أكد عدد من النواب أهمية تعديل النظام الانتخابي الحالي الى نظام افضل يحقق العدالة ويعالج السلبيات التي افرزها الصوت الواحد وأدت الى "تفاقم ظاهرة القبلية والعنصرية والاصطفاف الطائفي".

وقال النواب في تصريحات لـ "الجريدة" ان النظام الانتخابي الحالي وهو الصوت الواحد بخمس دوائر من أسوأ النظم الانتخابية التي مرت على الحياة الديمقراطية في الكويت، لذلك يجب ان يعاد النظر فيه الى نظام آخر جديد سواء وفق القوائم النسبية او الصوتين او اي نظام آخر يكون "اكثر دستورية وديمقراطية من نظام الصوت الواحد".

Ad

وأعلن النائب محمد هايف انه سيتم سحب القانون الذي قدمه واحيل الى اللجنة التشريعية عن تقسيم الدوائر الانتخابية لوجود ملاحظات عليه.

٥٠ دائرة

واعتبر النائب وليد الطبطبائي ان النظام الانتخابي المعمول به حاليا، وهو الصوت الواحد بخمس دوائر، أسوأ النظم الانتخابية التي مرت على الحياة الديمقراطية في الكويت.

وقال الطبطبائي، لـ "الجريدة": إن الطموح الذي يحدونا كنواب هو الانتقال الى العمل بالنظام الانتخابي النسبي، لافتا الى أنه إذا كان هناك إصرار على الصوت الواحد فليعد تقسيم الدوائر لتصبح 50 دائرة، وكل واحدة منها تختار نائبا واحدا، وهذا أفضل ما يمكن للتعامل مع الصوت الواحد، كما هو معمول به في بريطانيا والبحرين إذا تم التمسك به.

وأضاف: مرحليا تقدمنا بمقترحات لتعديل النظام الانتخابي ليكون خمس دوائر وبصوتين لكل ناخب، على أن يكون ذلك بمنزلة خطوة انتقالية للخروج من نظام الصوت الواحد، لافتا الى "أننا نتطلع الى النجاح بإقرار نظام الصوتين، رغم أن ذلك ليس النظام الأمثل، لكن على الأقل سيساهم في الخروج من هذه الأزمة التي نشأت بسبب الصوت الواحد".

وأشار الطبطبائي الى أن الجميع رأى كيف كانت مخرجات الصوت الواحد الذي أخرج لنا مجالس نيابية تعد الأسوأ في الحياة الديمقراطية بالبلاد.

دستوري وديمقراطي

قال النائب أسامة الشاهين: "أقف مؤيدا لتعديل النظام الانتخابي، وكنت أحد الموقعين على الطلب النيابي مع عبدالوهاب البابطين، وقدمنا هذا الطلب باستعجال قوانين تعديل النظام الانتخابي الذي وافق عليه المجلس بالإجماع".

وأضاف الشاهين، لـ "الجريدة": "منطلقاتي حول هذا الامر من جانبين، دستوري وديمقراطي، تتمثل الناحية الدستورية في رغبتي الصادقة والشديدة في الانتقال من حالة مرسوم بقانون يشوبه عوار دستوري كبير الى وضع جديد، حيث اتخذنا إجراءات مختلفة للتعبير عن رفضنا، من خلال المقاطعة أو المعارضة أو تقديم الاقتراحات بقوانين أو بالطعون التي تمت على ذلك، للخروج من حالة المرسوم إلى القانون للانتخاب، كما استلزم الدستور واستوجب ذلك".

وتابع: "أما الجانب الديمقراطي فيتمثل في الانتقال من النظام الانتخابي غير الديمقراطي، وهو الصوت الواحد، إلى أنظمة أكثر ديمقراطية، انتهاء إلى نظام القوائم النسبية، لذلك فإن تأييدي لتعديل قانون الانتخاب يأتي انطلاقا من اعتراضي على مرسوم بقانون الصوت الواحد المعمول به حاليا"، مؤكدا ان هذا النظام لا يعطي المواطن سوى 10 في المئة من القوة الانتخابية في دائرته.

وأردف: "من خلال هذين الجانبين الدستوري والديمقراطي أطمح الى تغيير نظام الانتخاب الحالي، بهدف الانتقال إلى وضع دستوري، ونظام انتخابي أكثر ديمقراطية من نظام الصوت الواحد المعيب".

واكد أن "ما حدث ويحدث يوميا، سواء في الانتخابات البلدية أو الجمعيات التعاونية أو داخل أروقة مجلس الامة، مثلما حصل في جلسة الاستجوابات الثلاثة، هو نموذج لما حذرنا منه سابقا في التأثيرات السلبية لمثل هذه النظم الانتخابية المعيبة على الوحدة الوطنية، ومساهمتها في تأجيج المظاهر القبلية او العنصرية او الطائفية التي لا تمت لصراع الافكار والأيديولوجيات والبرامج الانتخابية والانجازات بصلة".

تكافؤ الفرص

وشدد النائب علي الدقباسي على ضرورة تعديل النظام الانتخابي المتمثل في الصوت الواحد إلى ما هو أفضل من ذلك. وقال الدقباسي، في تصريح لـ "الجريدة": أنا موافق على أي تعديل لقانون الانتخاب يحقق العدالة وتكافؤ الفرص بغض النظر عن شكل هذا التعديل.

وانتقد النائب جمعان الحربش النظام الانتخابي القائم حاليا المتمثل في الصوت الواحد، مؤكدا الحاجة الماسة الى نظام انتخابي جديد يأتي بقانون لوقف المظاهر السلبية لهذا النظام.

وقال الحربش في تصريح لـ "الجريدة": كما اختلفنا مع الصوت الواحد كمرسوم ضرورة اختلفنا ايضا مع نتائجه، لافتا الى ان اي منصف في البلاد لا يمكن ان ينكر المظاهر السيئة والنتائج السلبية للنظام الانتخابي القائم حاليا المتمثل بالصوت الواحد.

وأضاف الحربش: كان ينظر الى النظام الانتخابي السابق المتمثل باربعة اصوات وخمس دوائر انتخابية بأنه لا يناسب البلاد ولا الحياة الديمقراطية ويعزز الطائفية والقلبية لكن ما رأيناه من خلال الصوت الواحد كان اشد خطورة، حيث رأينا تفاقم ظاهرة القبلية والعنصرية والاصطفاف الطائفي على اشده ليس كذلك فحسب بل ساهم ايضا في استنزاف الدولة بسبب الخدمات الكبيرة التي قدمت لهذا النظام.

وأكد الحربش انه مع تعديل قانون الانتخاب لما هو افضل، مشيرا الى "طموحنا كنواب للامة يتجه الى ما هو اكبر من جهة النظام الانتخابي وهي القوائم النسبية لكن اذا لم نستطع الوصول الى ذلك فليغير النظام الانتخابي السائد حاليا الى الصوتين بدل من الصوت الواحد".