الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي د. محمد البشاري لـ الجريدة.: الإعلام الغربي يشوه الإسلام ونرفض ترك المقدسيين فريسة للمحتل
«سياسات غربية تعوق المشروعات التي تنفذها دول عربية وإسلامية لمواجهة الإرهاب»
قال الأمين العام للمؤتمر الإسلامي الأوروبي، د. محمد البشاري، إن الإعلام الغربي يسعى بشتى الوسائل إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين، لافتا إلى أنه لم يعد هناك وقت للشجب والاستنكار تجاه تهويد مدينة القدس، وأضاف خلال مقابلة أجرتها معه "الجريدة" أثناء زيارته الأخيرة للقاهرة أنه لابد من وجود آلية لتفعيل توصيات المؤتمرات الإسلامية.. وإلى نص المقابلة:
● ما موقف الغرب من القضايا الإسلامية؟- السياسات الغربية والدراسات البحثية في الغرب تصر على عدم إنصاف القضايا العربية والإسلامية المصيرية، مما يسهم بشكل مباشر في إعاقة المشروعات الكبرى التي تقوم بها أغلب الدول العربية والإسلامية من أجل مواجهة خطر الإرهاب، وطرق توظيف واستغلال الشباب في شبكات التطرف والعنف والإرهاب، ومن مسؤولية القادة والزعماء العرب تأكيد هذه النقطة الحيوية في اللقاءات الثنائية أو الجماعية التي تتم بين المسؤولين العرب والمسلمين مع المسؤولين الغربيين.
● ما هي الصورة التي يصدرها الإعلام الغربي عن الإسلام والمسلمين؟- هناك حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي أن الإعلام الغربي يسعى بشتى الوسائل إلى تشويه صورة الإسلام والمسلمين بشكل عام، وبلغت حدة هذه الهجمات الإعلامية الشرسة درجة وصف المسلمين بأوصاف بدائية وهمجية، وإن كانت هناك نسبة ضئيلة جداً من المعالجات الإعلامية سلمت من تتبع هذا النهج، والتي تدخل في إطار الاستثناء، ليس لها تأثير في الرأي العام، إضافة إلى أنها مرتبطة بصاحب التغطية الذي يكون موضوعياً في كل ما يقدمه، وليس بالنسبة إلى القضايا الإسلامية فقط.● لماذا توجه كل هذه الحملات المضادة ضد الإسلام؟- من الاستنتاجات التي استنبطناها أننا وجدنا نوعا من النزوع نحو ما يطلق عليه في لغة الإعلام "شيطنة العدو"، الذي تم في هذه الحالة، وصف الإسلام والمسلمين به، وحصرهم في إطار تشويهي، يضيق الخناق عليهم، ويقوم هذا المبدأ على التحويل المعنوي لهذا "العدو" إلى شيطان من خلال نزع الصفة الإنسانية عنه، بحيث يستحق عقابا صارما يسمح للمضطهِد بأن يمارس اضطهاده، دون أن يكون مطالباً بتطبيق الشرائع ومواثيق حقوق الإنسان المعروفة في التعامل مع البشر.● الاعتداءات المتكررة على المسجد الأقصى وإعلان الرئيس الأميركي ترامب نقل سفارة بلاده إلى القدس، كيف ترونها؟- لم يعد هناك وقت للشجب والاستنكار، ولابد من خطوات عملية فاعلة، فعلى المجتمع المدني ومنظمات المجتمع الدولي التحرك لوقف الاعتداءات وعمليات تهويد الأقصى، ورفض تلك القرارات الظالمة، ولابد من شد الرحال إلى المسجد الأقصى لدعم القضية الفلسطينية، وعدم ترك المقدسيين فريسة في أيدي قوات الاحتلال.● كيف ترى الهجمات الإرهابية التي تستهدف المساجد في أوروبا وأميركا؟ - الإرهاب لا دين له ولا ملة، فهو عمل خسيس جبان ضد مواطنين آمنين أبرياء مثلما حدث في الهجوم المسلح الذي استهدف المسجد الكبير في كندا، وأسفر عن ضحايا ومصابين، فأي استهداف للآمنين بدور العبادة أو استهداف المراكز الإسلامية في الغرب يؤكد أن منفذي تلك العمليات القذرة يرضعون الفكر المتطرف الذي يخترق الطوائف الدينية والعرقية.● هل توجد مخاوف من تمادي ظاهرة العنف في الغرب؟- أنا أحذر من تمادي مثل هذه الجرائم في بلدان الغرب بعد تفشي ظاهرة الإسلاموفوبيا والكراهية للأجانب التي تغذيها تصريحات قيادات أحزاب العنصرية من اليمين المتطرف، وتطرف بعض أحزاب اليمين المحافظ عشية كل استحقاق سياسي من انتخابات رئاسية وتشريعية وبلدية، أو غيرها، وليس أدل على ذلك ما أقدم عليه الرئيس الأميركي دونالد ترامب بسياسات معادية للإسلام والمسلمين.● بماذا تنصح من يسعون إلى ترسيخ العنصرية؟- نحذر كل القائمين على دعاوى الكراهية والعنصرية والإخلال بقيم السلم والتعايش والتماسك الاجتماعي، باعتباره ضمان أمان المجتمعات.● ما أسباب انتشار ظاهرة التطرف في أوروبا أخيرا؟- هناك أسباب كثيرة لنمو العمليات الإرهابية بشكل عام، الأمر يعود كما ذكرنا إلى الضبابية في المرجعيات الدينية الإسلامية وتضاربها في بعض المناطق، إضافة إلى انتشار الطائفية والمذهبية التي بدأت تظهر بقوة مع الأسف الشديد، والعمل على مشروع لتجييش المسلمين لمصلحة هدف محدد وبعض البلدان التي لها مصلحة في تشويه صورة المسلمين، ويدفع باتجاه تفجير نيران الفتنة لتدمير صورة الإسلام أمام العالم.● ماذا عن ظاهرة الإسلاموفوبيا في الغرب؟- ظاهرة الإسلاموفوبيا تعني الخوف من الإسلام، حيث يرى بعض الغربيين أن الإسلام يهدد المدنية الغربية، وبالتالي لديهم تخوف من أسلمة الغرب، أما ظاهرة "الغرب فوبيا" فقد نشأت كردّ فعل للإسلاموفوبيا تحت دعوى التحصين من التيارات العلمانية والانحلال، والكتاب التقليديون في الدول العربية والإسلامية يرون أن الغرب مصدر كل شر وانحلال خلقي، وبعض الحداثيين يرون تواطؤ بعض الجهات والحكومات الغربية مع الحركات المتطرفة، بل يجزمون أن تنظيم "داعش" وأعوانه صناعة غربية، ونحن نؤمن بأن السلم هو منجهنا في تحديد العلاقة مع الآخرين، وأن السلم هو الأساس، ونحن نرفض "الإسلاموفوبيا" و"الغرب فوبيا" معاً.● هل الإسلام مختطف من المتطرفين؟- نعم، الإسلام مختطف من أصحاب دعاوى الكراهية والعنصرية والإخلال بقيم السلم والتعايش، ويجب على العلماء أن يستعيدوا الإسلام ويحررونه من أيدي مختطفيه، ولابد من دور قوي وفاعل للأزهر الشريف والمؤسسات الدينية في العالم العربي والإسلامي، باعتبارها حاملة لواء علوم الإسلام الوسطي المعتدل.
لابد من آليات فاعلة لتنفيذ توصيات المؤتمرات الإسلامية وتطبيقها على أرض الواقع