على غرار «أم اللمبي» في الفيلم المصري الشهير، وفي حادثة غريبة في تاريخ الاختبارات بالكويت، اقتحم أحد الأشخاص المواقف الداخلية لإحدى مدارس الجهراء ومعه مكبر صوت استخدمه في «تغشيش» الطلبة في قاعات الاختبارات صباح أمس، حيث تعمد الدخول بسيارته، التي أخفى لوحاتها بقطع الكرتون، إلى داخل المواقف الملاصقة لقاعات الاختبارات، حتى يتمكن من إطلاق المكبر، وإيصال صوته إلى الطلبة في الداخل.

وقالت مصادر تربوية لـ«الجريدة»، إن «رئيس اللجنة والمراقبين، بمجرد سماعهم للأصوات الصادرة من المكبر، توجه بعضهم إلى صاحب السيارة، الذي لاذ بالفرار مسرعاً وكاد يصدم حارس الأمن عند باب الدخول».

Ad

وتأتي هذه الخطوة بعد أن حاصرت إجراءات وزارة التربية الجديدة بمنع الغش الطلبة «الغشاشين»، الأمر الذي جعلهم يلجأون إلى هذه الوسائل البدائية، التي التقطوها من أفلام «التلفزيون» و«السينما»، للحصول على معلومات ونتائج دون جهد يبذل، ومزاحمة الطلبة المجتهدين في ترتيب النتائج.

وفي سياق متصل، كشفت مصادر لـ«الجريدة» أن أحد طلبة المسائي، الذين يؤدون اختباراتهم في ثانوية محمد المهيني، حاول الاعتداء على نائب رئيس اللجنة بعد ضبطه بسماعة غش، موضحة أن مسؤولي لجنة ثانوية عروة بن الزبير فوجئوا بكسر باب اللجنة قبل بدء الاختبارات.

وقالت المصادر إن «مدير منطقة الجهراء التعليمية وليد الغيث تفقد أوضاع المدارس التي تعرضت للاعتداءات، حيث اطمأن على سير الاختبارات في ثانوية عروة بن الزبير، والتي قام رئيس اللجنة فيها بالتأكد من سلامة الأوضاع داخل اللجنة قبل وصول الطلبة»، لافتة إلى أن الغيث تفقد كذلك ثانوية المهيني وذهب إلى المستشفى للاطمئنان على نائب رئيس اللجنة، الذي تعرض للاعتداء، لافتة إلى أن الطالب حاول الاعتداء مرة أخرى على نائب رئيس اللجنة داخل المستشفى.

وأوضحت أن الوزارة بصدد رفع قضية على الطالب ومتابعتها جنائياً، وكذلك مخاطبة جهة عمله لاتخاذ الإجراءات القانونية بحقه، منوهة إلى أن هناك تعليمات صدرت من جهات عليا في الوزارة بعدم التساهل مع مرتكبي مثل هذه الاعتداءات من خلال الإجراءات القانونية والجهات المختصة.

وأشارت المصادر إلى أن الوزارة ماضية في تطبيق لائحة الغش وحرمان من يضبط معه أدوات غش أو «براشيم»، لافتة إلى أن الوزارة توقعت حدوث مثل هذه الحوادث، حيث سيتم التعامل معها وفق اللوائح والنظم بالتنسيق مع وزارة الداخلية.

إلى ذلك تفقدت وكيلة التعليم العام فاطمة الكندري عدداً من المدارس في المناطق التعليمية، للاطمئنان على سير الاختبارات في اللجان، حيث استمعت إلى الطلبة ورأيهم في مستوى الامتحانات، واطمأنت إلى طريقة تعامل اللجان مع الطلبة.

كما واصل مديرو المناطق التعليمية جولاتهم التفقدية على المدارس، حيث تفقد مدير منطقة الفروانية التعليمية جاسم بوحمد ثانوية لبيد بن ربيعة بنين في منطقة عبدالله المبارك، التي تضم طلبة المدارس الصباحية والمراكز المسائية.

توفير الأمن

وقالت مصادر تربوية مطلعة إن الوضع العام في المدرسة شهد هدوءاً تاماً، لافتة في الوقت ذاته إلى أن مديرة منطقة العاصمة التعليمية بدرية الخالدي قامت بجولة تفقدية على مدرستين في جابر الأحمد، حيث زارت ثانوية عقاب الخطيب ومنيرة الصباح، للاطمئنان على سير اللجان.

واستغربت المصادر غياب دور الأمن ورجال الداخلية في المدارس التي تعرضت للاعتداءات، لافتة إلى أنها استنجدت برجال الداخلية الذين وصلوا بعد أكثر من ربع ساعة على وقوع الاعتداءات، الأمر الذي يطرح تساؤلات حول مدى التزام الداخلية بتوفير الأمن في هذه اللجان، مستدركة أن رئيس لجنة «خالد بن سعيد» تعرض لتهديد باللصق على سيارته، إضافة إلى وصول الكثير من التهديدات للعاملين باللجان، والذين تم توعدهم بالانتقام يومي الاربعاء والخميس المقبلين.

وسجلت وزارة التربية خلال الأسبوع الأول للاختبارات نحو 1062 حالة حرمان للطلبة الذين ضبطوا بأدوات غش.

ثانوية صباح السالم لم تسجل أي حرمان

ذكر مدير ثانوية الإمام مالك ورئيس لجنة اختبارات ثانوية صباح السالم، فايز سالم العازمي أنه تقدم لاختبار الرياضيات وقضايا البيئة والتنمية المعاصرة 102 طالب من القسمين الأدبي والعلمي، لافتا إلى أنه لم يتم تسجيل أي حالة غش طوال أيام الاختبارات، مما يدل على التزام الطلبة والمعلمين باللوائح والقرارات التي اتخذتها الوزارة.

بدورها، ذكرت رئيسة لجان سير الاختبارات بمدرسة قرطبة الثانوية بنات هيام الغريب، انه «تم تسليم كشف بأسماء الطالبات المجتازات شروط تقديم الاختبار، كما تم الإشراف على تنظيم مقر لجان الاختبار من حيث النظافة، وتنظيم الأدراج والمقاعد، بما يزيد على 25 طالبة، وكل لجنة ملصق عليها بطاقة اللجنة المخصصة لكل طالبة».