تكتبين الشعر بالعربية والفرنسية. بأي من اللغتين تكون قصيدتك أكثر تعبيراً؟

الفكرة التي أرغب في إيصالها إلى القارئ هي الأساس والغاية، واللغة وسيلة للوصول إليه. حين أكتب بالعربية تصل قصائدي إلى العالم العربي، وحين أكتب بالفرنسية أدق أبواب العالم الفرنكوفوني. ثم أنا أحب الشعر باللغتين. ثقافتي فرنسية وهويتي عربية. وربما أكتب غداً بلغات أخرى فأتواصل مع أجناس وثقافات ومختلفة.

Ad

ما أهم الجوائز التي حصلت عليها؟

حصلت على جوائز عدة، أهمها جائزة محمد خير الدين للشعر الفرنسي، لأنها كانت أول جائزة في مساري الإبداعي. مهما ارتفعت قيمة الجوائز التي تلتها أو ستليها مستقبلاً، تبقى هي حلمي الأول الذي حققته في الحقل الشعري. أعتبرها كالحب الأول، يظل دائماً الأجمل والأروع.

الاتحاد العالمي للشعر

بوصفك ممثلة العلاقات الدولية فيه، ما هو الاتحاد العالمي للشعر وما الدور المنوط به؟

يعتبر الاتحاد مظلة ومرجعية لمختلف الشعراء والمبدعين في أنحاء العالم وبمختلف اللغات واللهجات، وهذا لم يتوافر قط سابقاً. إنه نافذة حُرة تعبر بموضوعية وعدالة مطلقة عن قيم الإنسانية، ويعد أول صوت للمبدعين الشعراء من دون تمييز أو إقصاء، وأي اعتبارات أيديولوجية أو مذهبية أو إثنية، مع احترام، في الوقت ذاته، لكل الثوابت الإنسانية والدينية والحضارية. ويسعى الاتحاد جاهداً إلى نبذ الخلافات السياسية والدينية والعرقية، لتوحيد الشعراء في مختلف دول العالم تحت شعار واحد هو «أنسنة العالم».

كم عدد الشعراء تحت راية هذا الاتحاد؟

انضمّ كثير من الشعراء إلى الاتحاد من القارات، أوروبا، وأميركا، وأفريقيا، وآسيا.

مهرجان الشعر

كيف كانت أجواء مهرجان الشعر الذي أقامه الاتحاد العالمي في باريس؟

نظّم المهرجان الاتحاد العالمي للشعراء، برعاية المندوبية الدائمة للمملكة العربية السعودية لدى اليونسكو، وتحت مظلة اليونسكو، في 21 مارس الماضي، بمناسبة اليوم العالمي للشعر. اجتمع كبار الشعراء من مختلف دول وقارات العالم، دعوا جميعاً، من خلال قصائدهم، إلى السلام والمحبة والتسامح، ونبذ التمييز والعنف والإرهاب، وكان المهرجان فرصة للتواصل مع محبي الشعر من الأجناس كافة. لم تكن اللغة معوقاً بين المشاركين، إذ ألقيت القصائد باللغات كافة. كان الهدف واحداً: الدعوة إلى السلم والسلام. عرضت في الختام «وثيقة السلام»، كذلك «معلقة السلام» التي أبهرت الحاضرين، وهي لوحة شعرية تتكون من أكثر من مئة قصيدة لشعراء من أنحاء العالم.

ماذا استفدتِ من هذه التجربة؟

استفدت كثيراً. أولاً، ضمّ اللقاء كبار الشعراء من دول العالم، مثل فرنسا، وإسبانيا، والسعودية، والجزائر، وتونس، والسعودية، واليابان، والعراق، وأميركا، وزمبابوي، والإكوادور، وطبعاً أنا مثلت بلدي المغرب. ثانياً، كنت في فريق العمل المنظم لمؤتمر باريس. وهذه أيضاً كانت تجربة رائعة، إذ تواصلت مع الفعاليات كافة التي لها علاقة بعالم المهرجانات الثقافية في فرنسا، ولبنان وأقطار أخرى، بالإضافة إلى تشريفي بتقديم برنامج الأمسية الشعرية في اليونسكو، باللغتين العربية والفرنسية، إلى جانب الشاعرة الأميركية أوستن إليزابيث التي قدمت بالإنكليزية.

قصائد ورواية

من أين تنبع قصائدك وما منطلقاتكِ في الكتابة الشعرية؟

تنبع قصائدي من داخلي، من أحاسيسي. منطلقي الأول في كتابة الشعر هو ما يخالج نفسي... تارة فرح، وطوراً حزن وتأمل وربما ثورات. وما بداخلي يتأثر بالعوامل الخارجية. فما يحزن غيري يحزنني وما يفرحه يفرحني، من ثم أجد نفسي أعبر عن مشاعر الغير أيضاً.

لماذا يواجه المبدع في بلاد المغرب العربي صعوبة في الوصول إلى القارئ العربي في مصر والخليج؟

بسبب الإعلام. لا ننكر أن البرامج الثقافية تكاثرت على القنوات المغربية، لكن للأسف ليس للتعريف بالمبدعين الجدد، بل لتسليط الضوء على الأسماء المعروفة، ويبقى المبدع وحده يحاول إيصال إبداعه بمجهوده الشخصي وربما بمساعدات خارجية، من دون أن يأبه له من في الداخل كي يؤكد وجوده خارج البلد، وحينئذ يرحب به إعلامنا الداخلي. إعلامنا لا يكتشف، بل يستورد ما اكتشفه الغير في مجالات الإبداع كافة.

علمنا أنك في صدد الاتجاه إلى كتابة الرواية. حدثينا عن هذه التجربة؟

جاءت تجربتي في عالم الرواية لأجل نقل حقائق مؤسفة تعيشها مجتمعاتنا العربية، خصوصاً النساء. سأكون لسان كل امرأة في عالمنا العربي، حيث ما زالت مغلوبة على أمرها، مهما تحدثنا عن التطور والحداثة. تعددت المآسي وبقي الواقع مراً ومرعباً. سأنقل ما لم أستطع أن أعبر عنه وأنا طفلة، وأنا مراهقة في بيت العائلة، وأنا سيدة تتربع على عرش الزوجية، وأنا أم تضحي بكل ما كان وما بقي لديها لترى الابتسامة الدائمة على الشفاه الصغيرة. سأكتب لأتحرر أكثر وأكثر.

رمضان

حول طقوسها الخاصة بالكتابة في رمضان، تقول فاتحة بنقاسم: «ليست لدي طقوس للكتابة في رمضان. أعتبر هذا الشهر مناسبة للتقرب إلى الله، وإلى أسرتي الصغيرة، فأبخل على الإبداع الثقافي وأصوم عنه. أنا مشغولة طول السنة بالعمل والكتابة، أما في رمضان فأرجع إلى المطبخ ووصفاته اللذيذة وإلى السهرات العائلية. أمارس الدور التقليدي للمرأة مرة كل سنة، لكن باختياري ومن دون ضغوط».