انتصف شهر رمضان، وأصبحنا على بعد خطوات من نهاية السباق الدرامي، وفي خضم ما تشهده الدراما هذا العام من تقلبات كان لافتا تراجع تأثير المقدمات الغنائية للأعمال الدرامية، رغم وقوف بعض الأسماء التي لها وزنها على صعيد صياغة الكلمة أو اللحن خلف بعض الأغنيات، إلا أن أيا منها لم يترك اثرا إيجابيا، وهو أمر تتحمل الجزء الأكبر من مسؤوليته شركات الإنتاج التي يبدو ان اغلبها استسهل الاستعانة بوجوه جديدة، وحتى البعض ممن أسند المهمة لنجوم شباب لم يكلف نفسه عناء الاعداد الجيد للمقدمات، بينما يتحمل اطراف الأغنية الثلاثة الملحن والشاعر والمطرب الجزء الآخر من المسؤولية، فإن شارات الأعمال الدرامية تبقى ما بقي العمل الدرامي، وتلتصق في ذهن الجمهور، وإن مرت مرور الكرام فذلك يعني أنها لم تصل إلى قلوب المشاهدين.
المرة الأولى
وربما هي المرة الأولى منذ سنوات التي تتراجع فيها أسهم المقدمات الغنائية للأعمال الدرامية، إذ جرت العادة خلال المواسم الماضية باستقطاب نجوم الصف الأول لأداء أغنية الشارة، لما يمثله ذلك من ثقل ويساهم في تسويق تلك الأعمال عبر المحطات الفضائية، وكان من اللافت ايضا ان بعض تلك الأغنيات كانت تنشتر بقوة وتضيف لرصيد المطربين، ويبدو أن أغلب المنتجين آثروا هذا العام الاعتماد على النجوم الشباب لغناء التترات او الاكتفاء بالموسيقى التصويرية، ورغم مرور النصف الأول من الشهر فإننا إلى الآن لم نلمس تأثيرا قويا لأي من المقدمات، ويبدو ان اغلبها لم يحظ بالاهتمام الكافي، على عكس السنوات السابقة.على سبيل المثال لا الحصر مسلسل "عبرة شارع" تصدى له نجم برنامج ذا فويس الفنان يوسف السلطان، بينما جاءت مقدمة "مع حصة قلم" بصوت الفنان مطرف المطرف، في حين اكتفى صناع مسلسل "سموم" بموسيقى تصويرية للملحن جاسم الخلف، أما مسلسل "الخافي أعظم" فتصدى لمقدمته الفنان الشاب عبدالله طارق من ألحان عبدالله القعود، وفي مسلسل "المواجهة" رغم اشتغال الشركة المنتجة على فكرة جديدة من حيث عمل دويتو بين اثنين من الفنانين الشباب هما عادل إبراهيم وحمدان البلوشي فإن الأغنية مرت مرور الكرام أيضاً، وفي مسلسل "محطة انتظار" جاءت اغنية الشارة بصوت المطربة المصرية دينا البليدي، ولم تترك أي أثر، رغم ان كاتب الكلمات الشاعر القدير علي المعتوق، ولكن يبقى أهمية ان يترجمها صوت له وقع عند الجمهور.وفي مقدمة مسلسل "خذيت من عمري وعطيت" يبرز اسم مطربة جديدة، وهي دلال، وما استرعى انتباهي للاستماع الى الأغنية وقوف الفنان القدير أنور عبدالله خلف صياغة الألحان، ويبدو انه توسم في صوتها شيئا مختلفا لنبرتها المميزة، إلا ان الأغنية أيضا لم تترك اثرا في نفوس الجمهور! وشدا بأغنية مسلسل "روتين" الفنان عبدالعزيز الويس. ومع تراجع اهتمام شركات الإنتاج و ازدحام الموسم الدرامي الرمضاني بالعديد من الأعمال واجتزاء المحطات للمقدمات فقدت التترات أهميتها.