شوشرة: أغيثوهم
![د. مبارك العبدالهادي](https://www.aljarida.com/uploads/authors/43_1682355165.jpg)
إن دعم الأسر المحتاجة، سواء في الجليب أو الصليبية أو الإسطبلات وغيرها، يحتاج إلى خطوات جادة في تقديم العون الفوري وتأمين مسكن لمن لا يملكه من قاطني الإسطبلات أو البر. ولكن لنرجع إلى علة احتياج هؤلاء خصوصا أن من بين الذين هجروا إلى البر أو الإسطبلات للعيش شباباً من أصحاب الشهادات، ولكنهم بلا عمل أو أمل. وفي هذا الصدد أريد أن أسرد قصة رجل سكن البر بعد أن ضاقت عليه الظروف فسارع أحد فاعلي الخير لمساعدته، وكان الطقس في هذا اليوم غباراً شديداً وعندما طلب منه مقابلته أبلغه أن يلتقيه في مستشفى الجهراء لأنه نقل زوجته التي تعاني ضيق التنفس إلى هناك، وبالفعل توجه إليه والتقاه وكانت ملابسه رثة، فقد تكون هذه الدشداشة التي يلبسها هي الوحيدة التي يملكها، فسأله فاعل الخير عن مسكنه، فردّ: خيمة صغيره تبرع لي بها صديق كان يستخدمها أيام المخيمات، فسأله: هل يوجد بها أي وسائل تكييف في هذا الجو الحار؟ فكانت الإجابة: الحمد لله، إنني أجلس في خيمة ظلها هو المكيف. وكيف واجهت الغبار في هذا اليوم؟ يسأله فاعل الخير، فيجيب: «ركبت سيارتي وأصبحت أتجول بين المناطق السكنية هرباً من غبار البر»، قاطعه فاعل الخير بسؤال: «يعني ذلك أنك تملك سيارة وهو أمر جيد ينم عن أنك تستطيع أن تدبر أمورك بمسكن لو قمت ببيعها، أو حتى يمكنك استخدام تكييفها هرباً من الحر؟». ذرفت عينا الرجل بحسرة، وطلب من فاعل الخير مرافقته ليتوقفا أمام مركبة «خردة» لا مكيف فيها ولا أي شيء من مقومات السيارات، وقال: الحمد لله أنها توصلني إلى المستشفى لإنقاذ زوجتي وابنتي المعاقة أو الهرب من الغبار إن احتجت إلى ذلك.هذه حالة من حالات قد تكون أشد وأمرّ، وبالفعل يجب أن تتسارع الجمعيات الخيرية وأهل الخير لإنقاذ من هم في الداخل، والأقربون أولى بالمعروف، لاسيما أن مساعدة هؤلاء لا تحتاج إلى بطاقة أمنية صالحة أو إحصاء 1965 أو إثبات من أي بلد قدموا، بل تأمين حياة أسر تستغيث في كل يوم بسبب الفقر.آخر الكلام:نفطر على موائد من الخير مجتمعين بين أسرنا... وهناك من يفطر وهو فاقد نفسه بعد أن وضع كرامته بيد الآخرين!