تعلمه الطباعة باللغتين الإنكليزية والعربية، ثم سكرتيرا ثانيا في لجنة الجنسية الكويتية 1960، وعقب ذلك عُين رئيسا للخدمات الإدراية في بنك التسليف والادخار.وعمل لاحقاً في الإذاعة والتلفزيون، واختير مديرا عاما للمسرح الكويتي 1975، وهو أيضاً من مؤسسي المسرح العربي، وإضافة إلى ذلك، تبوأ منصب نائب رئيس جمعية الروضة التعاونية، ثم رئيس مجلس إدارة شركة المروج العقارية القابضة.