«حوكمة» العمل الخيري وحمايته
![وليد عبدالله الغانم](https://www.aljarida.com/uploads/authors/874_1666205680.jpg)
ومن أهم الواجبات الشرعية المطلوبة من هذه الجمعيات توضيح مصارف التبرعات تفصيلياً للمجتمع، وإبراز ذلك في الحملات الإعلانية بدقة ليكون الناس على بينة من وصول تبرعاتهم وزكواتهم حسب ما قدمت له دون خصم أي مبالغ منها تحت أي مبرر كان.إني أطالب الجمعيات الخيرية بالتعاون مع وزارتي الشؤون والأوقاف لوضع نظام محدد ومفصل للتصرف في أموال المتبرعين، موضحاً فيه أي استقطاعات إدارية أو غيرها لتكون وفق مسطرة واحدة بين كل الجمعيات، كما أعيد وأكرر مطالبتي بضم كل رؤساء اللجان الخيرية سواء الفرعية أو الأساسية ليشملهم قانون الذمة المالية تحت مظلة هيئة "نزاهة"، فيكونون قدوة للمجتمع ونبراساً للعاملين في هذا المجال، ولا غرابة في هذا الطلب، إذ كان أول من قيل له "من أين لك هذا؟" جابي الزكاة في عهد النبوة، ومن الأهمية إعادة التذكير بالأولوية في العطاء للمحتاجين والمعوزين داخل الكويت من الأسر المتعففة وأصحاب الحالات المتعسرة.لقد ارتبط العمل الخيري بأهل الكويت ارتباطاً وثيقاً من التاريخ القديم، المساجد الأولى منذ أكثر من ٣٠٠ عام، والوقفيات المحفوظة حتى اليوم، ورعاية الأيتام، وإفطار الصائم، ومياه السبيل، والدواوين المفتوحة للضيوف، وزوار البلد والمساكين والغرباء كلها تشهد لأهل الكويت رجالا ونساء مبادرتهم للعطاء والبذل رغم الظروف الصعبة وضنك العيش الذي مرت به البلاد، وهذا من أعظم ما توارثه الكويتيون من الآباء والأجداد، فلنحافظ عليه فإنه خير ما يحفظ به الله تعالى بلادنا وشعبنا من تقلبات الأيام والعصور. والله الموفق.