تعزيزات لقوات «المقاومة اليمنية» لإحكام الحصار على الحديدة

• ماتيس: صاروخ «إيراني» استهدف ناقلة نفط سعودية في أبريل
• اغتيال قيادي عسكري جنوبي في زنجبار

نشر في 31-05-2018
آخر تحديث 31-05-2018 | 00:12
طفل يمني يحمل السلاح إلى جانب الحوثيين في صنعاء (أ ف ب )
طفل يمني يحمل السلاح إلى جانب الحوثيين في صنعاء (أ ف ب )
تستعد القوات اليمنية، المدعومة من التحالف العربي، لحصار مدينة الحديدة الاستراتيجية الساحلية على البحر الأحمر، في حين اتهمت واشنطن إيران ،التي أبدت استعداداً للضغط على الحوثيين، بالمسؤولية عن استهداف ناقلة نفط سعودية في أبريل الماضي.
استقدمت القوات اليمنية المناهضة للحوثيين والمدعومة من التحالف العربي، تعزيزات إلى مشارف مدينة الحديدة الاستراتيجية في غرب اليمن، تمهيداً لمحاصرتها وإجبار المتمردين الحوثيين على تسليمها "حتى بدون قتال"، حسبما أفادت مصادر عسكرية.

وكان التحالف العسكري في اليمن بقيادة المملكة أعلن مساء الاثنين وصول القوات الموالية للحكومة إلى منطقة تبعد 20 كلم عن جنوب الحديدة، إثر معارك ضارية خاضتها مع المتمردين على ساحل البحر الأحمر، وتوقفت المعارك في هذه المنطقة الثلاثاء والأربعاء.

وقالت مصادر في القوات المدعومة من التحالف، إن هذه القوات تستقدم حاليا التعزيزات تمهيداً لبدء "عملية جديدة" لدخول المدينة الساحلية والسيطرة على مينائها، الذي يعتبر شريان الحياة الرئيسي للمناطق الواقعة تحت سيطرة المتمردين. وشاهد مراسل فرانس في المنطقة رتلاً عسكرياً كبيراً يضم آليات ومركبات، يتوجه من المخا على بعد 150 كلم جنوباً إلى الحديدة شمالاً.

وقال العقيد صادق دويد المتحدث الرسمي لقوات "المقاومة الوطنية"، إحدى ثلاث قوى رئيسية مشاركة في العملية، إن هذه القوى "تتعزز بقوات جديدة (...) ستشارك في استعادة مدينة الحديدة".

وأضاف دويد: "في البدء سنعمل على قطع خطوط الإمداد، خصوصاً بين صنعاء والحديدة، ثم محاصرة الحوثيين داخل المدينة وإسقاطها حتى بدون قتال".

وتبعد الحديدة عن صنعاء نحو 230 كلم شرقاً، وتضم مطاراً وميناء رئيسياً تمر عبره معظم المساعدات والمواد الغذائية، لكن المتمردين يستغلون الميناء منطلقاً لعمليات عسكرية يشنّها الحوثيون على سفن في البحر الأحمر، ومعبراً لتهريب الصواريخ، التي تطلق على السعودية المجاورة من الأراضي اليمنية بشكل مكثّف منذ نهاية العام الماضي.

ويدور النزاع المسلح في اليمن منذ سنوات بين القوات الموالية للحكومة المعترف بها دولياً والمتمردين الذين يسيطرون على صنعاء والحديدة ومناطق أخرى. وتدخلت السعودية على رأس التحالف العسكري في مارس 2015 دعماً للسلطة المعترف بها.

وجمعت في بداية 2018 ثلاث قوى ضمن قوة واحدة تحت مسمى "المقاومة اليمنية" من أجل شن العملية في الساحل الغربي باتجاه مدينة الحديدة.

وتضم هذه القوة "ألوية العمالقة" وهي وحدة من النخبة في الجيش اليمني أعادت الإمارات تأهيلها وكانت في مقدم الهجوم، يدعمها آلاف المقاتلين من اليمن الجنوبي.

والقوة الثانية الرئيسية هي "المقاومة الوطنية" وتتالف من موالين للرئيس الراحل علي عبدالله صالح، الذي قتل على يد حلفائه الحوثيين في ديسمبر الماضي، ويقود هذه القوة طارق صالح ابن أخ الرئيس الراحل.

أما القوة الثالثة فهي "مقاومة تهامة" وتحمل اسم المنطقة الساحلية للبحر الأحمر وتتألف من مقاتلين محليين من المنطقة يوالون الرئيس المعترف به عبد ربه منصور هادي المقيم في الرياض.

ومنذ بدء العملية، يدعو المتمردون سكان الحديدة إلى الانضمام إلى صفوفهم لمنع سقوط عاصمة المحافظة، وقد تكثفت هذه الدعوات في الأيام الأخيرة مع إعلان "التعبئة" لمواجهة تقدم القوات الموالية للحكومة.

على الصعيد السياسي، بدت الحكومة اليمنية المعترف بها وكأنها بدأت تستعد لمرحلة ما بعد السيطرة على مدينة الحديدة.

واعتبر رئيس الوزراء اليمني أحمد عبيد بن دغر في اتصال هاتفي مع محافظ الحديدة الحسن طاهر أنه "بتحرير" ميناء الحديدة ستتمكن القوات الحكومية "من تأمين الملاحة الدولية وحفظ الأمن في المياه الدولية". وأضاف: "الحديدة (...) باتت على موعد قريب للعودة إلى حضن الوطن، وحضن الدولة والجمهورية (...) ونحن نقف على أعتاب نصر جديد".

ودعا بن دغر بحسب ما نقلته عنه وكالة الأنباء الرسمية "سبأ" سكان محافظة الحديدة التي تعتبر مدينة الحديدة عاصمتها "إلى رص الصفوف والتكاتف (...) في مواجهة الميليشيا الحوثية التي تفقد قواها كل يوم".

وفي الرياض، التقى العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز منصور هادي، الذي ثمّن خلال اللقاء، بحسب بيان رسمي، دعم المملكة "لليمن وشرعيته الدستورية في مختلف المواقف والظروف".

ماتيس

في سياق متصل، قال وزير الدفاع الأميركي، جيمس ماتيس، إن الصاروخ الذي أطلقته ميليشيات الحوثي في أبريل الماضي على ناقلة نفط سعودية حصلت عليه من إيران.

واعتبر ماتيس في تصريح للصحافيين: "تهديد الملاحة في البحر الأحمر كان جلياً حين شُوهد كيف أصاب الصاروخ الذي أرسلته إيران ناقلة النفط".

وتعرضت إحدى ناقلات النفط السعودية لهجوم "حوثي" بالمياه الدولية غرب ميناء الحديدة، وفق ما كان أعلن المتحدث باسم التحالف، تركي المالكي الذي أكد أن محاولة الهجوم باءت بالفشل بعد تدخل إحدى سفن القوات البحرية للتحالف، وتنفيذ عملية تدخل سريع.

وكانت "رويترز" كشفت أمس الأول أن طهران أبدت استعاداً لتقديم تنازل والضغط على حلفائها المتمردين الحوثيين خلال مفاوضات مع الأوروبيين متوازية مع مفاوضات الطرفين بشأن الحفاظ على الاتفاق النووي.

اغتيال قيادي جنوبي

في غضون ذلك، اغتال مسلحان مجهولان، في وقت مبكر من صباح أمس، هود صالح، قائد قوات "التدخل السريع"، التابعة لقوات "الحزام الأمني" المدعومة من الإمارات في محافظة أبين جنوبي اليمن.

وقال مسؤول محلي، إن مسلحين مجهولين يعتقد أنهما ينتميان إلى تنظيم القاعدة الإرهابي أطلقا النار على هود في مديرية زنجبار، مما أسفر عن مقتله على الفور، ثم لاذا بالفرار على متن دراجة نارية يستقلانها.

back to top