جاءت المباراة التجريبية للمنتخبين الوطني الأول لكرة القدم مع نظيره المصري مساء أمس الأول الجمعة، على استاد جابر الأحمد الدولي، مفيدة للفريقين، فالأزرق يبحث عن الاحتكاك، وخوض أكبر عدد ممكن من المباريات، بعد غيابه عن الساحة الدولية، بينما الفراعنة يستعدون لنهائيات كأس العالم 2018 في روسيا.ويعد التعادل نتيجة عادلة جدا، عطفا على المستوى الذي قدمه المنتخبان في اللقاء، حيث تبادلا السيطرة والهجمات وإهدار الفرص تباعا، على مدار شوطي المواجهة.
ووفقا للواقع النظري، كانت الأفضلية قبل المباراة لمصلحة المنتخب المصري، لكن تغير الحال تماما في الواقع العملي، الذي فرض فيه المنتخب الوطني كلمته.واجهت الأزرق صعوبات عديدة في الفترة الأخيرة، تمثلت في غياب بعض اللاعبين بداعي الإصابة، إلى جانب انتهاء الموسم، ومن ثم شعور عدد كبير منهم بالإرهاق والإجهاد بل والملل أحيانا.ولعل أبرز ما دفع الأزرق إلى تقديم مستوى جيد جدا شابه بعض السلبيات هو احترام المنافس، والعمل طوال الفترة الماضية على الخروج بنتيجة إيجابية تكون بمنزلة بداية حقيقية للفريق للانطلاق نحو استعادة المستوى الحقيقي المعروف عنه.
بداية هجومية
وأدار المدرب الصربي رادي الشوط الأول بكفاءة، حيث فوجئ مدرب المنتخب المصري هيكتور كوبر بأسلوب هجومي منذ البداية، ما أسفر عن هدف التقدم الذي أحرزه فهد الأنصاري في الدقيقة السادسة.وكان لهدف الأنصاري دور كبير في منح زملائه اللاعبين جرعة من الثقة بالنفس، ليدرك المصريون أنهم يواجهون منتخبا يمتلك روحا ولاعبين موهوبين يحتاجون فقط للاحتكاك والصقل، وأن المباراة لن تكون نزهة كما كانوا يتخيلون!لكن أبرز ما عاب رادي في الشوط الثاني هو إجراء تغييرات غير موفقة، على رأسها الدفع ببدر المطوع غير الجاهز والعائد للتو من الإصابة، لذلك لم يستطع صنع الفارق مع المنافس، إضافة إلى خروج يوسف ناصر الذي جعل المصريين يلتقطون أنفاسهم، نظراً لأنه لاعب مزعج يجيد التحركات العرضية والطولية.وكان الأزرق قريبا من تحقيق الفوز، لولا الخطأ الذي وقع فيه حميد القلاف، والذي أسفر عن هدف التعادل الذي أحرزه المنتخب المصري في الدقيقة 81، إلى جانب اعتماد الفريق على النواحي الدفاعية، رغم أن الفرصة كانت متاحة للاعبين لشن هجمات خطيرة على المنتخب المصري.«الفراعنة» يجرب
من جانبه، لعب المنتخب المصري بتشكيلته الاحتياطية، باستثناء مشاركة طارق حامد منذ البداية، لكن الأداء الذي قدمه الأزرق دفع كوبر إلى الدفع بالأساسيين، مثل عبدالله السعيد ومحمود كهربا وأيمن أشرف في الشوط الثاني، في محاولة لتفادي هزيمة قد يكون لها مردود سلبي على الفريق في الفترة المقبلة.ويمكن القول إن كوبر بات قادرا على حسم القائمة التي ستضم 23 لاعبا، والتي ستشارك في المونديال، باستبعاد 6 لاعبين عقب المباراة مباشرة، في ظل ظهور لاعبين بمستوى غير مقنع على الإطلاق، منهم عمرو وردة وكريم حافظ وأحمد حسن كوكا.ومن المؤكد أن عدم ظهور المنتخب المصري بالمستوى المتوقع له جاء بسبب اعتبار أنه سيواجه منتخبا دون المستوى يعيش في الوقت الراهن على إنجازاته في الماضي، وهو أمر غريب جدا، خصوصا أن المنتخب الكويتي في حاجة فقط الى الانسجام، لكنه يملك لاعبين أكفاء وموهوبين.ولعل الإشادة بالأزرق أبلغ رد على الانتقادات التي وجهت للاتحاد المصري والشركة الراعية له لاختيار المنتخب الوطني لمواجهته في الكويت في المرحلة الثانية الأخيرة من الاستعدادات للمونديال.