الرشيد يتزوَّج بدوية هزمَتْه في سباق القوافي (18 - 30)

نشر في 03-06-2018
آخر تحديث 03-06-2018 | 00:04
تعود شهرزاد في هذا الجزء من الليالي العربية إلى قصص الحب، لكنه هذه المرة لا يزال عذرياً عفيفاً، بعد مجموعة من الليالي خصصتها لحكايات عن العباد والزهاد والعابدات.
في حلقة اليوم مجموعة من الحكايات القصيرة، من بينها حكاية هارون الرشيد وتلك الجارية البدوية الفصيحة، التي سمعها الخليفة تنشد أبياتاً من الشعر، فطلب منها أن تغير القافية، واقترح عليها أكثر من قافية إلى أن قال لها إنه لا يستطيع أن يفكر في قافية أخرى لهذه الأبيات، فإذا بها تقولها بقافية جديدة، وما كان منه إلا أن طلبها للزواج، إعجاباً بفصاحتها.
لما كانت الليلة السابعة والستون بعد الأربعمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: يحكى أيها الملك السعيد، أن الخليفة هارون الرشيد، خرج إلى البادية يوماً، ومعه وزيره جعفر البرمكي، فوجدا في طريقهما بئراً يستقي منها الناس، وعرَّجا عليها للشرب. وبينما هما هناك، سمعا فتاة أعرابية، ذات محاسن طبيعية، تتضاحك مع زميلات لها آخريات، وتنشد هذه الأبيات:

قولي لطيفك ينثني

عن مضجعي وقت المنام

اقرأ أيضا

كي أستريح وتنطفي

نار تأجج في العظام

مضني تقلبه الأكف

على فراش من سقـام

أما أنا فكما علمت

فهل لوصلك مـن دوام؟

أعجب الرشيد بملاحتها وفصاحتها، وقال لها: هل هذا الشعر من مقولك أم من منقولك؟ فقالت: من مقولي. فقال لها: إن كان الأمر كذلك فغيّريها القافية في هذه الأبيات فقالت:

قولي لطيفك ينثني

عن مضجعي وقت الوسن

كي أستريح وتنطفي

نار تأجج في البدن

مضني تقلبه الأكف

على فراش من شجن

أما أنا فكما علمت

فهل لوصلك من ثمن؟

قال لها لعل هذه قافية مسروقة، فإن لم تكن كذلك فغيريها بقافية أخرى فأنشدت تقول:

قولي لطيفك ينثني

عن مضجعي وقت الرقاد

كي أستريح وتنطفي

نار تأجج في الفؤاد

مضني تقلبه الأكف

على فراش من سهاد

أما أنا فكما علمت

فهل لوصلك من معاد؟

اشتد إعجاب الرشيد ببلاغتها، وحضور بديهتها، وقال لها: ما أظن أنك تقدرين على أن تأتي بقافية أخرى، فأنشدت تقول:

قولي لطيفك ينثني

عن مضجعي وقت الهجوع

كي أستريح وتنطفي

نار تأجج في الضلوع

مضني تقلبه الأكف

على فراش من دموع

أما أنا فكما علمـــــت

فهل لوصلك من رجوع؟

قال لها الرشيد: أحسنت والله، فمن أي هذا الحي أنت؟ أجابته: من أوسطه بيتا، وأعلاه عموداً. فعلم أنها بنت كبير الحي، ثم سألته هي: من أي القبائل أنت؟ فقال لها: من أعلاها شجرة، وأينعها ثمرة، فقالت له: أيدك الله يا أمير المؤمنين. ثم سلمت فانصرفت مع زميلاتها، فقال الرشيد لجعفر: ما رأيت مثل هذه الفتاة البدوية في جمالها وفصاحتها وفطنتها، ولا بد لي من الزواج بها. ثم توجَّها إلى أبيها، وخطبها الرشيد لنفسه وتزوجها، ولم تزل عنده في نعيم وإكرام، إلى أن توفاها الله.

الطحان وزوجته الخائنة

لما كانت الليلة الثامنة والستون بعد الأربعمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: يُحكى أيها الملك السعيد، أن رجلاً كان يعيش من العمل في طاحون له، فرأى في منامه ذات ليلة كأنه حفر في موضع متخرّب من طاحونه، ووجد كنزاً عظيماً. لما استيقظ من نومه، أخبر زوجته بما رآه في الحلم، وقال لها: اكتمي هذا السر حتى نرى ما هنالك. فقالت له: سمعاً وطاعة. ولكنها كانت غادرة خائنة، تحب جاراً لهما، توجهت إليه، واطلعته على ذلك السر، ثم انتهزا فرصة نوم زوجها في الليلة التالية، وتسللا إلى ذلك الموضع حيث حفرا فيه حتى عثرا على الكنز وأخرجاه، وكان يحتوي على شيء كثير من الذهب والجواهر والتحف النادرة الثمينة.

اتفقا على أن يُطلق الجار زوجته، وتسعى هي حتى يطلقها زوجها، وبذلك يتسنى لهما أن يعيشا معا مرتبطين بالزواج، وينفقا من ذلك الكنز الذي وجداه، ولكنهما اختلفا في شأن أيهما يكون الكنز عنده حتى يتم زواجهما المطلوب، وبقيا حائرين في ذلك الأمر إلى أن قالت له: تأخذ أنتَ الآن نصف الكنز، وأخفي أنا نصفه الآخر عندي. تظاهر بالموافقة، ثم غافلها وطعنها بخنجر كان معه فقتلها، ودفن جثتها في موضع الكنز، ثم حمل الجواهر والذهب والتحف كلها، وهمَّ بالانصراف. وفي هذه اللحظة علا نهيق حمار الطاحون، فقتله بخنجره أيضاً...

ولكنّ صاحبه كان قد استيقظ، ورأى جاره وهو يحاول الفرار بحمله الثمين، فاستوقفه وتعلق به صارخاً مستنجداً. ولم يمض إلا قليل حتى حضر الجيران على صراخه، وضبطوا الكنز المسروق، كما كشفوا أمر الزوجة القتيلة، فسيق شريكها إلى الوالي فحكم عليه بالقتل، واستولى على الكنز، وصرف الطحان، بعدما نصح له بألا يفشي سره بعد ذلك لأي مخلوق كان، وبأن يكون دائماً على حذر من كيد النساء لأن كيدهن أعظم من كيد الشيطان!

وهكذا خسر الطحان كنزه وزوجته وحماره، وكل هذا لأنه أفشى أسراره، ولم يحذر كيد تلك الزوجة الغادرة المكارة.

المغفل وحماره

قالت شهرزاد للملك شهريار: مما يحكى أيها الملك السعيد، أن أحد المغفلين كان عنده حمار عزيز عليه، وقد تعود ألا يركبه لشدة حبه له، بل يمشي ويقوده بحبل لطيف، فيمشي الحمار في أثره مطيعاً سعيداً. ولم يزل الرجل وحماره على هذه الحال سنوات عدة، حتى اشتهر أمرهما بين الأهلين، فاتفق اثنان من الشطار، على أن يحتالا لسرقة الحمار، بأن ربط أحدهما نفسه بدلاً من الحمار بالحبل الذي في يد صاحبه، وركب الآخر الحمار وهرب به.

لما التفت الرجل المغفل خلفه، تملكته الدهشة حينما وجد نفسه يقود رجلاً وليس حماراً، وقال له: من أنت وأين حماري؟ فبكى المحتال وقال: أنا حمارك نفسه، ولي حديث عجيب غريب، هو أنني كنت شاباً من بني آدم كما تراني الآن، وحدث يوماً أن ضحك عليّ الشيطان، فضربت والدتي العجوز وأنا سكران، فدعت الله أن يمسخني ويجعلني حماراً، وكان من نصيبي أنك اشتريتني وأكرمتني، وبقي الأمر كذلك إلى ما قبل لحظات، إذ ردني الله آدمياً كما كنت، ولعل ذلك بفضل دعوات والدتي أيضاً.

لما سمع المغفل صاحب الحمار كلام المحتال، بكى من شدة تأثره بهذه القصة، وقال لا حول ولا قوة إلا بالله سامحني يا ولدي لأني طوال هذه المدة كنت أحسبك حماراً حقيقياً! ثم أطلق سبيله بعدما نصحه بألا يعود إلى إغضاب والدته.

بعد أيام ذهب المغفل إلى السوق ليشتري حماراً، وفيما هو هناك وقعت عيناه على الحمار الذي كان عنده، فعرفه فوراً، كما عرفه الحمار وأخذ يتمسح به فرحاً بلقائه، ولكن المغفل أعرض عن شرائه، وهمس في أذنه قائلاً: لماذا عدتَ إلى إغضاب والدتك، وهل تظن أني مغفل حتى أشتريك مرة ثانية؟ ثم تركه وانصرف!

الحاكم بأمر الله ومضيفه

قالت شهرزاد للملك شهريار: مما يحكى أيها الملك السعيد أن الحاكم بأمر الله الفاطمي، خرج في موكبه يوماً للنزهة في ضواحي القاهرة، فمرّ الموكب على بستان كبير، جلس فيه صاحبه وبين يديه كثير من المماليك والعبيد والخدم. لما رأى الموكب مقبلاً، نهض واستقبل الحاكم مرحباً، وأخذ يطوف به أنحاء البستان، وينتقل به من مكان إلى مكان. ولما انتهيا من ذلك، دعاه ومن معه من الأعوان والجنود إلى الغداء عنده في البستان، وفرش لهم أكثر من مئة بساط، ومد فوقها مئة سماط، كل منها يكفي مئة شخص، فتعجَّب الحاكم من ذلك غاية العجب. وقال لمضيفه، هل كنت تعلم بقدومي ومن معي، فأعددت لنا هذه الوليمة الكبيرة؟ فأجاب الرجل: لم أكن أعلم ذلك، ولكني أقتني مئة جارية، أسكنت كل واحدة منهن في بيت خاص بها، وفي كل يوم أرسل إلى إحداهن لتبعث إليّ في البستان ببساط وسماط، فلما شرفتني بحضورك اليوم، أرسلت إليهن جميعاً، فبعثن إليّ بمئة بساط ومئة سماط، وهذا كله من فضل الله وفضلك يا أمير المؤمنين.

لما سمع الحاكم كلامه، تعجب من كرمه وفصاحته، وأمر له بجائزة مالية، فأعطيت له، وكانت ثلاثة آلاف وسبعمئة درهم.

كسرى وبنت صاحب الضيعة

ثم قالت شهرزاد للملك شهريار: يحكى أيها الملك السعيد، أن كسرى أنو شروان ملك الفرس، خرج يوماً إلى الصيد. بينما هو يطارد ظبياً في الصحراء، وقد ابتعد عن أعوانه وجنوده، شعر بشدة الظمأ، ووجد نفسه على مقربة من ضيعة عامرة، فتوجَّه إليها، وطرق باب أول دار فيها، ففتحته صبية كأنها حورية، بقامة تخجل غصن البان، ووجه مشرق فتان، ثم رحبت به بأفصح لسان وأعذب بيان. ولما علمت أنه ظمآن، أحضرت عوداً من قصب السكر وعصرته في كوب نظيف وقدمته له بعدما وضعت عليه قليلاً من ماء الزهر، ومسحوقاً زكي الرائحة يشبه التراب.

تعجب كسرى من وضعها ذلك المسحوق على عصير القصب، وقال لها بعدما شرب: ما أحلى هذا الشراب، لولا ذلك المسحوق الذي يشبه التراب. فقالت له: معذرة يا سيدي، إني تعمدت ذلك، لأني أدركت أنك شديد الظمأ وخشيت أن تشرب ما في الكوب كله مرة واحدة فيلحق بك الضرر، في الوقت الذي لا أريد فيه إلا الخير، فشكرها على حسن صنيعها وانصرف عائداً إلى عسكره.

لما رجع إلى الديوان، راجع خراج تلك الضيعة فوجده قليلاً، لا يتناسب مع خصبها، وقال لمتولي الخراج: إن عوداً من قصب السكر الذي يزرع هناك، قد ملأ عصيره كوباً كبيراً، فيجب أن يضاعف الخراج عليها. فقال له متولي الخراج: سمعاً وطاعة، ونفذ أمره فوراً.

واتفق في السنة التالية، أن خرج كسرى للصيد مرة ثانية، ومرّ على تلك الضيعة نفسها، فطرق باب الدار التي قصدها في المرة السابقة، ولما فتحته الصبية وطلب منها بعض الماء، جاءت بثلاثة أعواد من قصب السكر، وعصرتها كلها في كوب نظيف، فلم يزد عصيرها على نصف الكوب، ثم ناولته الكوب بعدما طيبته.

لما انتهى من شربه، قال لها: في المرة الماضية كان عصير عود كافياً لملء مثل هذا الكوب، فلماذا لم تكف ثلاثة أعواد لملئه الآن؟ أجابته: نية السلطان يا سيدي قد تغيرت نحونا، فقلت البركة لذلك عندنا.

لما سمع كلامها، أدرك أنها عرفته، وشعر بأنها على حق في معاتبتها له، فقال لها: إن شاء الله تعود البركة إليكم، لأن السلطان لا بد من أن يرضى عنكم. وما كاد يرجع إلى الديوان، حتى أمر بإعفاء تلك الضيعة من الخراج، فبقيت كذلك طول حياته.

عتبة... وريا

لما كانت الليلة التاسعة والستون بعد الأربعمئة، قالت شهرزاد للملك شهريار: بلغني أيها الملك السعيد، أن عبد الله بن معمر القيسي، حج إلى بيت الله الحرام في سنة من السنين. لما قضى حجه وتوجه إلى المدينة المنورة لزيارة الروضة النبوية المطهرة، جلس بين القبر والمنبر ذات ليلة وأخذ يذكر الله، بعدما أدى الصلاة، وفيما هو كذلك سمع صوتاً رقيقاً ينشد هذه الأبيات:

أشجاك نوح حمائم البدر

فأثار منك بلابل الصدر؟

أم هاج شجون ذكر غانية

أهدت إليك وساوس الفكر؟

يا ليلة طالت عليَّ وقـــــــــــــــد

ذهب الهوى بالنوم والصـــبر

البدر يشهد أنني كلف

أشتاق قرب شبيهة البدر

أشكو وما الشكوى بنافعة

ومدامعي من مقلتي تجري

ما كنت أحسب أن أذوب جوى

حتى عشقت وكنت لا أدري

قال عبد الله بن معمرة: ثم انقطع الصوت ولم أتبين مصدره، إلى أن عاد إلى سمعي بعد قليل، وسمعت صاحبه ينشد بصوت جميل:

وافاك من ريا خيال زائر

فاقض مضجعك الخيال الزائر

ونفى الكرى عن مقلتيك ولم تزل

تبكي من البلوى وفكرك حائر

ناديت ليلى والظلام يحيط بي

وكأن قلبي في الجوانح طائر

يا ليل طلت على محب مدنف

أضناه شوق للأحبة فائر

فأجابني: لا تشكون فهكذا

شأن الهوى للناس فيه بصائر

وعليك أن ترضى وتقبل جوره

فلربما يرضى الظلوم الجائر!

لما انتهى من إنشاد هذه الأبيات، أخذ يردد الدعوات والتضرعات، ويصعد الزفرات، ولم يسعني إلا أن سارعت إليه. لما صرت بين يديه، وجدته فتى غض الإهاب، نظيف الثياب، قد أذبل الأسى وجنتيه، وقرح الدمع جفنيه. سلمت عليه، فرد السلام، في أدب واحتشام، ثم عرفته بنفسي وسألته عن قصته، مبدياً استعدادي لخدمته ومساعدته على بلوغ غايته، فقال لي: إنني عافاك الله عتبة بن الحباب بن المنذر بين الجموح الأنصاري، كان من عادتي أن أتعبَّد في مسجد الأحزاب. بينما أنا جالس فيه يوماً بالقرب من المحراب، إذ وقعت عيناي على سرب من النساء، يتهادين في مشيتهن كأنهن الظباء، أو الغصون التي يداعبها الهواء، وبينهن فتاة بديعة الجمال، بادية المهابة والجلال، فلما رأيتها سبحت باسم الخالق الذي أبدع صورتها، وغضضت من بصري خيفة الفتنة بصباحتها وملاحتها، فلما رفعت رأسي بعد قليل، إذا بها قد تخلفت عن صويحباتها، ووقفت ترمقني بنظراتها، ثم قالت لي: ماذا تقول يا عتبة، في من تشعر نحوك بالمحبة، وتتمنى أن تدوم لها معك الصحبة؟ ثم انفلتت مسرعة غير منتظرة الجواب، وخرجت من الباب. فشعرت بأن قلبي كأنما انتزع من مكانه، ولم أزل منذ ذلك الوقت وأنا أبحث عنها، لأطلب القرب منها، ولكني لم أعثر لها على أثر، ولا سمعت عنها أي خبر.

قال عبد الله بن معمر: ثم خر الفتى مغشياً عليه، فلما أفاق عاد للبكاء، ثم أنشد يقول:

أراها بقلبي من بلاد بعيدة

فهل قلبها أيضاً يراني على البعد؟

وهل عندها بعد الذي كان بيننا

من الحب والأشواق مثل الذي عندي؟

وحق الهوى لا أترك الدهر ذكرها

ولو كنت في الفردوس أو جنة الخلد

فقلت له : يا ابن أخي، أنت هنا بين يدي الله، فأخلص التوبة، وأسأله المغفرة. فقال لي: إن الله غفور رحيم، وما أريد إلا زواجها فتكون لي في الدنيا والآخرة. لما سمعت كلامه، رق قلبي له، وتواعدنا على اللقاء في صباح اليوم التالي بمسجد الأحزاب. وفي الموعد المحدد وجدته في انتظاري على الباب، ودخلنا المسجد معاً فصلينا وجلسنا ندعو الله أن يبلغنا أملنا، ولم نزل كذلك حتى اقترب وقت الظهر، وإذا ببعض النساء أقبلن، فقال لي عتبة: تلك هن صويحباتها اللاتي كن معها، ثم جاءت إحداهن ووقفت أمامه وقالت له: صاحبتنا ارتحل بها أبوها إلى بادية السماوة. فلما سمع ذلك وقع مغشياً عليه، فأخذنا ننعشه حتى أفاق، ثم سألت إحدى النساء: من تكون صاحبتكن ومن هو أبوها؟ فقالت: هي ريا بنت الغطريف السلمي، وما سمع عتبة ذلك حتى بكى، وأنّ واشتكى، وأنشد يقول:

خليلي: ريا قد تناءت ديارها

وسارت إلى أرض السماوة غيرها

خليلي: إني قد عييت من البكا

فهل عند غيري عبرة أستعيرها؟

قال عبد الله بن معمر القيسي: فقلت لعتبة، هون عليك يا ابن أخي، إني جئت إلى هنا بمال جزيل، أردت أن أستر به أهل المروءة، وإني لعلى استعداد لأن أبذله كله في سبيل إبلاغك أمنيتك. ثم اصطحبته معي إلى مجلس الأنصار، وبعدما سلمت وردوا السلام قلت لهم: ما تقولون في عتبة وأبيه؟ أجابوا: أخ كريم وابن أخ كريم، فقلت لهم: إن ابن أخيكم هذا أضناه حب ريا ابنة الغطريف السلمي، ويريد أن يخطبها لنفسه، فمن منكم يصحبنا إلى بادية السماوة لمقابلة أبيها وخطبتها منه؟ فقالوا جميعاً: ليس أحب إلينا من السعي في هذا السبيل. ولم تمض ساعة حتى كنا جميعاً ركبنا وأخذنا طريقنا إلى بادية السماوة، ولم نزل نواصل السير حتى بلغناها، وما كدنا نقترب من منزل بني سليم فيها، حتى خرج الغطريف لاستقبالنا ورحب بنا قائلاً: حييتم يا كرام، فقلنا له: حييت يا أبا ريا بالسلام!

وأدرك شهرزاد الصباح، فسكتت عن الكلام المباح.

وإلى اللقاء في حلقة الغد

الطحان يخسر الكنز والزوجة والحمار بسبب كيد النساء بعدما حلم بخير يأتيه من مكان خرب

الحاكم بأمر الله الفاطمي يتنزه في ضواحي القاهرة ويتناول الغذاء في بستان أحد أثرياء القاهرة
back to top