ابلغ الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون المهاجر المالي مامودو غاساما الذي انقذ طفلا مساء السبت في باريس كان على وشك السقوط من الطابق الرابع، خلال لقاء في قصر الاليزيه انه سيمنحه الجنسية الفرنسية.

وأكد الرئيس الفرنسي خلال حديث مع المهاجر غير القانوني البالغ 22 عاما بث عبر صفحته على "فيسبوك"، "كل الوثائق ستصبح قانونية".

Ad

وتحدث مامودو غاساما الذي ارتدى بنطلون جينز وقميصا ابيض بأكمام قصيرة لدقائق قليلة الى ماكرون امام الكاميرات قبل مقابلة منفردة.

وكان تصرفه العفوي السبت الذي صوره مارة شوهد ملايين المرات عبر وسائل التواصل الاجتماعي. ففي غضون ثوان معدودة تسلق واجهة المبنى الباريسي لانقاذ طفل كان يتدلى من شرفة الطابق الرابع.

وروى الشاب الذي وصل الى فرنسا في سبتمبر 2017 "لم افكر بشيء باستثناء انقاذ الطفل وقد نجحت واحمد الله على ذلك".

وقال الرئيس الفرنسي لمامودو غاساما الذي بدا عليه التأثر البالغ "انه تصرف استثنائي وعمل بطولي. وتمنيت ان نتخذ قرارا استثنائيا من اجلك". واضاف ماكرون ان الامر يشكل استثناء لانه مهاجر وليس طالب لجوء وبالتالي لا يمكن تصحيح اوضاعه.

واضاف ماكرون "لا يمكننا ان نعطي (اقامات) لكل الذين يأتون من مالي وبوركينا فاسو. عندما يكونون في خطر نمنحهم اللجوء لكن ليس لاسباب اقتصادية. اما في ما يتعلق بك شخصيا لقد قمت بعمل استثنائي. حتى لو لم تتوقف لتفكر، ما قمت به تصرف شجاع نال تقدير الجميع".

ولم يخف مامودو غاساما الذي سينضم ايضا الى فوج الاطفاء، تأثره العميق. وقال "اشعر بسعادة كبيرة لانها المرة الاولى التي افوز بجائزة كهذه". والجائزة عبارة عن شهادة وميدالية مكافأة على "عمل شجاع ومتفان" يقدم الى "كل شخص يجازف بحياته لمساعدة شخص او عدة اشخاص معرضين لخطر الموت".

وكانت فرق الاسعاف تبلغت عند الساعة الثامنة من مساء السبت من بعض المارة انهم رأوا طفلا متدليا من الطابق الرابع من مبنى في شمال العاصمة الفرنسية. وعند وصولها تبين لها ان شابا هب لانقاذ المهاجر المالي مامودو غاساما.

وقد صور بعض المارة المذهولين المشهد المثير خلال تجمعهم امام المبنى.

وفي الفيديو، يظهر غاساما يتسلق واجهة المبنى مستعينا بيديه بأقل من 30 ثانية لينقذ الطفل الذي كان متدليا بيد واحدة خارج شرفة الشقة.

وقد وضع الشريط على وسائل التواصل الاجتماعي حيث انتشر بكثرة.

وتفيد عناصر التحقيق الاولى ان الطفل خرج الى الشرفة فيما والداه غائبان عن المنزل.

بعيد وقوع الحادث، وضع والد الطفل المولود العام 1981 ولا سوابق جرمية له، في الحبس على ذمة التحقيق لتركه طفله من دون مراقبة وسيمثل امام النيابة العام الاثنين.

ووضع الطفل في مركز رعاية للاطفال فيما والدته لم تكن موجودة في باريس عند وقوع الحادث.

واستمرت ردود الفعل السياسية على ما حدث.

فحتى نائب رئيس الجبهة الوطنية اليمينية المتطرفة نيكولا باي ايد تصحيح اوضاع المهاجر غير القانوني "بسبب شجاعته" مطالبا في الوقت نفسه بطرد "كل المهاجرين غير الشرعيين" من فرنسا.

وكان اخر شخص حصل على الجنسية الفرنسية بعد عمل بطولي، لاسانا باتيلي وهو طالب لجوء مالي انقذ اشخاصا عدة خلال عملية احتجاز رهائن نفذها جهادي في متجر في يناير 2015 في باريس.