كيف ترى المشهد الشعري العربي راهناً؟

يختلف الشعر عما كان عليه في الستينيات والسبعينيات والثمانينيات من القرن الماضي، وهجره كثير من القراء، وبعض دور النشر يعلن عدم ترحيبه بنشر الدواوين، على عكس الرواية التي ترحب بها الدور كثيراً. قرأت إعلاناً لدار نشر تعلن رفضها صراحة استقبال الشعر، بينما دور نشر أخرى تشترط أن يطبع الشاعر ديوانه على حسابه ثم يحمل نسخه المطبوعة بكاملها ويمضي!

Ad

أما دور النشر الحكومية فأعتقد أنها لا تزال تصدر دواوين الشعر، وقد صدر لي خلال العام الماضي ديوان «اختبئي في صدري» عن سلسلة الإبداع الشعري المعاصر بالهيئة المصرية للكتاب، وللأسف كان آخر ديوان في السلسلة التي توقفت بعدها عن الصدور، لكن الهيئة ما زالت تصدر دواوين الشعر في النشر العام.

بالتأكيد، هذا كله يشكِّل مؤشرات إلى حال الشعر العربي راهناً، خصوصاً في ظل رحيل شعرائنا الكبار، أمثال محمود درويش ونزار قباني وفاروق شوشة وغيرهم، وعدم تجاوب الجمهور مع التجارب الشعرية الجديدة التي انغلقت على نفسها، فما كان من هذا الجمهور إلا أن يعلن انصرافه بهدوء عن الشعر ويتحوّل إلى الرواية والسرديات الأخرى. ولا ننسى أن مساحة شعر العامية والشعر النبطي اتسعت في السنوات الأخيرة، على حساب شعر الفصحى.

تحولك إلى الرواية قبل نحو عام، هل يعني أن القضايا التي تشغلك لا تستطيع القصيدة استيعابها؟ أم ثمة سبب آخر؟

وجدتُ في الرواية مجالاً أوسع وأكثر رحابة عن القصيدة، فلجأت إليها لأنها تستوعب ما أود البوح به في كثير من القضايا المعاصرة، كما أنها تحمل بين طياتها الأشكال الأدبية الأخرى كافة.

«رئيس التحرير.. أهواء السيرة الذاتية»، كيف وجدت أصداء هذه التجربة بعد عام؟

وجدت أصداء جيدة وغير متوقعة. أصدرت ثلاث طبعات خلال العام الأول: الأولى في الأردن عن «دار الآن»، وطبعتان داخل مصر عن «دار الحسناء». كذلك صدر عن الدار نفسها كتاب «رئيس التحرير.. سيرة الرواية ورواية السيرة» من إعداد الناقد المغربي الدكتور مصطفى شميعة، ضم 20 دراسة ومقالاً عن الرواية وخمسة حوارات أدبية عنها، فضلاً عن بعض الأقوال الانطباعية القصيرة لبعض القراء. وثمة كتابات نقدية عن الرواية لم يشملها هذا الكتاب، أهمها دراسة الدكتور شاكر عبد الحميد (وزير الثقافة المصري الأسبق) عن صيغة التهكم فيها. وأدرس إمكان إصدار جزء ثان لكتاب الدراسات، كذلك أدخلت الرواية ضمن بعض الأطروحات الجامعية لنيل الدكتوراه عن الرواية العربية المعاصرة.

هذه الأصداء والأخبار التي تواترت فور صدور الرواية واللقاءات التلفزيونية والمناقشات عنها في أكثر من بلد عربي، تحديداً في المغرب والأردن ومصر، أسهمت في تفكيري في المضي قدماً نحو عالم الرواية بخطى واثقة، فكانت «الماء العاشق» التي طُبعت هذا العام، ولاقت أيضاً أصداء جيدة.

في «رئيس التحرير» وظفت بعض القصائد مازجاً بين اللونين الأدبيين. ما السبب؟

بطل الرواية يوسف عبد العزيز شاعر وكاتب صحافي مثقف، لذا وظّفت قصائد كتبت بعضها أثناء تخليق العمل وبعضها الآخر كان سابقاً عليه. وجدت ألا ضير في ذلك ما دام السياق الروائي يستدعيها في أماكنها ولحظتها الزمنية المختارة بعناية. كذلك البطلة المصرية منى فارس أصبحت نجمة سينمائية، ما استدعى الحوار عن السينما، وكون البطلة الخليجية (الجوهرة إبراهيم) مهتمة بالفن التشكيلي واللوحات والتماثيل والاستطلاعات الصحافية، فكان لا بد من التعريج على قضايا الفن التشكيلي والتأمل في بعض اللوحات العالمية التي تزدان بها حوائط قصرها.

ما طقوسك للكتابة في رمضان وماذا يمثل هذا الشهر بالنسبة إليك؟

يهلّ علينا الشهر الفضيل لتتغير فيه طقوس القراءة والكتابة، فنكثر من التأمل في آيات القرآن، ومتابعة بعض المسلسلات التلفزيونية المهمة. أتابع مسلسل «عوالم خفية» للنجم عادل إمام، نظراً إلى القضايا التي يثيرها كون البطل يشتغل في الصحافة، فربما يتفتق الذهن عن أمور تخدم الجزء الثاني من رواية «رئيس التحرير».

باعتبارك رئيس لجنة العلاقات العربية في «اتحاد كتاب مصر»، ما الدور المنوط بهذه اللجنة وكيف تعزّزه منذ توليك المنصب عقب الانتخابات الأخيرة؟

تفعّل هذه اللجنة التواصل بين الأدباء والكتاب العرب المقيمين في مصر، فلا يشعرون بالغربة الأدبية، خصوصاً أن كثيرين من الأدباء والكتاب العرب ينشدون هذا التواصل، وبعضهم حصل على عضوية منتسبة في الاتحاد، فكان لا بد من آلية تواصل معهم، وهذا من ضمن أنشطة اللجنة. كذلك ثمة اتفاقيات أبرمت بين اتحاد كتاب مصر وبعض الاتحادات والروابط الأدبية العربية، ومن مهام اللجنة التواصل معها، وتنفيذ بنود الاتفافيات.

دراسات أدبية ونقدية

وُلد أحمد فضل شبلول في مدينة الإسكندرية الساحلية، وتخرج في كلية التجارة حاصلاً على بكالوريوس إدارة الأعمال عام 1978. اشتغل في إحدى شركات السياحة والفنادق، وسافر للعمل في جامعة الملك سعود بالسعودية، ثم عمل محرراً أدبياً في مجلة «العربي» ومسؤولاً ثقافياً في إحدى القنوات الفضائية الخاصة بالكويت.

يكتب الشعر منذ المرحلة الثانوية وأصدر 13 ديواناً شعرياً، ثم اتجه إلى كتابة الرواية وأصدر روايتين حتى الآن: «رئيس التحرير» و«الماء العاشق».

كذلك يكتب للأطفال وحصل على جائزة الدولة التشجيعية عن ديوان الأطفال «أشجار الشارع أخواتي» عام 2007، وله دراسات أدبية ونقدية. يتولى راهناً رئاسة القسم الثقافي في جريدة «ميدل إيست أونلاين».