اجتاحت موجة "الأكشن" الدراما الرمضانية المصرية لهذا العام، ويبدو أن النجاح الكبير الذي تحقق في رمضان الماضي لعدد من الأعمال ومنها "كلبش" للفنان أمير كرارة، و"وضع أمني" لعمرو سعد، وغيرهما، شجع شركات الإنتاج على سلك هذا الدرب خلال العام الجاري، فجاءت أغلب المسلسلات بطابع أكشن بوليسي، بل إن بعض الفنانين تمردوا على أنفسهم وما قدموه سابقا من ألوان ليطلوا من خلال مشروع درامي مختلف، ورغم أن هذه الموجة الدرامية غالبا ما تجذب الجمهور فإن البعض سقط في فخ التكرار، بينما مرت أعمال آخرين مرور الكرام.

وثبت الفنان ياسر جلال أقدامه في الساحة الفنية، مع تجربته الجديدة "رحيم"، التي تميزت بتصدي فنان متمكن من أدواته لدور البطولة، جلال الذي تشرب الفن من خلال تجاربه السابقة، ووقوفه أمام كبار النجوم، وصل إلى مرحلة من النضج، واستطاع أن يجد لنفسه مكانا بين الكبار، خصوصا بعد أن برع في تقديم الكراكترات.

Ad

ويقف وراء العمل مخرج مميز وهو محمد سلامة، الذي يجيد الاشتغال على الممثل كمشروع متكامل من الشكل والمضمون، ووفق سلامة في تقديم العديد من نجوم العمل بصور مختلفة، منهم محمد رياض ونور والفنان القدير حسن حسني وأيضا دينا.

على الجانب الآخر، توقع الكثيرون أن تأتي إطلالة الفنان محمد رمضان مغايرة عن دوره في "الأسطورة"، لكن سرعان ما تلاشت تلك الأمنيات بعد مضي أيام من عرض مسلسل "نسر الصعيد"، ويبدو أن رمضان لم ينتبه إلى أنه يسير بخطى ثابتة نحو هاوية التكرار، من خلال أداء شخصيتين، كما حدث تماما في "الأسطورة"، إحداهما ترحل وتبقى الأخرى، وما إلى ذلك من نقاط تشابه عدة بين العملين، ويبدو أن وقوف مؤلف واحد خلف العملين هو محمد عبدالمعطي تسبب في هذا التشابه الكبير.

واستطاع الفنان مصطفى شعبان أن يغير من جلده، ويثبت أنه قادر على العودة للمنافسة مجددا، من خلال مسلسل "أيوب"، تأليف محمد سيد بشير، وإخراج أحمد صالح، وقد دخل شعبان في دوامة التكرار خلال السنوات الماضية، وتراجعت أسهمه بشدة، ما دفع قناة mbc مصر إلى التخلي عنه، لكنه أعاد تقديم نفسه بصورة مختلفة.

والأمر نفسه ينطبق على الفنان حمادة هلال، الذي اقتنع أخيرا بأن الأعمال الاجتماعية لاسيما الرومانسية والصراع على الميراث لم تعد تلقى قبولا عند الجمهور، وغير من جلده في مسلسل "قانون عمر"، تأليف فداء الشندويلي وإخراج محمد شفيق.

أما الفنان أحمد عز فراهن على رواية الكاتب عز الدين شكري في "أبو عمر المصري"، اقتباسا من روايتيه "مقتل فخر الدين" و"أبو عمر المصري"، ورؤية درامية وسيناريو وحوار مريم نعوم، ويستكمل عز من خلال العمل مشواره في الأكشن، لكن هذه المرة يجنح إلى مجموعة قضايا حساسة تلامس المجتمع المصري والعربي بشكل عام، أبرزها صناعة التطرف، من خلال قصة المحامي مصري (فخر الدين) الذي أسس هو ومجموعة من أصدقائه المحامين الجدد "تنظيم" سلمي يسعى لإيجاد حلول لمشاكل وقضايا المواطنين البسطاء بعيدا عن مافيا المحاماة وأسعارهم المبالغ فيها وتتوالى الأحداث.

أما الفنان أمير كرارة فتطلع، بالتعاون مع المخرج بيتر ميمي، إلى استثمار نجاح الجزء الأول من مسلسل "كلبش"، والذي شكل حالة في وجدان المشاهد المصري خلال العام الماضي، خصوصا أنه تعامل بواقعية شديدة مع حالة ضابط شرطة يقع ضحية الفساد إلى أن يتمكن من إثبات براءته.

وكان لمنطقية الحدث في الجزء الأول دور مهم في أن يصل العمل للجمهور، لكن يبدو أن محاولة أسرة "كلبش" إضافة بعض البهارات على الجزء الثاني تسبب في أخطاء عدة، وهو ما لمسه الجمهور، وتناقله العديد من النشطاء عبر مختلف مواقع التواصل، وكان من الأفضل أن يتريث كرارة قبل اتخاذ قرار تقديم جزء ثان، حتى لا يفقد العمل بريقه ويقع في فخ الأخطاء.