فشل مجلس النواب العراقي، أمس الأول، في اتخاذ قرار بشأن نتائج الانتخابات الأخيرة التي جرت في 12 الجاري، وعقد أمس جلسة جديدة مخصصة لهذا الموضوع، وسط محاولات تقودها اطراف خاسرة في الاقتراع وتشارك فيها اطراف اخرى لحسابات معقدة لإلغاء نتائج الانتخابات وربما إعادتها.

ووقع نحو 100 نائب معظمهم خسروا في الاقتراع الأخير، بينهم رئيس البرلمان سليم الجبوري، شكوى ينوون رفعها الى الأمم المتحدة يطالبون فيها بإعادة فرز وتدقيق الأصوات يدوياً.

Ad

وقال وزير الداخلية الأسبق النائب جواد البولاني، في مؤتمر صحافي عقده في مبنى البرلمان أمس، إن الانتخابات تم تزويرها عبر الوسائل الإلكترونية، وبفرق فنية من الخارج موجودة بالقرب من المنطقة الخضراء، مبيناً أن جهاز المخابرات والأمن الوطني لديه علم بعمليات التزوير.

وزعم البولاني أن فريقاً فنياً وخبراء من لبنان وخبيرا من بيلاروسيا وخبيرا عراقيا هم من شاركوا بعملية تزوير الانتخابات.

واتهم الوزير السابق زعيم حركة «عصائب أهل الحق» قيس الخزعلي بسرقة أصوات الناخبين، مطالبا رئيس الوزراء حيدر العبادي باتخاذ موقف تجاه ما حصل من خروقات.

بدوره، اتهم رئيس قائمة باب العرب في العراق، وصفي العاصي، مفوضية الانتخابات والأحزاب السياسية المتواطئة معها بتزوير الانتخابات لمصلحتها.

سائرون

من جهتها، أعلنت الكتلة المتصدرة لنتائج الانتخابات النهائية عن موافقتها «لطمأنة الناخبين والكتل السياسية»، وإعطاء فرصة لمفوضية الانتخابات لإثبات شفافية إجراءاتها أمام الرأي العام.

وأكد المتحدث باسم زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، المستشار جعفر الموسوي، مساء أمس الأول، إنه «ليس من صلاحيات مجلس النواب إلغاء أو تعديل نتائج الانتخابات، ولو كان من خلال تشريع قانون»، مستدركاً «لأننا سنكون هنا أمام مهام بعيدة عن مفهوم التشريعات وقريبة من التأسيس إلى الفوضى».

وأشار إلى أن «ما يقوم به مجلس النواب أو ما يريد الشروع به هو زحف على صلاحية السلطات الأخرى».

وقال الموسوي، وهو القاضي الذي حاكم صدام حسين: «نحن مع اتباع الطرق القانونية السلمية للنظر في الشكاوى والخروقات التي رافقت العملية الانتخابية»، مطالباً المفوضية العليا المستقلة للانتخابات والهيئة القضائية المختصة بـ «النظر بجدية وعدالة بتلك الطلبات وسرعة حسمها وفق القوانين المرعية».

حوارات جزئية

في السياق، ذكر مصدر عضو بائتلاف النصر الذي يتزعمه رئيس الوزراء حيدر العبادي، أمس، أن «الحوارات بين ائتلافه وتحالف سائرون التابع لزعيم التيار الصدري مقتدى الصدر، وصلت من العموميات إلى الجزئيات المتعلقة بتركيبة الحكومة المقبلة».

واضاف أن «حوارات الساعات الأخيرة تشير إلى ارتفاع حظوظ العبادي بتولي ولاية ثانية، في ظل عدم وجود أي اعتراض من قبل الصدريين»، موضحا أن «تحالف سائرون ركز على أمور عدة كالقضاء على الفساد، وإنهاء عهد المحاصصة، وتشكيل حكومة أبوية تضم الجميع».

وأكد المصدر أن «اتصالات تحالف النصر لم تقتصر على سائرون»، مشيراً إلى «وجود تحركات جدية باتجاه تحالف الحكمة برئاسة عمار الحكيم، والوطنية برئاسة أياد علاوي، والقرار برئاسة أسامة النجيفي».

وبين أن «المفاوضات مع الأحزاب الكردية سارت بشكل طبيعي من دون تقاطعات، إلا أنها لم تصل إلى شكلها النهائي».

إلى ذلك، أعلن المكتب الإعلامي للعبادي، أمس، أن الاخير ناقش مع نائب رئيس الجمهورية أياد علاوي تشكيل الحكومة المقبلة على أسس وطنية.

سنة إيران

على صعيد آخر، بعث زعيم «أهل السنة» في إيران عبدالحميد إسماعيل زهي، رسالة إلى زعيم التيار الصدري مقتدى الصدر هنأه على فوز تحالف «سائرون» في الانتخابات.

وقال زهي، وهو رئيس جامعة دار العلوم بمدينة زاهدان، في رسالته التي نشرها موقعه الرسمي أمس، إن «فوز تحالف سائرون بقيادتكم والذي ظهر في الساحة السياسية العراقية باتجاهات وبرامج جديدة، فرصة ذهبية للعراق»، مشيرا إلى أن «ظهور جماعات التطرف والعنف، والكثير من الأزمات التي يعانيها العراق تعود جذورها إلى السياسات الخاطئة».