أنهت أسواق الأسهم الأميركية تداولات الأسبوع الماضي بتحقيق أداء متفاوت كان مدفوعاً في الغالب بانخفاض أسعار النفط الخام في العقود الآجلة، بعد التقارير التي أشارت إلى أن منظمة الدول المصدرة للنفط (أوبك) وروسيا تعتزمان رفع مستويات الإنتاج الحالية من النفط.

وأثرت هذه التقارير بشكل سلبي على أسهم شركات قطاع الطاقة، حيث تكبّد هذا القطاع المنضوي في مؤشر S&P خسائر بنسبة 4.5 في المئة خلال الأسبوع الماضي.

Ad

وفي الوقت الذي ستكون فيه للأخبار عن عزم دول «أوبك» وروسيا رفع مستوياتها الحالية من الإنتاج النفطي نتائج سلبية على قطاع الطاقة، فإن الفوائد ستكون إيجابية بالنسبة للسوق الأوسع.

ومع ذلك، فإن مؤشرات سوق الأسهم الأميركي كانت مستقرة نسبياً خلال الأسبوع الماضي، ولم يطرأ عليها تغيير يذكر.

وفي هذا المجال فقد أنهى مؤشر Nasdaq تداولات الأسبوع الماضي على ارتفاع بنسبة 0.4 في المئة، وذلك في الوقت الذي تراجع فيه مؤشر S&P 500 بنسبة 0.2 في المئة خلال الأسبوع.

وتابعت أسواق الأسهم عن كثب خلال الأسبوع الماضي التطورات الجيوسياسية في العالم، بعدما قرر الرئيس الأميركي دونالد ترامب إلغاء القمة المرتقبة، التي كانت ستجمعه مع زعيم كوريا الشمالية كيم جونغ أون في سنغافورة في 12 يونيو المقبل، وهو الأمر الذي أدى إلى ارتفاع مستوى التقلّبات في الأسهم الأميركية.

إلا أن الأوضاع في سوق الأسهم هدأت قليلاً، على خلفية الرد الكوري الشمالي على قرار البيت الأبيض، وهو الرد الذي جدد استعداد بيونغ يانغ لعقد القمة مع الرئيس ترامب من أجل التحاور ومحاولة التوصل إلى حلول للمشاكل والقضايا الخلافية بين الجانبين. وفي الواقع فقد عاد ترامب ليقول في تصريحات صحافية إن الإدارة الأميركية أعادت فتح المحادثات مع كوريا الشمالية في أعقاب إعلان قرار إلغاء القمة الرئاسية.

أما على صعيد أخبار الشركات والنتائج المالية للربع الأول من العام الحالي، التي تواصل الشركات الأميركية الإعلان عنها، فقد شهد الأسبوع الماضي إعلان عدد من الشركات الأميركية تحقيق أرباح مالية فصلية جيدة، وأعلنت مجموعة من الشركات أرباحا تجاوزت التوقعات.

وعلى سبيل المثال، فقد تجاوزت أرباح وإيرادات شركتي البيع بالتجزئة العملاقتين Footlocker وTiffany & Co التقديرات بشكل يعطي المستثمرين تفاؤلاً بشأن إنفاق المستهلكين. وكانت شركة Tiffany & Co أعلنت نمو مبيعات متاجر التجزئة بنسبة 7 في المئة، ورفعت توجيهاتها للعام كله، وذلك في الوقت الذي حققت فيه Footlocker أرباحاً بقيمة 1.45 دولار أميركي للسهم الواحد، مقارنة بالتقديرات التي كانت تتوقع تحقيقها ربحية بقيمة 1.24 دولار للسهم الواحد، وهي الزيادة في الربحية التي جاءت أعلى بشكل مريح مقارنة بالتوقعات.

ويبدو أن الأميركيين لايزالون يرفعون من مستويات الإنفاق بفضل المكاسب المتواضعة في الأجور، وقانون إصلاح الضرائب الذي بدأت تأثيراته بالظهور في مجال الإنفاق الاستهلاكي مؤخراً. وحتى مع ارتفاع أسعار المحروقات، فإن مبيعات التجزئة باستثناء السيارات والبنزين ارتفعت بنسبة 0.3 في المئة في الشهر الماضي. ومن المتوقع أن يستمر نمو مبيعات التجزئة في الأشهر المقبلة، حيث لاتزال مستويات ثقة المستهلكين مرتفعة تدعمها المكاسب المستمرة التي يواصل سوق العمل والنمو الاقتصادي الأوسع في تحقيقها.

أوروبا

أما في أوروبا فقد أنهى مؤشر Eurostoxx سلسلة مكاسبه الأسبوعية المتتالية، ليغلق على انخفاض بنسبة 1.32 في المئة خلال الأسبوع الماضي، وذلك في الوقت الذي عادت فيه المخاطر السياسية في إسبانيا وإيطاليا إلى الظهور.

ويبدو أن التقارير والأخبار التي أشارت إلى قضية فساد تتعلق بحزب رئيس الوزراء الإسباني ماريانو راخوي الحاكم قد بدأت بالضغط لإجراء انتخابات تشريعية مبكرة، أما في إيطاليا وفي الوقت نفسه فإن الحكومة الإيطالية الجديدة تريد زيادة الإنفاق المالي الذي يعتبره المستثمرون خطوة غير مسؤولة.

وفي أسواق الأسهم فقد انخفض مؤشر الأسهم الرئيسي في إسبانيا خلال تداولات الأسبوع الماضي بنسبة وصلت إلى نحو 2.38 في المئة مع معاناة أسهم قطاع البنوك من أكبر نسبة من الخسائر.

من جانبه، تراجع مؤشر MIB الإيطالي إلى أدنى مستوياته في غضون سبعة أسابيع، متكبّداً خسائر وصلت نسبتها إلى 3.53 في المئة خلال الأسبوع الماضي.

ويشعر المحللون بالقلق من أنه إذا نجحت الحكومة الإيطالية الجديدة في خططها لزيادة الإنفاق المالي، فإنها ستخاطر بزيادة العجز المالي في ميزانية الدولة بشكل كبير مما يزيد من المخاطر على الاقتصاد الإيطالي.

في غضون ذلك، نجحت الأسهم والسندات الألمانية في الصمود بشكل جيد خلال الأسبوع الماضي رغم كل هذه التطورات، لأنها تعتبر ملاذاً آمناً للمستثمرين الأوروبيين.