قال وزير الدفاع الأميركي جيم ماتيس السبت أن تعزيز الصين مواقعها العسكرية في المياه المتنازع عليها في بحر الصين الجنوبي ونشر منظومات دفاعية متطورة على طول هذا التقاطع البحري الاستراتيجي يهدفان إلى «ترهيب وإكراه» جيرانها.

وأضاف ماتيس خلال قمة أمنية في سنغافورة قبل عشرة أيام على قمة مرتقبة بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب والزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ اون إن الجيش الأميركي يواصل دعم جهود الدبلوماسية من أجل نزع السلاح النووي من شبه الجزيرة الكورية «بشكل كامل وقابل للتحقق ولا يمكن الرجوع عنه».

Ad

وقال ماتيس إن بكين نشرت أسلحة تشمل بطاريات صواريخ مضادة للسفن والطائرات وكذلك أنظمة تشويش إلكترونية على جزر اصطناعية في بحر الصين الجنوبي أقامت عليها منشآت عسكرية معززة بما فيها مهابط للمقاتلات دعماً لمطالبها بالسيادة.

وأضاف إن بكين نشرت أيضاً قاذفات على جزيرة وودي في أرخبيل باراسيل.

وأكد وزير الدفاع الأميركي أمام قمة «حوار شانغري-لا» أنه «رغم تصريحات الصين التي تدّعي عكس ذلك، فإن تركيب تلك الأسلحة مرتبط مباشرة بالاستخدامات العسكرية بغرض الترهيب والاكراه».

وهاجم أيضاً الرئيس الصيني شي جينبينغ لعودته عن وعد قطعه في البيت الأبيض في 2015 بألا تقوم بكين بعسكرة الجزيرة الواقعة في بحر الصين الجنوبي.

وهذه المشاركة الثانية لماتيس في قمة سنغافورة منذ توليه وزارة الدفاع.

وعاد إلى موضوع طالما أكده هو ومسؤولون بارزون اميركيون منذ تولي ترامب منصبه، وهو أن بلاده موجودة لتبقى في منطقة آسيا-المحيط الهادئ وبأن الحلفاء يجب أن يبقوا في صف واشنطن بدلاً من الانحياز إلى جانب بكين.

لكن رسالة التعاون والعمل مع الحلفاء قد تمثل مهمة أصعب لماتيس الذي يحظى عموماً بشعبية على المسرح الدولي، بعد إعلان ترامب هذا الأسبوع فرض رسوم جمركية على معادن تستوردها الولايات المتحدة من عدد من أقرب حلفائها، وذلك لدوافع «الأمن القومي».

ورداً على سؤال لجوش روجين الصحافي لدى واشنطن بوست حول ما إذا كان يظن أنه من غير المثمر لترامب أن يفتعل المشاكل مع حلفائه بخصوص التجارة، أجاب ماتيس «بالتأكيد كانت لدينا بعض المقاربات غير العادية، سأكون صريحاً معك».

وأضاف «لكن أرى بأنه كلما واصلت الدول الحوار كلما استمرت في الاصغاء إلى بعضها البعض واحترام بعضها البعض، لا شيء ينتهي بناءً على قرار واحد ويوم واحد».

وقالت لين كيوك الباحثة البارزة لدى جامعة كامبريدج إن مقاربة الولايات المتحدة «رهان محفوف بالمخاطر».

وأضافت لوكالة فرانس برس «يبدو أن الولايات المتحدة تعتقد أنه بإمكانها اثارة عداوة شركاء في نواح معينة، وأن تتوقع في نفس الوقت تعاوناً من الآخرين».

وفي انتقاد للصين التي يتهمها البنتاغون باستخدام سياسيات اقتصادية «جشعة» لاستغلال جيرانها، قال ماتيس إن الولايات المتحدة تؤيد حلاً سلمياً للنزاعات «وتجارة واستثمارات حرة وعادلة ومتبادلة» والالتزام بالقواعد والمعايير الدولية.

ورغم تحذيرات متكررة من واشنطن بخصوص تصاعد النفوذ الصيني والصعوبات التي تترتب على مشروع «حزام واحد طريق واحد» لاقامة بنية تحتية للتجارة العالمية، تواجه بكين عواقب قليلة جراء تعزيزاتها في بحر الصين ومطامعها الحدودية الواسعة.

وبرز استثناء واحد الأسبوع الماضي عندما سحب البنتاغون دعوة للصين للمشاركة في مناورات بحرية في المحيط الهادىء، ووصف ماتيس تلك الخطوة بأنها «رد أولي».

لكنه حذر قائلاً «توجد عواقب أكبر بكثير في المستقبل عندما تخسر الدول علاقات جيرانها».

وأضاف «يعتقدون أن تراكم الديون الهائلة على جيرانهم وازالة حرية العمل السياسي نوعاً ما، هما الطريق للحوار معهم، بنهاية الأمر هذه الأمور لا تعطي نتيجة».

وقال الكولونيل الأكاديمي الكبير في جيش الصين تجاو شياوتجو لماتيس إن حرية العمليات الملاحية الأميركية حيث تبحر سفن البحرية الأميركية على مقربة من جزر تطالب بها بكين هي «استفزاز واضح للأمن القومي الصيني وسيادة أراضيها».

ورد ماتيس بالقول إن هناك «انفصال اساسي» بين آراء الصين بشأن البحر ورأي المحاكم الدولية بذلك».

وقال «هذه المياه بالنسبة لنا، مياه دولية حرة ومفتوحة».

ولم تحصل الوفود التي كانت تتنظر توضيحاً بشأن نوايا الرئيس الأميركي المتعلقة بقمة في 12 يونيو مع الزعيم الكوري الشمالي على الكثير من المعلومات من ماتيس، رغم أنه قال إن مسألة الانتشار الدائم لنحو 28,500 جندي أميركي في كوريا الشمالية «لن تكون على طاولة المحادثات».

وكان ماتيس قد سعى لتجنب موضوع القمة وأحال الأسئلة لوزارة الخارجية الأميركية وفريق ترامب للأمن القومي.

وأضاف «في شبه الجزيرة الكورية نحافظ على الوضع القائم مع حلفائنا، وندعم دبلوماسيينا الذين يقودون هذا الجهد»، وتابع «يبقى هدفنا نزع السلاح النووي في شبه الجزيرة الكورية بشكل كامل قابل للتحقق منه ولا يمكن الرجوع عنه».