واشنطن تحذر دمشق من مهاجمة الأكراد... و«قسد» مع الحوار

● «اجتماع عمان» حول «صفقة الجنوب» يعقد على مستوى نواب وزراء الخارجية الأسبوع المقبل
● ليبرمان يشكر موسكو على تفهم الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية حول وجود إيران في سورية

نشر في 02-06-2018
آخر تحديث 02-06-2018 | 00:05
سوريون يمرون امام صورة للأسد في دمشق (أ ف ب)
سوريون يمرون امام صورة للأسد في دمشق (أ ف ب)
وجهت واشنطن تحذيراً مباشراً إلى الرئيس السوري بشار الأسد من مغبة مهاجمة حلفائها الأكراد، في وقت لا تزال الاتصالات متواصلة لإنجاح ما بات يعرف بـ "صفقة الجنوب" التي تهدف إلى نشر الجيش السوري على حدود الأردن وإسرائيل.
حذرت وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) الرئيس السوري بشار الأسد من استخدام القوة العسكرية ضد حليفتها «قوات سورية الديمقراطية» (قسد) شرقي سورية.

وخلال مؤتمر صحافي، أمس الأول، قال الجنرال كينيث ماكنزي من هيئة الأركان: «يجب على أي طرف منخرط في سورية أن يفهم أن مهاجمة القوات المسلحة الأميركية أو شركائنا في التحالف ستكون سياسة سيئة جداً».

وكان الأسد وضع في مقابلة مع «روسيا اليوم» بثت أمس الأول «قسد» أمام خيارين: إما المفاوضات أو السيطرة على مناطقها بالقوة، قائلاً: «بوجود الأميركيين أو بعدم وجودهم، ليس لدينا خيار آخر... على الأميركيين أن يغادروا، وسيغادرون في شكل ما».

وفي وقت سابق، ذكرت وزارة الخارجية الأميركية أن الولايات المتحدة لا تتطلع لقتال قوات سورية أو إيرانية لكنها ستستخدم «القوة الضرورية والمتناسبة» للدفاع عن القوات الأميركية والقوات الشريكة لها في الحرب على تنظيم «داعش» في سورية.

وقال مسؤول في الوزارة: «يظل التحالف العالمي بقيادة الولايات المتحدة ملتزماً التركيز على هزيمة «داعش» في سورية ولا يسعى لقتال حكومة سورية أو إيران أو جماعات دعم إيرانية في سورية».

ويعتقد أن هناك نحو 2000 من القوات الخاصة الأميركية في سورية حيث يقدمون الدعم لـ»قسد» التي تقودها وحدات حماية الشعب الكردية وتسيطر على مناطق واسعة خارج سيطرة الحكومة السورية، لكنها تجنبت الاشتباكات المباشرة معها خلال الحرب متعددة الأطراف.

مفاوضات ونقاش

من جانبه، قال كينو غابرييل الناطق باسم «قسد»، إن الحل العسكري «لا يوصل لأي نتيجة... وأي حل عسكري بما يخص قوات سورية الديمقراطية سيؤدي إلى مزيد من الخسارة والدمار والصعوبات بالنسبة للشعب السوري».

وأضاف غابرييل: «الخلاص بالنسبة للوضع السوري من خلال مفاوضات ومن خلال قبول مختلف أطراف الصراع ضمن سورية بالآخر والجلوس إلى طاولة المفاوضات والنقاش حول مصالح الشعب السوري وحقه في الحياة بحرية وكرامة».

وتابع: «وهذا شيء رأيناه من خلال دولة أو نظام ديمقراطي قائم على أساس التعددية والمساواة والحرية والعدالة لكل الشعوب ولكل المكونات سواء العرقية أو الإثنية أو الدينية الموجودة في سورية».

وبعد تصريحات الأسد، وبسبب التطورات الأمنية في مدينة القامشلي وريفها في محافظة الحسكة، استقدمت «قسد» تعزيزات عسكرية كردية كبيرة من قوات مكافحة الإرهاب من مدينة المالكية. إلى ذلك، كشفت مصادر أن قيادياً في «قسد» من منطقة تل حميس جنوبي القامشلي انشق وسلم نفسه لحاجز للجيش السوري في قرية ذبانة.

الاجتماع الثلاثي

إلى ذلك، أعلن مصدر مطلع في تصريح لوكالة «سبوتنيك»، أمس، أن الاجتماع الثلاثي الروسي الأميركي الأردني حول منطقة خفض التصعيد الجنوبية في سورية، سيعقد الأسبوع القادم في عمان على مستوى نواب وزراء الخارجية.

وكان مصدر آخر قد صرح لوكالة «سبوتنيك» في وقت سابق، أن المشاركين في هذه المحادثات سيقترحون تسليم السيطرة على منطقة تخفيض التصعيد الجنوبية السورية إلى الحكومة السورية والشرطة العسكرية الروسية، بعد أن قام المسلحون المحليون بإلقاء الأسلحة الثقيلة من المتوقع أن يركز الاجتماع على منع الوجود الإيراني في المنطقة، والذي يشكل القلق الرئيسي لإسرائيل المجاورة.

وكانت وسائل إعلام إسرائيلية قد أعلنت، يوم الاثنين الماضي، توصل كل من روسيا وإسرائيل إلى اتفاق لنشر القوات الحكومية السورية في المنطقة الحدودية في الجنوب السوري، واستثناء القوات الإيرانية أو قوات «حزب الله» من المنطقة.

وأفادت تقارير أمس، بأن لقاء وزير الدفاع الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان بنظيره الروسي أثمر توافقاً وتفاهماً روسياً إسرائيلياً بضرورة انسحاب إيران وحزب الله ليس فقط من الجنوب السوري، إنما من كل الأراضي السورية مقابل نشر قوات النظام السوري في الجنوب السوري وعلى الحدود مع إسرائيل.

وكان ليبرمان قال في ختام في ختام زيارته الى موسكو، إنه يشكر الجانب الروسي على تفهم الاحتياجات الأمنية الإسرائيلية بما يتعلق بالوجود الإيراني في سورية.

وأجرى رئيس الحكومة الإسرائيلية بنيامين نتنياهو اتصالاً هاتفياً ليل الخميس ـ الجمعة بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوضع اللمسات الأخيرة على التفاهمات، على أن تقوم إسرائيل باطلاع الولايات المتحدة على تفاصيله، كما أن نتنياهو سيطلع الرئيس الفرنسي والمستشارة الألمانية ورئيسة وزراء بريطانيا على هذا الاتفاق.

معركة درعا

من جهة ثانية، أعلنت فصائل سورية معارضة عاملة في محافظة درعا، «تل الحارة» منطقة عسكرية يمنع الاقتراب منها، بالتزامن مع وصول حشود عسكرية الجيش السوري إلى منطقة مثلث الموت.

وهدد التحالف من أسماهم «عرّابي المصالحات» من الاقتراب من التل «الاستراتيجي» أو المنطقة المحيطة به. وسقوط «تل الحارة»، يعني تتالي سقوط البلدات في ريفَي درعا والقنيطرة في يد النظام.

back to top