سليمان الياسين: علاقتي بصقر الرشود كانت قائمة على الثقة المتبادلة (2 - 4)

حصل على جائزة الدولة التشجيعية في التمثيل عن مسرحية «القضية خارج الملف» عام 1989

نشر في 31-05-2018
آخر تحديث 31-05-2018 | 00:05
يعتبر الفنان سليمان الياسين أحد فناني جيله المتميزين الذين ظهروا في الستينيات، ويشكل مساحة منفردة من الإبداع الفني عبر أدائه الدرامي المتنوع في الإذاعة والتلفزيون والمسرح، إذ استطاع أن يترك بصمة في الأعمال التي شارك فيها، وهو أحد أبرز العناصر الكويتية المتخصصة في كتابة السيناريو في الدراما التلفزيونية، إضافة إلى المسرح والإنتاج.
ويتحدث الياسين مع «الجريدة» عن علاقته الخاصة بالراحل صقر الرشود والثقة المتبادلة بينهما، إذ أكد أن الرشود كان ينظر إليه كالأخ الأصغر، متطرقاً إلى حصوله على جائزة الدولة التشجيعية في مجال التمثيل عندما أقيمت للمرة الأولى عام 1989 بمعية الراحل ورفيق دربه فؤاد الشطي، الذي نالها في مجال الإخراج، وذلك عن مسرحية «القضية خارج الملف»، ومحطات أخرى توقف عندها الياسين، وفيما يلي التفاصيل:
• من الذي شجعك على الانضمام لفرقة مسرح الخليج؟

- رغم انه انتمى إلى فرقة المسرح العربي فإن رفيق الدرب الراحل فؤاد الشطي هو من شجعني على الانضمام إلى فرقة مسرح الخليج، وقال لي: ستجد لك فرصة كبيرة هناك، وخصوصا أن الفرقة تتميز بشغلها الواعد والمستمر، ومنذ ذلك الوقت وأنا عضو فيها، وقدمت معها العديد من الأعمال المسرحية التي مازالت عالقة في الذاكرة إلى الآن، ولها مكانة كبيرة في قلبي.

اقرأ أيضا

• ماذا عن أول عمل قدمته بشكل احترافي؟

- في التلفزيون كان «جفت الكؤوس»، أما في المسرح فكان مسرحية «الدرجة الرابعة» مع فرقة مسرح الخليج العربي عام 1971، وهي من تأليف عبدالعزيز السريع، وإخراج صقر الرشود، وشارك في بطولتها منصور المنصور، وسعاد حسين، وسعاد عبدالله، ومحمد المنصور، ومحمد السريع، وعلي المفيدي وآخرين، ثم مسرحية «1 ، 2 ، 3 ، 4، بوم»، وهي من تأليف عبدالعزيز السريع وإخراج صقر الرشود، وعرضت على مسرح كيفان، وشاركت في مهرجان دمشق للفنون المسرحية عام 1972 مع نخبة من النجوم، منهم حياة الفهد وصقر الرشود وإبراهيم الصلال، ومريم الغضبان، وخالد العبيد والعديد من الفنانين، ثم توالت الأعمال التي شاركت فيها، ومنها أيضا «ضاع الديك» و»شياطين ليلة الجمعة» التي فتحت لي شخصيا آفاقا كبيرة، إذ سافرنا بها إلى المغرب لعرضها ضمن فعاليات الأسبوع الثقافي الكويتي بالمغرب، وكانت استمرارا لثنائية السريع والرشود، وعرضت عام 1973، وكانت ذات مواقف انتقادية ساخرة تبرز العديد من السلبيات في المجتمع بشكل لوحات، ومن هذه المواقف الرجل المناسب، والروتين الحكومي، وما يجري في بعض الوزارات، وشارك في بطولتها خالد العبيد، ومنصور المنصور، وهيفاء عادل ومحمد المنصور.

دراسة السينما

• أبعدتك دراسة السينما عن المشهد الفني خمس سنوات تقريباً.

- بالفعل عندما قررت السفر إلى فرنسا لاستكمال دراستي انقطعت عن الوسط الفني خمس سنوات، ثم عدت عام 1983 للمشاركة مع الراحل فؤاد الشطي في مسرحية «رحلة حنظلة» لفرقة المسرح العربي، ولكني شاركت فيها بحكم علاقتنا الوطيدة، ومن منطلق تعاون الفرق المسرحية، ورشحني الشطي لدور حرفوش، وبدأت عروض المسرحية عام 1984، وانتقلنا بها إلى بغداد وتونس، وحصدت هناك جائزة، وكانت عملا مميزا شهد مشاركة نخبة من النجوم، منهم كنعان حمد، وأمل عباس، وعلي جمعة، وهدى حسين، وداود حسين، ومازال هذا العمل حاضرا في ذاكرة المسرح العربي، وتتم الإشارة إليه في الفعاليات المسرحية العربية الكبرى.

• «القضية خارج الملف» من أبرز الأعمال التي جمعتك والراحل فؤاد الشطي... حدثنا عنها.

- هذه المسرحية من تأليف مصطفي الحلاج وإخراج فؤاد الشطي وبطولة سعاد حسين وهناء محمد وكاظم الزامل وحمد ناصر، وعرضت على مسرح الدسمة في 18 يونيو 1989، وحققت اصداء كبيرة على المستوى الجماهيري والنقدي، وحصدنا فيها انا وفؤاد الشطي جائزة الدولة التشجيعية، والتي كانت تقام للمرة الاولى، إذ حصل عليها فؤاد في الإخراج، وأنا في التمثيل، إلى جانب آخرين في فئات أخرى، وفي عام 1990 تعرضت الكويت للغزو الغاشم وتوقف النشاط الفني إلى أن عاد مرة اخرى عقب التحرير.

مراقبة التمثيليات

• توليت مراقبة التمثيليات بتلفزيون الكويت خلال 1989 أيضاً.

- بالفعل، إذ توليت مهمة مراقبة التمثيليات في تلفزيون الكويت في هذا العام وبعد التحرير أيضا ولمدة خمس سنوات كنت مسؤولا عن الدراما في تلفزيون الكويت، ولله الحمد، خلال تلك الفترة ظهرت العديد من الأعمال المميزة للعديد من الفنانين، إلى أن قررت التقاعد عام 1995 وتفرغت للعمل الفني سواء التمثيل أو التأليف أو الإنتاج.

• كيف كانت علاقتك بالراحل صقر الرشود؟

- هي علاقة من طبيعة خاصة جدا، كان أخا كبيرا يعاملني مثل شقيقه الأصغر، ولا أقدم على شيء إلا بعد العودة إليه لأستشيره في كل أموري، كانت بيننا ثقة متبادلة، لاسيما أن كلانا ينتمي إلى نفس التوجه وهو الإيمان بمهنة الفن والمسرح، وتعلمت منه الابتعاد عن كل ما هو مبتذل، مازلت اذكر نصيحته الذهبية التي احتفظت بها في قلبي وأطبقها حتى يومنا هذا، إذ قال لي: «إذا لم تجد شيئا مهما في المسرح او التلفزيون فلتركز على الإذاعة أفضل إلى أن تجد العمل المناسب، فالإذاعة ستبقيك دائما في اوج نشاطك الذهني، وخصوصا أنها تنطوي على تصور وخيال واسع، لأنك تقدم الدراما معتمدا على صوتك ومشاعرك وتخاطب وجدان المستمع».

ولذلك التزمت نصيحة الرشود، رحمه الله، وبالفعل فالإذاعة تحافظ للفنان على نشاطه، وبالتالي لا يضطر لقبول شيء أقل من المتوقع ويحافظ على مستواه لقبول الأعمال المناسبة، وكنت التقي الرشود يوميا نتحدث ونتناقش حول ما اطلعنا عليه من كتب أو أعمال فنية مختلفة، ونتبادل وجهات النظر حول قضية ما، ويمكنك ان تعتبر علاقتنا حالة من النبض المتواصل.

• وكيف كانت في العمل؟

- اعتمد عليَّ صقر الرشود في أمور كثيرة منذ انضمامي إلى مسرح الخليج، وكان يعطيني، قبل العرض بأيام، أربعة أدوار مختلفة، ولم أكن أعرف أي دور أؤديه مسرحياً، لأن الدور الذي يثبت في ذهنه يطلب مني تجسيده، وكان يقول لي إن أداء هذه الأدوار سيصنع مني ممثلاً.

• انطلاقا من نصيحة الرشود أصبحت مقلاً في إطلالتك الدرامية وأيضا المسرحية.

- نعم، أصحبت مقلا في أعمالي المسرحية والدرامية، لأنني لا أقبل أي شيء، لذلك فإن العمل الواحد الذي أقدمه يترك بصمة ويحدث أثرا كبيرا، وذلك أفضل من المشاركة في عشرة اعمال دون أهمية تذكر، كذلك فإن هذا الأسلوب الذي أتبعه أخرجني من النمطية، وأبعدني عن الادوار التقليدية، ولذلك عندما أشارك في عمل يكون له ابعاده الفنية وأهمية على مستوى المسرح والتلفزيون.

تعامل الجمهور مع الفنان لا يتغير

عن تعامل الجمهور مع الفنان، ومدى الاختلاف بين نظرة الجمهور للممثل في بداية مشواره، وبعد ان يصل إلى درجة من الشهرة والنجومية، قال الياسين إن «تعامل الجمهور لا يتغير مع الفنانين، بل يعتمد ذلك على الفنان بشكل أكبر ومدى تقديره للفن وكيف يرى نفسه كفنان، فإذا كان يحترم نفسه ويحترم الفن يحترمه الجمهور ويحترم فنه، والفنان هو من يحفظ مكانته لا الجمهور الذي يحفظ مكانة الفنان».

وأضاف: «لا أعتقد أن ثمة أمراً تغير بالنسبة إلى الجمهور، سواء في الماضي أو في الحاضر»، مؤكدا أن الفنان يستطيع ان يحافظ على المكانة التي وصل إليها بعد تعب وجهد سنوات من خلال حسن اختيار الأعمال الدرامية أو المسرحية.

غانم الصالح هو من اختار اسم سليمان الياسين

يحتفظ كل انسان بمجموعة من المواقف او الأحداث الطريفة التي تترك اثرها في حياته، بعضها يبقى في الذاكرة، ويستذكر الفنان سليمان الياسين احد المواقف الطريفة التي مر بها لاسيما في بداية مشواره الفني ولكنها تحولت إلى واقع لازمه طوال حياته، إذ يقول: «كتب اسمي في بدايتي بتلفزيون الكويت سليمان الياسين، فقلت للفنان الراحل غانم الصالح إن اسمي هو سلمان ياسين، وليس سليمان الياسين وعائلتي هي بوكنان، فقال لي: هذا الاسم الفني فقط، فأنا اسمي غانم صالح الغوينم وليس غانم الصالح، عندها وافقت على سليمان الياسين، هذه النقطة ذكرها الروائي الكبير إسماعيل فهد إسماعيل في روايته (في حضرة العنقاء والخل الوفي) والتقطها من مسيرتي الذاتية».

«عمود البيت»... أحدث أعماله الدرامية للمخرج غافل فاضل

«عمود البيت» أحدث أعمال الفنان سليمان الياسين الدرامية، وهو من تأليف الفنانة أسمهان توفيق، وإخراج غافل فاضل ويشارك في بطولته أسمهان توفيق وزهرة الخرجي وعبدالله عبدالعزيز وأحلام حسن وخلود أحمد وشهاب جوهر وملاك، ومجموعة من الفنانين الشباب، وتدور احداث المسلسل حول قصة الجد «العود» الذي يفرض شروطاً صارمة على الأبناء والزوجات والأحفاد بحب وتربية وتسامح، ويحاول التعاطي مع الأجيال الثلاثة في حلقة من الترابط والتناغم والتحابب، إذ يجمع أفراد الأسرة الكبيرة في فيلته الكبيرة، التي تمثل الوطن والتماسك والتعاضد، لكنه يواجه العديد من المعوقات والمطبات بين حين وآخر، بفعل التناقضات بين الأجيال، ومحاولة تذليل الصعوبات بمحبة واحترام ورقي.

ويتابع هذا الجد أيضا هموم هؤلاء الأفراد ومشكلاتهم وأعمالهم وأمورهم الحياتية، ويضعها تحت المجهر الاجتماعي، وينقل لهم عادات وتقاليد الأجداد والآباء، في ظل المتغيرات الاجتماعية والتكنولوجية والحياة العصرية وتأثيراتها المدمرة في الأسرة والمجتمع.

توليت مهمة مراقبة التمثيليات في وزارة الإعلام 6 سنوات شهدت العديد من الأعمال الدرامية المميزة

مسرحية «شياطين ليلة الجمعة» فتحت لي آفاقاً كبيرة لاسيما بعد عرضها في المغرب ضمن الأسبوع الثقافي

انقطعت عن المشهد الفني 5 سنوات بسبب دراسة السينما وعدت مع «رحلة حنظلة»

الإذاعة تحافظ للفنان على نشاطه فلا يضطر إلى قبول أي عمل درامي أقل من المتوقع

إطلالاتي قليلة لكن العمل الذي أقدمه يترك بصمة
back to top