صدر حديثاً في القاهرة عن دار مدبولي للنشر كتاب "الإسلام السياسي... في الشرق الأوسط وجنوب شرق آسيا" للكاتبة نهى عبدالله حسين السدمي، الذي يقدم عرضاً لمعظم الحركات التي تبنت أفكاراً تدميرية.

وأشارت الكاتبة في مقدمة الكتاب إلى أن العقود الأخيرة شهدت العديد من التطورات والتغيرات منها الانخراط السياسي للدين، وتعاظم دوره، حيث أصبحت الحركات الإسلامية في السنوات الأخيرة لاعباً أساسياً في الحياة السياسية بمنطقة الشرق الأوسط، لافتة إلى أن هذه الحركات لها جذور تاريخية طويلة تمتد إلى بداية القرن العشرين، ومنها حركة الإخوان المسلمين التي أسست عام 1928، وتلاها عدد من الحركات الأخرى.

Ad

وترى السدمي أن الحركات الإسلامية أظهرت قدرة كبيرة في إيصال رسالتها إلى قاعدة جماهيرية عريضة، وفى تطوير خططها واستراتيجياتها، وطرحت أفكارها على أنها تعد حلا بسيطا للأزمات والإشكاليات الموجودة في مجتمعاتها، وشهدت منطقة جنوب شرق آسيا نموا سريعا لهذه الحركات، وأهم مثال على ذلك الجماعة الإسلامية في إندونيسيا، والتي تعد أكبر دولة إسلامية، وهناك جماعات إسلامية في الفلبين وماليزيا.

وتطرق الكتاب إلى أن تفجيرات "بالى" في إندونيسيا، في 12 أكتوبر 2002 لفتت النظر إلى الحركات الإسلامية في منطقة جنوب شرق آسيا، خاصة أنها تلت أحداث 11 سبتمبر 2001 في الولايات المتحدة، وإعلان الحرب الدولية على الإرهاب، واعتبرت تلك الحركات الإسلامية حركة إرهابية، وأبدى عدد من الدول الآسيوية تعاونها مع هذه الحرب.

كما تناولت المؤلفة تاريخ الحركات الإسلامية في مصر، مشيرة إلى أنها بدأت عام 1926 عندما أسست جماعة أنصار السنّة المحمدية التي أسسها الشيخ محمد الفقي، وفي عام 1927 أنشئت جمعية للشبان المسلمين في الإسماعيلية، والتي أسهم في إنشائها حسن البنا، وترأسها عبدالحميد سعيد، ثم تلاها تأسيس جماعة الإخوان المسلمين عام 1928.

وأشارت الكاتبة إلى أنه مع أوائل السبعينيات بدأت الحركة الإسلامية في مصر في استعادة عافيتها، حيث خرج الإخوان من السجون، وظهرت مراكز التجمعات الإسلامية والمعسكرات الإسلامية الصيفية، وشارك التيار الإسلامي في الانتخابات الطلابية بالجامعات وسيطر عليها. كما شهدت السبعينيات ميلاد حركات إسلامية خارج نطاق الإخوان، إلا أن هذه الجماعة ظلت هي الأم التي خرجت من عباءتها الحركات الجديدة، وأهمها جماعة الجهاد، وجماعة محمد، التي عُرفت بـ "الفنية العسكرية"، وجماعة "المسلمون" التي عُرفت بـ "التكفير والهجرة".