* متى انتسبت رسمياً إلى فرقة مسرح الخليج العربي؟

- لقد انضممت رسمياً إلى فرقة مسرح الخليج، بتاريخ 28 أكتوبر 1974، وإنني أفتخر بانتسابي إلى هذه الفرقة المسرحية العريقة، صاحبة التاريخ المشرف والبصمات الواضحة في تاريخ الحركة المسرحية الكويتية.

Ad

* ما أول عمل مسرحي رسمي لك؟

- مسرحية "الجحلة"، وهي من إعداد صقر الرشود، ومقتبسة من مسرحية الجرة للكاتب المسرحي الإيطالي لويجي برانديللو، ومن إخراج د. صالح حمدان، وهي أول مسرحية لي، عُرضت من 2 إلى 6 مارس 1971 على خشبة مسرح كيفان، وهي من بطولة الفنانين محمد السريع، وأحمد الضرمان، وابتسام حسين، وعلي المفيدي، ومنصور المنصور، ومبارك سويد، وعبدالله الحبيل، وعبدالرحمن العقل، وحسين المنصور.

وتدور أحداث المسرحية حول أحد رجال الإقطاع يشتغل لديه مجموعة من الفلاحين، ولدى هذا الإقطاعي (محمد السريع) "جحلة" أو جرة كبيرة عزيزة عليه، وكُسرت هذه الجرة، وهنا تقع المشكلة، فيقرر الجميع استدعاء من يصلح هذه الجرة، ويتم إصلاحها بعد أن ينسى من قام بإصلاح الجرة (عبدالرحمن العقل) نفسه داخلها وتتعقد الأمور، وفي النهاية تكسر الجرة ويخرج من أتوا به لإصلاحها وسط احتفال وفرحة الفلاحين.

* ماذا قال لك الراحل صقر الرشود؟

- كما تعلم أن المخرج والفنان المبدع صقر الرشود، رحمه الله، هو أستاذي ومعلمي في فن التمثيل، وهو من اكتشف موهبتي الفنية، وصاحب فضل كبير علي في دخولي إلى الحقل الفني، وقد قال لي أنت تمتلكين عدة مواهب مدفونة بداخلك، ستظهر قريباً، ولم أع مقولته في ذلك الوقت، لأنني كنت صغيرة السن آنذاك، وقد علمني الراحل الرشود كيفية إلقاء الكلمة والإحساس بها، والتلوين في الأداء وقواعد المسرح، إنه مدرسة، وأنا تخرجت فعلاً في مدرسة صقر الرشود، التي نهلت منها الكثير مثل الالتزام الفني وحب المسرح وخشبته وكواليسه وأدواته، فكل ما يتعلق بكلمة مسرح اعتبره هو جزء مني.

* هل تذكرين لحظة دخولك في عرض "الجحلة"؟

- نعم، أتذكرها، كنت أحمل على رأسي "الرطب"، وشعرت لحظتها بخوف ورهبة إلى درجة الارتعاش، وكان صقر الرشود يتابعني خلف الكواليس ويشجعني كثيراً، لن أنسى ذلك ما حييت وأثره البالغ في زيادة عامل الثقة بنفسي وتثبيت أقدامي على خشبة المسرح، التي لها رهبة كبيرة، وأقولها دوماً لولا الرشود، لما أصبحت الفنانة هيفاء عادل.

الانطلاقة الحقيقية

* هل تعد إطلالتك في "ضاع الديك" انطلاقتك الحقيقية؟

- أجل، هذا صحيح، هي انطلاقتي، ووراء شهرتي الحقيقية، فقد عرفني الناس من خلالها، وقد وقفت في هذا العمل مع كبار النجوم ورواد الحركة المسرحية في الكويت، وهم الفنانون: عبدالعزيز المسعود ومنصور المنصور ومحمد السريع رحمهم الله، ومريم الصالح، وحياة الفهد، وخالد العبيد، ومحمد المنصور، وعبدالرحمن العقل، وسليمان الياسين، وعبدالله الحبيل، وعصرية الزامل.

وأتمنى ألا يفوتني اسم أحد من المشاركين في هذا العمل الخالد، حتى لا "يزعل" مني أي زميل، صحيح أن البعض قد نسي ذكر اسمي في الأعمال الفنية التي شاركت في بطولتها، ومع ذلك الطبيب "عمره ما يقيم" طبيباً آخر.

وبودي أن أقول إن صقر الرشود استطاع أن يمسك بعجينة إلى أن أصبحت خبزاً، وأبرزها إلى الجمهور، إنها فعلاً انطلاقتي الأولى، ولله الحمد أسند لي دوراً محورياً تمكنت من خلاله إظهار إمكاناتي التمثيلية، وتعد "ضاع الديك" تجربة مسرحية ذات قيمة فنية عالية، شكلاً ومضموناً، وناجحة على الصعيدين النقدي والجماهيري، ألا ليت تلك الأيام الجميلة تعود.

* متى عُرضت؟

- عرضنا المسرحية من 7 نوفمبر حتى 23 من الشهر نفسه عام 1972، على خشبة مسرح كيفان، وتم تمديد أيام العرض حتى بلغ 31 يوماً، كما عُرضت في مملكة البحرين من 2 إلى 7 يناير 1973 بناء على دعوة تلقتها الفرقة من وزارة الإعلام البحرينية، وكذلك عُرضت لمدة يوم واحد في أبوظبي عاصمة دولة الإمارات العربية المتحدة، ثم أعيد تقديمها على مسرح كيفان من 24 إلى 31 يناير 1973، وبناءً على دعوة من نقابة الفنانين في لبنان، قدمنا المسرحية لمدة تسع ليالٍ من 7 إلى 15 يوليو 1973.

إرضاء المشاهد واحترام عقليته

تؤكد هيفاء عادل أنها عشقت الفن وأحبته، لكن غايتها كفنانة لا تكمن في التكريم في المهرجانات ولا التكرار والظهور دائما في الأعمال الدرامية، ليصبح الهدف الكم لا الكيف، بل إن هدفها هو إرضاء المشاهد واحترام عقليته، وعدم تقديم ما يشوه ذهنه، والاعتماد على إرساء الأسس والمبادئ في أعمالها.

وترى أن من حق الجمهور عليها أن تعود بالشكل اللائق والعمل المميز، فهناك العديد من الأعمال التي عرضت وأساءت إلى البيت الكويتي وأظهرته بصورة سيئة، كما وصفتها عادل، مؤكدة أنها طوال السنوات الماضية كانت متابعة جيدة للأعمال الدرامية الموجودة على الساحة.

وأرجعت تلك الصورة عن البيت الكويتي إلى الكاتب والمخرج والمنتج، فهم يحملون العمل الفني على أكتافهم ويصنعونه ويخطون بأقلامهم وتدور كاميراتهم لإرسال أفكار معينة ورسم صورة معينة عن الأسر الخليجية والكويتية، وهم مسؤولون عنها.

نص السريع

* ماذا تطرح المسرحية؟

- طرحت المسرحية موضوعاً اجتماعياً كتب نصه المؤلف المسرحي الكبير عبدالعزيز السريع، وهو صاحب فضل علي وساندني أيضاً، والنص يتخلله كوميديا راقية، من خلال كوميديا الموقف، وتتألف المسرحية من ثلاثة فصول، وكل فصل يحتوي على مشهدين، وقد وثق السريع هذا النص في كتاب.

يطرح الكاتب السريع من خلالها حدة الصراع الحضاري بين مجتمعين مختلفين في القيم والعادات، إذ تتناول المسرحية قصة شاب كويتي يدعى "يوسف" (محمد المنصور)، ولد من أم هندية تزوجها والده "يعقوب العالي" (عبدالعزيز المسعود) في إحدى رحلاته التجارية إلى الهند عام 1940 عندما حاصرته الحرب العالمية الثانية فاضطر للمكوث هناك مع عدد من زملائه الكويتيين هناك، وفي مرة ثانية أصرت زوجته الهندية على العودة معه إلى الكويت، فرفض، لأنه كان متزوجا من أخرى (حياة الفهد) في الكويت، وفي زيارة ثالثة، بحث عنها، فلم يجدها، إذ هاجرت مع طفلهما "يوسف" إلى إنكلترا بسبب ظروف الحرب. وعندما يكبر الطفل، يبحث عن أهله، ويعود إليهم في الكويت وعمره 30 عاما. ويحاول أن يكيف نفسه مع المجتمع الجديد الذي وفد إليه بعادات ومفاهيم مختلفة، وينتاب حياته الكثير من مواقف المد والجزر، والتأقلم والرفض، والغربة في البقاء، والطمع في الهروب، إلا أنه يقع في علاقة آثمة مع "سارة" (دوري في العمل) ابنة عمه "بوعبدالله" (خالد العبيد) المخطوبة لأخيه "سالم" (منصور المنصور)، وهو لا يعلم بعلاقتها بأخيه، ووسط التفكير الملح في علاج هذه المشكلة، يبحثون عن "يوسف" فلا يجدونه، فقد هرب، لقد (ضاع الديك)، وبضياعه وعودته إلى لندن، تتكشف الفوارق بين البيئتين والتربيتين وأن العناق والتلاؤم بينهما يحتاج إلى الكثير.

* هل تتذكرين أغنية أو أهزوجة نهاية المسرحية؟

- نعم، إنها أغنية جميلة، من أداء الفنان الكبير الراحل عبدالعزيز المسعود، إذ يقول فيها: "ديكي ضاع من دوره، ضاع الديك من دوره؟ ديكي شريته بألفين، يشهد علي ملا حسين، ديكي ضاع من دوره، ضاع الديك من دوره؟ ديكي شريته بآنه، يشهد علي ملانا".

قضية اجتماعية

* ما سر نجاحها؟

- سر نجاح هذه المسرحية يعود إلى موضوعها، ولو جمعت نجوم العالم في عمل واحد ليس هادفاً ولا يحتوي قضية تهم الناس، فثق تماماً بأنه لن يكتب له النجاح. وكان الجمهور وقتذاك يحبذ هذه النوعية من الأعمال الجادة التي تطرح قضايا اجتماعية، ومسرح الخليج العربي كان معروفاً بأعماله الهادفة.

وإلى جانب النص الجيد، والرؤية الإخراجية، والإضاءة والصوت والديكور، ثمة عنصر آخر، يكمن في التعاون من أجل إظهار العمل في أحسن صورة، وتوصيل الرسالة إلى الجمهور بكل إخلاص من دون التفكير في الأمور المادية، وكان تلاحم الفنانين وخوفهم على بعضهم بعضاً، من الأسباب الرئيسة في خلود مسرحية "ضاع الديك"، وفي وقتنا الراهن قلما نجد هذا التلاحم، بعيداً عن أجواء الحسد والغيرة والحقد، وأتمنى أن تختفي من بيننا، لنعود كما كنا في السابق، والأمل معقود على الجيل الجديد.

* إذاً كان العمل من أجل الضحك فقط.

- المتفرج يترك بيته ثلاث ساعات كي يشاهد عملاً مسرحياً، يجب أن يستفيد منه، وأن يخرج بشيء جديد، حتى وإن كان عبارة عن نقطة صغيرة، فلابد أن تقدم المسرحية موضوعاً مهما وتطرحه من زوايا عديدة وبمعالجة درامية حتى يعود بالفائدة على الجمهور ويرتقي بذائقته الفنية، وليس مجرد الضحك من أجل الضحك.

«موجب» تعيدها إلى المسرح الجماهيري في العيد

لفتت الفنانة هيفاء عادل إلى نيتها الجادة بالعودة إلى الساحة الفنية من خلال عمل مسرحي جماهيري بعنوان «موجب»، الذي تجري بروفاته حالياً، وسيعرض في إجازة عيد الفطر على مسرح دار المهن الطبية في منطقة الجابرية، وبمشاركة عدد من الفنانين جيل الشباب المسرحي، من بينهم أحلام حسن، وسماح، وعبدالله الخضر، ونورا العميري، وعبدالله الرميان، وجمال الشطي، وإبراهيم الشيخلي، وحسين المهنا، وآمنة عبدالله، وغدير حسن، وإخراج محمد الحملي.

وأكّدت عادل أنها مشتاقة للوقوف مرّة أخرى فوق خشبة المسرح وأمام الجماهير، معلّلة سبب ابتعادها كلّ هذه الفترة بعدم وجود نص درامي يغريها ويدفعها للعودة ويحفّزها على مقابلة الجمهور من جديد، إضافة إلى بعض الظروف الحياتية التي أجبرتها على الغياب فترة، قبل أن تقرّر العودة وتطلّ على جمهورها من خلال عمل مسرحي يحمل في ثناياه رسالة وفي طيّاته فائدة، ويعتبر عملا فنيّا قيّما يستحقّ المشاهدة ويرجع الجماهير إلى تلك الأعمال الهادفة ذات المضمون التي غابت نوعا ما عن مسارحنا في الوقت الحالي.