عطلة جديدة في السنة الكويتية
![د. محمد بن عصّام السبيعي](https://storage.googleapis.com/jarida-cdn/images/1527781193350968600/1527781229000/1280x960.jpg)
وإذا كان ليس من حيلة في أعياد المسلمين لاعتبارات ليس أقلها الاحتفال المتزامن والعابر للحدود الذي يعم العالم العربي والإسلامي، إذا كان الأمر كذلك فإن التلازم البادي لعطلتي الاستقلال والتحرير يكشف عن إمكانية إعادة النظر المشار إليها. فمدلول العطلتين واحد، وهو استرداد هذا الشعب، ممثلا بحكومته، سيادته وتقريره لمصيره. ولذا فاللاحق من المناسبتين كان له أن ينسخ السابق، فالتحرر من ربقة الاحتلال العراقي قد خط منذئذ تاريخا جديدا لهذا البلد، وليس هذا بالأمر المستحدث في تاريخ الأمم، فلو أخذ المرء التاريخ الأوروبي مثالا لوجد أن الحروب والصراعات كانت بين دول القارة سجالا، ولو ترجمت كل أيام تلك الحروب إلى عطل لضاقت بها الشهور.إلى ذلك يضاف أن 25 فبراير لم يكن حقا يوم حصول الدولة على استقلالها من الحماية البريطانية إثر إلغاء معاهدة 1899، بل كان ذلك في 19 يونيو، فيوم 25 فبراير لم يكن إلا يوم جلوس أمير الاستقلال الذي خلفه منذ ذلك الحين على مسند الإمارة ثلاثة أمراء، وكان لكل منهم يوم جلوسه، وبحسب الرواية فلم تكن مبررات تلك الإنابة في يوم الاحتفال بالاستقلال بالمقنعة دائما لكل ذي فهم.ومع ذلك، وبعيدا عن شطب لا عودة فيه لذكرى الاستقلال من التقويم الكويتي، فإن ذكراه الحقة في 19 يونيو ستحل بعد أقل من بضعة أسابيع، وهي تقدم فرصة لإعادة النظر تلك، فإعلانها عطلة عوضا عن 25 فبراير سيعيد الأمور إلى نصابها الصحيح، كما أن هذه العطلة اليتيمة قبل صيف كل عام ستقدم بعض حل لمأزق العطل المطولة في السنة الكويتية ومعه ارتقاء بجودة الحياة في الكويت.