عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية د. صابر مشالي لـ الجريدة.: الإعلام والفن ركنان أساسيان في التصدي للإرهاب
«الشريعة مرنة وقابلة للتجديد والتطوير»
أكد عضو المجلس الأعلى للشؤون الإسلامية، د. صابر مشالي، أن وسائل الإعلام والفن ركنان أساسيان في التصدي للإرهاب بكل أشكاله وصوره، مشدداً على أن الشريعة الإسلامية مرنة وقابلة للتجديد والتطوير.
وكشف مشالي في مقابلة مع "الجريدة" أنه يعكف حالياً على مشروع بحثي سيضعه في كتابه الجديد بعنوان "شعرية الفتوى"، بهدف محاربة الأفكار الظلامية، وفضح جهل الجماعات المتطرفة بعلوم الشريعة... وإلى نص المقابلة:
وكشف مشالي في مقابلة مع "الجريدة" أنه يعكف حالياً على مشروع بحثي سيضعه في كتابه الجديد بعنوان "شعرية الفتوى"، بهدف محاربة الأفكار الظلامية، وفضح جهل الجماعات المتطرفة بعلوم الشريعة... وإلى نص المقابلة:
● برأيك، ما الأُطر والسياجات التي تحمي الفرد والمجتمع من الأفكار المتطرفة؟- لابد من بيان الأفكار المغلوطة لفكر التطرف والإرهاب ونقد فتاوى الجماعات الإرهابية، والتركيز على الآليات التربوية الصحيحة في إعداد الدعاة والأئمة، وبيان أثر التراث الديني ومواقفه من ظاهرة التطرف، إضافة إلى أثر الثقافة في تشكيل المذهبية الفكرية والفلسفية، ونقد البنى الأيديولوجية ومرجعياتها للجماعات التنظيمية، والتصدى لظاهرة الإرهاب والإسلاموفوبيا، فضلاً عن أهمية دور الإعلام والفن في مواجهة التطرف، فوسائل الإعلام من فضائيات وإذاعات وصحف ووسائل التواصل الاجتماعي تلعب دوراً كبيراً في التصدى للأفكار الظلامية، كما أن الأعمال الدرامية والمسرحية لها أثر بالغ في مواجهة الإرهاب والتطرف وتعريته أمام أفراد المجتمع.
● لكن البعض يدعي أن الشريعة الإسلامية جامدة وليست مرنة، كيف ترد على ذلك؟- حينما يدعي البعض أن الشريعة الإسلامية جامدة وغير مرنة، فإنهم بذلك يظلمون الشريعة، لأنها بالتأكيد مرنة وقابلة للتجديد والتطوير، فالله سبحانه وتعالى جعل الشريعة الإسلامية صالحة لكل زمان ومكان، ونحن ندرس لطلابنا أن من أولى خصائص الشريعة أنها صالحة لكل زمان ومكان، فكيف تكون كذلك إلا إذا كانت مرنة، فهذا الأمر يعد من المسلَّمات، والشريعة باتفاق جمهور العلماء قابلة للتجديد، وقد وضعت لنا الأُطر العامة في المعاملات بين الناس والتي تقوم على مبادئ العدالة والمساواة، أما كيفية تحقيق المقاصد الشرعية فهذا ما يختلف فيه الفقهاء، كلٌّ حسب اجتهاده وإدراكه وفهمه، ولا نستطيع أن نطالب الفقهاء بأن يكونوا على مستوى واحد من الفهم، ونحن بشر والإنسان يخطئ ويصيب، وأستغرب جداً وأندهش عندما ينشغل المجتمع ببعض الأحاديث الضعيفة وغير الموثوقة. ● فوضى الفتاوى أحد أسباب انتشار الفكر المتطرف، فكيف يمكن التصدى لها؟- الفتاوى لها سمات وخصوصية، لذا فإنني أعمل على كتاب خاص بهذه القضية أطلقت عليه "شعرية الفتوى"، فالفتوى نص يتسم بسمات خاصة، والهدف من هذا الكتاب هو إبراز جهل الجماعات المتطرفة بنصوص الشريعة الإسلامية، لأن الدين علم له علماؤه وأساتذته، وهم ليسوا أهلاً للفتوى، ولا يعرفون في الدين شيئاً، ويغالطون أنفسهم كثيراً، كما يغالطون العامة، فهل يعقل أن بعضهم يحرم ذبيحة غيره من المسلمين؟ فهذا خلل فكري واضح، وليس رأياً دينياً خاطئاً فحسب.● الجماعات المتطرفة تسعى دائماً لتجنيد أكبر عدد من الشباب، فما تصوركم لمواجهة ذلك؟- الشباب يأتي دائماً على رأس أولوياتنا، فلابد من تشجيعهم على التقدم بالآراء والمقترحات المبنية على رؤى علمية، ويجب مشاركتهم في عملية التنمية، وإبراز دورهم في الإبداع والتفكير، وتشكيل كتلة من الشباب قادرة في المستقبل على القيادة، وترسيخ وتعميق فكر المواطنة، والاهتمام بالداراسات المستقبلية وعالم الأفكار الابتكارية، بالإضافة إلى دعم المشروعات الشبابية، وإيجاد تواصل مجتمعي بين الشباب والمسؤولين، والاهتمام بإنجازات الشباب من ذوي الاحتياجات الخاصة، والمواجهة مع هذه الجماعات الإرهابية المتطرفة هي مواجهة فكرية بالدرجة الأولى، وليست مواجهة أمنية كما يصورها البعض.● دار الكثير من الجدل حول ضرب الرجل لزوجته بغرض التأديب، فما حكم الشرع؟- الإسلام هو دين الرحمة، وجعل النبي صلى الله عليه وسلم معيار الخيرية في الأزواج قائماً على حسن معاملتهم لزوجاتهم، فقال: "خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي"، ولم يضرب النبي صلى الله عليه وسلم أحدًا من زوجاته أبداً، وقد ورد ذكر ضرب النساء في القرآن في موضع واحد في قوله تعالى: "وَاللاّتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيراً". وبالنسبة لخيار الضرب المذكور في الآية فقد أجمع الفقهاء على أنه لا يقصد به هنا إيذاء الزوجة ولا إهانتها، وإنما جاءت إباحته في بعض الأحوال على غير جهة الإلزام، وفي بعض البيئات التي لا تعد مثل هذا التصرف إهانة للزوجة ولا إيذاءً لها، وذلك لإظهار عدم رضا الزوج وغضبه بإصرارها على ترك واجباتها؛ وذلك بأن يضربها ضربة خفيفة على جهة العتاب والإنكار عليها بحيث لا تترك أثراً، ويكون ذلك بالسواك وفرشة الأسنان وغيرهما مما ليس أداة فعلية للضرب.
«شعرية الفتوى» إحدى وسائل محاربة الأفكار الظلامية