في خطوة جديدة موجهة خصوصاً لميليشيات إيران و«حزب الله» المنتشرة على حدود إسرائيل، أعاد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف تأكيده ضرورة مغادرة جميع القوات الأجنبية الموجودة جنوب سورية بأسرع ما يمكن، مشيراً إلى عمل جار مع «الأردنيين والأميركيين على ذلك».

وقال لافروف، خلال منتدى «قراءات بريماكوف»، «لدينا اتفاقات معروفة جيداً، حول منطقة خفض التوتر الجنوبية بسورية تم التوصل إليها بين روسيا والولايات المتحدة والأردن. وإسرائيل تعرف ذلك جيداً حتى في فترة تحضيرها. وتتضمن في نصها سحب كل القوات غير السورية من هذه المنطقة».

Ad

صفقة ثلاثية

ونقلت وكالة «سبوتنيك» عن مصدر روسي أن موسكو وواشنطن وعمّان تقترب من حسم ملف الجنوب السوري، مشيراً إلى صفقة تضمن تجنب المواجهة وتشمل تسليم المنطقة إلى الشرطة العسكرية الروسية، بوجود مجالس المعارضة المحلية.

ووفق المصدر، فإن الاتفاق يتضمن منع دخول المسلحين أو ميليشيات إيران إلى المنطقة، مقابل تسليم فصائل المعارضة الأسلحة الثقيلة كافة، إضافة إلى تسليم المناطق الحدودية إلى النظام السوري.

ولم يتطرق المصدر الروسي إلى كيفية إدارة درعا، التي تسيطر المعارضة على نحو 70 في المئة من مساحتها، لكنه أشار إلى اتصال جرى بين الرئيسين الروسي فلاديمير بوتين والتركي رجب طيب إردوغان، شددا خلاله على منع تحول سورية ساحة صراع بين إيران وإسرائيل.

بدوره، أوضح نائب وزير الخارجية الروسي ميخائيل بوغدانوف أمس أن الأردن اقترح استضافة الاجتماع الثلاثي على مستوى الوزراء وروسيا تنتظر رد الولايات المتحدة للاتفاق على تفاصيل وقف إطلاق النار جنوبي سورية، معتبراً أن «موسكو على قناعة بأنه لتجنب فراغ قد يملأه الإرهابيون والمتطرفون يجب أن تكون المنطقة تحت سيطرة الجيش السوري».

هجوم درعا

في الأثناء، يصل وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدورا ليبرمان إلى موسكو اليوم لإجراء محادثات مع نظيره الروسي سيرغي شويغو محورها العملية العسكرية المرتقبة للنظام في محافظة درعا المتاخمة لإسرائيل.

ووفق صحيفة «كوميرسانت»، فإن موسكو تريد ألا تعترض إسرائيل على هذه العملية، مشيرة إلى صلاتها الوثيقة مع المعارضة السورية وترعى قرى الدروز، والأكثر أهمية لها هو عدم وجود العسكريين الإيرانيين والمقاتلين الشيعة على حدودها.

إدارة منبج

على جبهة موازية، أعلن وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن قوات أميركية وتركية ستدير منبج حتى يتم تشكيل إدارة فيها، مؤكداً أن وحدات حماية الشعب الكردية ستنسحب من المدينة حتى نهاية فصل الصيف.

وأبلغ جاويش أوغلو قناة «خبر» التلفزيونية بأن خريطة الطريق، التي توصل إليها الأتراك والأميركيون خلال الأيام الماضية، ستكون الموضوع الأساسي لمباحثاته مع نظيره الأميركي مايك بومبيو في واشنطن بعد أيام، مبيناً أنها «لا تقتصر على منبج فقط، بل على شمال سورية برمته».

المنشآت الطبية

وعلى الأرض، تحقق الأمم المتحدة في هجمات استهدفت مستشفيات وعيادات في سورية نُفذت بعد تحديد موقعها مسبقاً لروسيا والولايات المتحدة.

وقال مسؤول الشؤون الإنسانية والمساعدات الطارئة في الأمم المتحدة مارك لوكوك لمجلس الأمن: «نحقق في عدد من حالات هوجمت فيها مرافق طبية بعد وقت قصير من وضعها خارج مناطق النزاع»، مضيفاً «أوّد أن أؤكد حجم قلقي حيال ذلك، وهذا أمر يمكن أن أعود إليكم بشأنه».

استُهدفت، وفق الأمم المتحدة، أربع منشآت صحية بعد إبلاغ روسيا والولايات المتحدة بمواقعها، اثنتان منها في الغوطة الشرقية هما مستشفى في مدينة عربين في مارس ومستشفى أطفال في مدينة دوما مطلع أبريل، فضلاً عن مستشفيين في بلدة الزعفرانية في شمال حمص في أبريل.

وأبلغ لوكوك المجلس أنه تم توثيق 92 هجوماً ضد الطاقم الطبي ومنشآت طبية سورية في الأشهر الأربعة الأولى لعام 2018، ما تسبب في مقتل 89 شخصاً وإصابة 135 آخرين.

قطع العلاقات

في غضون ذلك، أعلنت جورجيا أمس الأول قطع العلاقات الدبلوماسية مع دمشق رداً على اعترافها باستقلال أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية وتبادل فتح السفارات معها، مؤكدة أن نظام الأسد «انتهك بقراره قواعد ومبادئ القانون الدولي ودعم العدوان المسلح الروسي ضدها».

ودان الاتحاد الأوروبي الاعتراف السوري باستقلال جمهوريتي أبخازيا وأوسيتيا الجنوبية الانفصاليتين واعتبر الخطوة «خرقاً للقانون الدولي ومبادئ السلامة الإقليمية المنصوص عليها في ميثاق الأمم المتحدة وقرارات مجلس الأمن»، مؤكداً دعمه الكامل لسيادة جورجيا وسلامة أراضيها وفقاً لحدودها المعترف بها دولياً.