أكد نائب وزير الخارجية خالد الجارالله، أن زيارة سمو أمير قطر الأخيرة للكويت كانت زيارة أخوية روتينية تأتي كل عام في رمضان، "ولا جديد على صعيد الأزمة إلا ما عبر عنه نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد من الشعور بالألم والأسف لتواصلها"، معرباً عن أمله أن يتم طي صفحتها خلال القمة الأميركية– الخليجية في سبتمبر المقبل، "وننظر بتفاؤل إلى هذه القمة، ونعتقد أنها ستحقق دفعة قوية ومهمة جدا في الجهود الهادفة إلى احتوائها".

وعن إمكانية حل هذه الأزمة، قال الجارالله، في تصريح على هامش الغبقة التي أقامها نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد مساء امس الاول بمقر الوزارة، إن "لدى الكويت قناعة منذ بداية الأزمة أنها ستحل، وإن كانت قد طالت، وان شاء الله لن تطول أكثر من ذلك، ومصيرها إلى الحل بحكمة قادة دول مجلس التعاون وبحرصهم على تجربة هذا المجلس، وهذا العمل الخليجي الرائد الذي حقق لنا من الإنجازات الكثير عبر ثلاثين سنة، والذي حقق لنا من المكاسب الكثير عبر هذه السنوات".

Ad

وشدد على أن "الدول الخليجية لم ولن تفرط في هذه المكاسب، وستعمل على تحقيق اللحمة، وتحقيق التضامن الخليجي لما يسهم في طي صفحة هذا الخلاف".

وعن الوساطة الكويتية بعد مرور عام على الأزمة، قال "الوساطة الكويتية قائمة ولن تتوقف، وهناك جهود ومحاولات سواء من الكويت أو من الولايات المتحدة، وآخر ما في هذا الشأن من أفكار وجهود هو عقد القمة الخليجية- الاميركية المقبلة في سبتمبر، والتي ستكون فرصة لدول الخليج لأن تتمكن من وضع حد لهذا الخلاف والوصول الى نهايته".

وأضاف "للأسف مرت سنة على هذه الأزمة، ولم نكن نتمنى أن يحدث ذلك، وجهود الكويت متواصلة وستستمر في احتوائها، وآخر هذه الجهود هي رسالة سمو أمير البلاد الشيخ صباح الأحمد إلى أشقائه في الدول الاربع، وهذه الجهود تهدف إلى تحريك الأوضاع المتعلقة بهذا الخلاف، ولدينا تفاؤل دائما أن مصير هذه الأزمة إلى الحل، وعودة اللحمة والتضامن ووحدة الصف الخليجي، وهو ما نتمناه دائما لهذا الكيان الخليجي الشامخ".

وأوضح الجارالله أن "كلمة الوزير الشيخ صباح الخالد، خلال افتتاح سمو الأمير للقاعة الكبرى بوزارة الخارجية، والتي عبرت عن مشاعر وعواطف مسؤولي الوزارة تجاه صاحب السمو الأمير وتشريفه ودعمه للدبلوماسية الكويتية، أشارت في الوقت نفسه إلى أن الخلاف بين الأشقاء يؤلمنا، وأيضا تصعيد وتدهور الأوضاع بين الأشقاء في المنطقة يقلقنا، إلا أن ما يبعث على الطمأنينة هو أن الدبلوماسية الكويتية تبحر في سفينة ربانها صاحب السمو الأمير وهو من يضيء لها ظلمة الطريق ويرسو بها دائما إلى بر الأمان".

الاستثمارات التركية

وبشأن التخوف على الاستثمارات الكويتية في تركيا بعد تدهور الليرة، أجاب الجارالله: "ليس لدينا أي قلق على استثماراتنا في تركيا، والأوضاع هناك لا تزال مستقرة، وارقام النمو التي تحققها حكومة أنقرة تدعو إلى التفاؤل"، متمنيا للاقتصاد التركي كل التقدم والنمو والازدهار.

وردا على سؤال حول طبيعة زيارة مقتدى الصدر للكويت وما تحمله من مضامين، أكد الجارالله، أن السيد الصدر محل ترحيب الكويت دائما، حيث إنه رقم مهم جدا في المعادلة السياسية في العراق، مشيرا إلى أن الزيارة تأتي تلبية لدعوة سمو الأمير الشيخ صباح الأحمد.

وأعرب عن اعتزاز الكويت بهذه الزيارة، حيث تجدها فرصة مواتية للاستماع لرأي الصدر عن الأوضاع في العراق ونتائج الانتخابات البرلمانية الأخيرة، وجهود الأطراف المختلفة لتشكيل حكومة جديدة في بغداد، آملا أن تكلل هذه الجهود بالنجاح والتوفيق.

المشروع الفلسطيني

وحول مشروع القرار المتعلق بتوفير الحماية الدولية للشعب الفلسطيني والذي ستقدمه الكويت في مجلس الأمن الدولي وطبيعة هذه الحماية، أوضح الجارالله أن الكويت تنسق مع الاشقاء والاصدقاء حول المشروع، وهناك العديد من المناقشات والمشاورات، تمهيدا لاتخاذ خطوة متقدمة فيما يتعلق بمستقبل هذا المشروع.

وعن قراءته للأوضاع في ليبيا وآخر تطوراتها، أعرب الجارالله عن تفاؤله بالتقدم الذي تبديه الاطراف الليبية، متمنيا أن "تحمل الايام المقبلة تطورات ايجابية تسهم في بلورة ما يحقق الامن والاستقرار للأشقاء في ليببا".

الأمير إلى الصين

أما بالنسبة إلى زيارة سمو الأمير لجمهورية الصين الشعبية، فقال الجارالله "هناك دعوة لزيارة الصين، بالإضافة الى رعاية سموه للمنتدى العربي الصيني في يوليو المقبل".

من جهة أخرى، لفت الجارالله إلى أن افتتاح صاحب السمو للقاعة الكبرى في وزارة الخارجية شرف عظيم للدبلوماسية الكويتية ولجميع العاملين في الوزارة، وعلى رأسهم نائب رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية الشيخ صباح الخالد، مشيدا بالمستوى الراقي المشرف الذي ظهرت عليه القاعة والتي اقيمت فيها غبقة الوزارة لأول مرة هذا العام.

وأوضح أن القاعة تمثل مشهدا سيتكامل قريبا ليعبر عن إنجازات الوزير صباح الخالد وإبداعاته، ودعمه لوزارة الخارجية شكلا موضوعا وحرصه على تطويرها في كل مناحيها.

وعن قراءته لكلمة صاحب السمو في حفل الافتتاح الذي تكلم سموه فيها عن الدبلوماسية الكويتية ودورها البارز في مجلس الأمن، أكد الجارالله أنها "كانت رائعة وشاملة تشرف العاملين في الوزارة بكل حرف وكل فقرة من فقراتها، كما أنها كانت بمثابة خريطة طريق لعمل الخارجية بما شملته من توجيهات سامية ستكون نبراسا لها ودافعا على الاستمرار والتميز".

نار هادئة

وردا على سؤال حول قائمة تنقلات السفراء في الوزارة، وما اذا كان سيعلن عنها قريبا، قال "إنها تطبخ على نار هادئة، ولا جديد حتى الآن".

وهنأ الجار الله الكويت حكومة وشعبا وعلى رأسهم صاحب السمو الأمير وسمو ولي العهد ورئيس مجلس الأمة مرزوق الغانم وسمو رئيس مجلس الوزراء بمناسبة شهر رمضان المبارك، سائلا المولى عز وجل أن يعيده على الأمتين العربية والإسلامية بالخير واليمن والبركات.