الياسين: الإذاعات الكبرى تُعرف من برامجها وإذاعة الكويت تحتفظ بجمهورها (4-4)

متفائل بالحراك السينمائي الذي تشهده المنطقة حالياً

نشر في 02-06-2018
آخر تحديث 02-06-2018 | 00:05
تعاون الفنان القدير سليمان الياسين مع عدد كبير من أبناء جيله، وفي حديثه إلى «الجريدة» تطرق إلى علاقته مع الفنان الراحل علي المفيدي، ومشاركته الفنانة القديرة سعاد عبدالله أعمالاً عدة لاقت استحسان الجمهور، وحققت نجاحا كبيرا، وتوقفنا مع الياسين عند الإذاعة وما تمثله له من مكانة، فأشار إلى أن أبرز ما قدم من مسلسلات إذاعية يتمثل في «المتنبي» و«الإمام الشافعي» و«نافذة على التاريخ» و«نجوم القمة». وشدد الياسين على أنه راض تماما عما قدم من أعمال ومازال لديه الطموح لتقديم الكثير، بشرط أن يجد المشروع المناسب، معتبرا أن الكتابة أصعب ما في العمل الفني بشكل عام، لأن النص يعد حجر الزاوية في نجاح أي فكرة. إلى جانب تقييمه للحراك السينمائي الكويتي والخليجي حاليا.
• تربطك علاقة مميزة مع الفنانة القديرة سعاد عبدالله؟

- أم طلال أخت عمر وتاريخ فني وأعتز بها كثيرا، وأي فنان تعاون في يوم من الأيام مع هذه السيدة أكيد يشرف بالعمل معها، هي فنانة تنشر البهجة في الكواليس، وتقدم شيئا ذا قيمة للمجتمع عبر جميع أعمالها، ولله الحمد كل أعمالي التي شاركتها أم طلال أزعم انها كانت ناجحة، ولها تأثيرها في الجمهور ولاقت الاستحسان.

اقرأ أيضا

• حصدت عدداً من الجوائز، وكرمت في مناسبات عدة، ماذا يعني لك التكريم؟

- لا شك في أن التكريم مسؤولية كبيرة للفنان، ويثلج الصدر، لكن في جانب آخر مرهق، حيث يضع على الفنان حمل الحفاظ على المستوى الذي وصل إليه، ويتجاوزه، ويكون التكريم محطة للانتقال إلى مرحلة أخرى، وخطوة على الدرب للمضي قدما، ودائما كان التكريم بالنسبة إليّ عاملا مشجعا للعطاء والاستمرار، ومعرفة قيمة ما يقوم به الإنسان.

• للإذاعة مكانة خاصة في وجدان سليمان الياسين.

- لأنها الملاذ الأخير عندما لا يجد الفنان شيئا ذا قيمة يقدمه، لذلك لها دور مهم في تشكيل وعي وشخصية الفنان وصقل مهاراته الحسية واكتساب خبرة تلوين الأداء الصوتي وتوسع الأفق، وتكسب الممثل مساحة أكبر من الخيال، هي المسعف الذهني بعد الإرهاق المتواصل في العمل الدرامي والمسرحي، ولعل من أبرز ما قدمت «المتنبي» و»الإمام الشافعي» و»نافذة على التاريخ» و»نجوم القمة»، وجميعها أعمال أعتز بها كثيرا.

منافسة وسائل الإعلام

• هل مازالت الإذاعة تحتفظ بجمهورها في ظل المنافسة الكبيرة من مختلف وسائل الإعلام؟

- بكل تأكيد، والإذاعات العريقة تتميز بالأعمال الكبيرة التي تحافظ لها على نسبة ثابتة من المستمعين، وإذا أخذنا جولة على الإذاعات العالمية، فسنجد أن لديهم برامج ثابتة، وتعرف الإذاعة من برامجها، وإذاعة الكويت معروفة بـ «نجوم القمة»، و«نافذة على التاريخ» و«جهينة» وغيرها.

• وماذا عن المسلسلات الدرامية الإذاعية؟

- كذلك لديها جمهور، ولا أعتقد أن المستمع انقطع يوما عن إذاعة الكويت بكل ما تبثه من أعمال منذ وجدت إذاعة الكويت، ولها جمهورها، ومازالت تكتسب أجيالا جديدة، بما تقدمه من أعمال لاسيما الدرامية المتنوعة التي تبث خلال شهر رمضان، ولعل التنوع الذي تحرص عليه الإذاعة بين الدراما التاريخية والحديثة والتراثية يستقطب شرائح وأذواقا عدة، وتجد أن المستمعين يبحثون ويتابعون ما نقدمه.

• فارق كبير بين الدراما الإذاعية ونظيرتها التلفزيونية؟

- بكل تأكيد، نحن بصدد الحديث عن مسمع إذاعة ومشهد تلفزيوني، فارق كبير بين التعبير بالصوت والصورة، والأولى أصعب، وتحتاج إلى توضيح وتوظيف مؤثرات عدة.

• هل مازال للأعمال التراثية والتاريخية جمهورها، سواء في الإذاعة أو التلفزيون؟

- نعم، وفي رأيي أن المشاهد العربي مازال مشغوفا بالتاريخ، وحين أستعرض حقبة ما في عمل يجب أن يحمل مضامين إنسانية وقيما تلائم الإنسان في كل زمان ومكان، حيث يصبح العمل صالحا للعرض في جميع الدول العربية لا في الكويت فقط، تلك القيم المشتركة تعلي من حقوق البشر وتوضح واجباتهم، وتبرز العطاء والنضال الإنساني من أجل البقاء وإقامة العدالة وإحقاق الحق. فالعودة الى التاريخ والتراث تكشف عن مدى احتياجنا حاليا لمثل هذه القيم، ليس من باب التذكير، بل لإعادة العمل بها.

مشروع سينمائي

• الفنان القدير علي المفيدي أحد رموز الإذاعة، هل تعاونت معه؟

- كان، رحمة الله عليه، حريصا على عمله، ولا يتنازل عن شيء يقدمه في أعماله الإذاعية، وبالتالي الممثل الذي يستمر معه ويبدع هو الملتزم، لاسيما أن المفيدي كان الالتزام عنده شيئا مقدسا، لذلك استطاع أن يلم شمل مجموعة من الفنانين، وأن يحافظ على مشاركتهم في عديد من الأعمال التي قدمها.

• كيف تقيّم الحراك السينمائي الكويتي والخليجي حاليا؟

- أعتقد أنه مشجع على مستوى المنطقة ككل، فالسينما أحد أهم روافد الإبداع ونافذة مهمة على إرث وعادات وتقاليد وثقافة أي دولة، لذلك فإن دعمها والاهتمام بها يجب أن يأتي على رأس الأولويات، وما أشاهده من تجارب حاليا شيء مبشر لمستقبل السينما الخليجية بشكل عام.

• ألمس في حديثك حماسا ينبئ عن مشروع سينمائي!

- أتطلع إلى ذلك، وإن كنت أحبذ العمل في صمت إلى أن تتضح الرؤية.

• بعد هذا المشوار، هل أنت راض عما قدمته؟

- نعم راض تماما عما قدمته، وإن كنت لم أرض طموحي، ولم أرو ظمئي الفني، ومازالت لديّ القدرة على العطاء وبذل الجهد، بل إن الطموح يزداد يوما بعد يوم، وهذا طبيعي بالنسبة إلى الفنان الذي يحب عمله، لكن المهم هو وجود العمل المناسب الذي يحقق من خلاله الفنان طموحاته باستمرار، ويضيف إلى رصيده.

• كيف ترى الفارق بين شخصية الفنان قديما والآن؟

- تختلف الأجيال، ولكن يبقى الفن مثل أي مهنة أجيال تسلم أجيالا، بالتالي فإن ما يقدم اليوم مع الأجيال الجديدة سبقنا اليه فنانون، وهكذا سنة الحياة التغيير والتطور.

• المجاملة مصطلح يتردد في الوسط بين الفنانين.

- المجاملة على ماذا؟، إقناع المشاهد بشيء غير منطقي؟! إذا كانت المجاملة موجودة فهذا شيء مؤسف.

• بين أضلاع العمل الفني النص أو الإخراج أو التمثيل، أيها الأصعب والأهم؟

- النص كلمة السر في نجاح أي عمل فني، لأن الكتابة هي أصعب شيء، فإذا وجد النص الجيد تستطيع أن تترجمه من خلال تهيئة الظروف والإمكانات، لأنك من الممكن أن تجد ممثلين جيدين ومخرجا متمكنا، لكن الفكرة والنص هما الأهم لتدور العجلة.

قصة استديو 3 الذي خصص للإذاعة

استعاد الفنان سليمان الياسين ذكرياته مع استديوهات الإذاعة قديما، قائلا: «كان الجهد كبيرا للحفاظ على مبنى الإذاعة القديم، وأتذكر في أحد الأيام خلال تسجيل أحد الأعمال بمعية الفنانين صقر الرشود وغانم الصالح وعلي المفيدي، رحمة الله عليهم، كان استديو الموسيقى والدراما متجاورين، وكنا خلال فترة الظهيرة نسجل عملا دراميا، وخلال فترة استراحة فوجئت بدخان يتصاعد بكثافة من استديو الموسيقى، رغم أنه مغلق، وعلى إثر ذلك تم تخصيص استديو 3 لنسجل فيه للموسيقى والدراما، ولعل هناك جيل أو اثنان لا يعرفون تلك القصة، إلى أن تم بناء مشروع مبنى الإذاعة والتلفزيون الحالي.

الأجر وترتيب الأسماء والفنان القدير

الأجور وترتيب الأسماء ولقب الفنان القدير جميعها أمور ربما تشغل حيزا كبيرا من اهتمامات أي فنان، وتحدثنا مع ضيفنا حولها فقال: «تميز وتأثير أي فنان أمر متروك للنقاد والجمهور، لأنهم من يتابعون الأعمال والمشاركين فيها بشكل مستمر، ولديهم القدرة على تقييم الجهد المبذول، أما قضية الأجر وترتيب الأسماء على مقدمة الأعمال الفنية، فإن أجري لا يعرفه أحد، قد أتقاضي أكثر مما يعتقده البعض أو أقل، الأمر متروك لقناعتي وقراري.

وفي ما يتعلق بوضع لقب «الفنان القدير» إلى جوار اسمي، فإن الجميع يعلم أنني أرفض ذلك لأسباب كثيرة، أهمها أن مثل هذه الألقاب والمسميات كثيراً ما يتم وضعها لعديد من الفنانين كنوع من التكريم، أو حفاظا على تاريخهم كمبرر لتقديم أدوار بسيطة في بعض الأعمال، لذلك مازلت أعتبر أن ترتيب الأسماء على الشاشة يخضع لاعتبارات كثيرة، لكنني شخصياً راض عن ترتيب اسمي على أي عمل أشارك فيه، وعموما فإن الفنان الجيد هو الذي يعرف حدود واجباته ومهنته، وهو من يفرض احترامه على الجميع، ويبقى الأهم من هذا وذاك أنني لا أنظر إلى مثل هذه الأمور بنوع من الحساسية، بقدر ما تهمني جودة العمل وما أقدمه للجمهور.

العودة إلى التراث والتاريخ تعلي من القيم الإنسانية وحقوق البشر

التكريم يضع على الفنان حمل الحفاظ على المستوى الذي وصل إليه

الكتابة أمر صعب لأن النص هو حجر الزاوية وكلمة السر في نجاح أي عمل فني

علي المفيدي كان حريصاً على عمله ولا يتنازل عن شيء... والفنان الملتزم هو من يستمر معه
back to top