التأليف والإخراج مشكلتان تعانيهما الدراما الرمضانية

بعض الشخصيات تتأرجح بين الإجادة والإخفاق وعدم المحافظة على سيكولوجياتها

نشر في 03-06-2018
آخر تحديث 03-06-2018 | 00:04
يراهن الكثير على السباق الدرامي الرمضاني متأبطا مشروعه الفني، ومعلناً أن مسلسله الأكثر أهمية خلال مجموعة الأعمال التي ستعرض خلال هذا الشهر، لكن سرعان ما تذهب هذه التصريحات مع الريح مع بدء عرض المسلسل، فتظهر الأخطاء ويتناقلها رواد مواقع التواصل، وتستعر المعركة بين المؤيدين والرافضين حول هذا العمل أو ذاك.
وبعيداً عن هذا الصراع الدائر، تبدو مشكلات كثيرة واضحة في العمل الفني منها الـتأليف والإخراج، إضافة إلى تواضع أداء بعض الفنانين.
ففي مجال التأليف، يلاحظ المتلقي أن ثمة أعمالا مقتبسة من أعمال أخرى تم إجراء بعض التغيرات لها لمواكبة الأجواء المحلية وإن كان الخيال فيها مبالغاً فيه. صحيح أن الخيال مطلوب في العمل الفني لكن ليس بهذا الحجم، لذلك يجب أن يعي المؤلف أو الكاتب أن ما يحدث في الأعمال التركية وغيرها، ويحقق نجاحاً لا يعني أن اقتباسه سيكفل النجاح للعمل، أما الإخراج، فيحتاج المخرج إلى خبرة كبيرة ودراية وثقافة عالية حتى يقدم أعمالاً تقترب من الكمال الفني... وفيما يلي نستعرض بعض الأعمال التي حققت صدى طيباً لدى الجمهور:
مع اقتراب الثلث الأخير من شهر رمضان، يتضح أن معظم الأعمال الدرامية التلفزيونية تعاني كثيرا من المشكلات، وفي مقدمتها الأخطاء الإخراجية، أو عدم اكتمال الرؤية الثاقبة، إضافة إلى قصور في بناء الشخصيات، أو عدم القدرة على تحديد ملامحها والتعمق في سيكولوجياتها، أو المحافظة على التوازن في ردود الفعل تجاه المواقف التي تتعرض لها، لذلك تبدو الشخصيات متأرجحة بين الإجادة والإخفاق.

هذه السلبيات يتحملها المؤلف، وهذا لا يعني أن الممثل بمنأى عن تلك السلبيات التي تطفو على السطح بشكل كبير خلال الموسم الرمضاني، لاسيما في ظل ارتفاع نسبة المشاهدة، فالممثل هو عنصر مهم جدا، لأن ثمة مسؤولية كبيرة تقع على عاتقه، فهو إحدى أهم الحلقات في العملية الفنية إن لم يكن أهمها، فإن استطاع تقديم أداء متقن سهّل مهمة المخرج، وكذلك العاملين خلف الكواليس، فماذا يفعل المخرج إن كان الأداء متواضعا، وكيف يعالج الأخطاء عقب التصوير؟

بالطبع لن يستطيع تغيير أي شيء إن لم يحدث ذلك أثناء التصوير، وهذا الأمر يتطلب مخرجا واعيا ويعمل بدقة متناهية، وبمرافقة فريق عمل من الفنيين والمخرجين المساعدين لتقديم أبهى صورة، لأن فريق العمل الفني يشكل النقطة الفاصلة في عملية اكتمال عناصر العمل الفني، لذلك يجب توافر مخرج جيد لتقديم عمل متقن بدءا من النص إلى اختيار أماكن التصوير ومتابعة الأمور الفنية الأخرى.

عودة النجوم

شهد رمضان الجاري عودة النجوم إلى شاشة تلفزيون الكويت، مستقطبا الفنان سعد الفرج وأحمد جوهر ومحمد جابر وسعاد عبدالله وحياة الفهد ومحمد المنصور وغيرهم، وشارك الفنان سعد الفرج في مسلسل «سموم - المعزّب ٢»، إلى جانب الفنان أحمد جوهر وعبدالعزيز الحداد وميس كمر ومنى شداد وغيرهم، والمسلسل من تأليف أحمد جوهر وإخراج البيلي أحمد.

وقدم فريق العمل مجموعة خطوط درامية تدور ضمن إطار تراثي يحتدم فيها الصراع بين شداد الذي يؤدي شخصيته الفنان أحمد جوهر، وبوسعدون الذي يلعب شخصيته الفنان سعد الفرج، إذ يسعى كل طرف إلى تحقيق أهدافه، فتكون الحرب الدائرة بينهما عن طريق أفراد آخرين، فسموم يوعز لبعض الأفراد بضرورة التخلص من شداد، ويساعد سموم بهذه المهمة الفنان عبدالعزيز الحداد.

ويحرص جوهر على ظهور عمله بشكل لائق، لاسيما أنه استغرق مدة طويلة في التحضير له، إذ إن الجزء الأول من العمل عرض في عام 2014، كما أن فريق العمل طرأت عليه بعض التغييرات كخروج بعض الممثلين ودخول آخرين.

وخلال هذا العمل يسلط جوهر الضوء على مجموعة قضايا مهمة، لاسيما أنه المؤلف والمنتج، فهو يتناول حقبة تاريخية من كويت الماضي قبل ظهور البترول، فيتوغل في رصد شكل العلاقات الإنسانية وطبيعة المجتمع آنذاك، ويسعى إلى ربط الحاضر بالماضي لتشكيل حلقة مستمرة تمضي نحو المستقبل، إضافة إلى جذب انتباه المشاهد عبر لغة بصرية مقنعة تشبه بساطة الفترة المتناولة في العمل، فهو بذلك يلجأ إلى التاريخ أو التراث للكشف عن الصواب، كما يركز العمل على كل مكونات المجتمع الكويتي حينئذ، سواء داخل السور أو خارجه، مقدماً مزيجاً بين الحضر والبدو ضمن توليفة درامية جميلة.

واستطاع سعد الفرج إجادة دوره، فهو الخبير بهذه النوعية من الشخصيات، وأتقن الفنان عبدالعزيز الحداد دوره في العمل، وظهر في بعض المشاهد الشخص المحرض المهرول نحو غرس الفرقة والشتات بين الأفراد من خلال بث سموم نفسه وشرورها إلى صدور الآخرين الذين يسعى إلى تحويلهم إلى أدوات في يده يحركهم كما يشاء.

مع حصة قلم

تعرّض مسلسل «مع حصة قلم» لهجوم كبير عبر مواقع التواصل، وأثار العمل الكثير من ردود الفعل السلبية تجاه أبطاله، وبالرغم من هذا الهجوم الكبير، فإن كل التعليقات تنحصر حول الألفاظ غير اللائقة كالسب والشتم في حوارات العمل، كما أن البعض وجّه التهم إلى الفنانة حياة الفهد، لأنها نجمة العمل الأولى وكذلك المنتجة، لكن هذا لا يعني أن أداءها كان سيئا، بل الهجوم توجه نحو أبطال العمل، ومنهم مشاري البلام وعبير أحمد وإلهام علي، وكذلك الأطفال في العمل الذي اعتبر البعض أن ما يجري يساهم في الهدم وليس البناء.

وفي هذا العمل قدمت حياة الفهد حكاية امرأة تنسى ما يدور حولها، لهذا السبب تحتفظ بورقة وقلم لتدوين أبرز الأمور، حيث تتوالى الأحداث في هذا الاتجاه، وتكون مطمعاً لكل الراغبين في الاستيلاء على ثروتها.

يشار إلى أن العمل من تأليف علي الدوحان وإخراج مناف عبدال.

عبرة شارع

لم يكن مسلسل «عبرة شارع» بمنأى عن الهجوم على أحداثه، لاسيما أن العمل يتناول حدثاً مهماً، إذ تعاني إحدى الفتيات حالة اغتصاب تعرضت لها، وأحدث ذلك ضجة كبيرة في مواقع التواصل بين مؤيد ومعارض لما يجري من أحداث، وفي خضم هذه الأمور تقدم الفنانة القديرة سعاد عبدالله دوراً جميلا، إضافة إلى أداء لا يقل جمالا عن شخصيتها.

وتدور أحداث العمل بين عبدالمحسن الرجل الستيني العصامي الذي استطاع بناء نفسه، بعد أن اختلست شقيقته الصغرى انتصار كل أمواله، ليبدأ من جديد مادياً، من دون أن يتخلى عنها، على عكس تصرفاتها معه كامرأة متسلطة وجاحدة، تجد لكل غلطة ألف مبرر، ولا تخاف قراراتها الطائشة، لأنها تعلم أن شقيقها الكبير سيقف إلى جانبها دائماً، المسلسل من تأليف حمد الرومي وإخراج منير الزعبي.

عطر الروح

وتخوض الفنانة هدى حسين عبر مسلسها الجديد «عطر الروح» مغامرة درامية لا تبدو سالكة بسبب الصراع النفسي الكبير الذي يخيم على العمل، فهذه النوعية من الأعمال تحتاج إلى عناية ودقة، إضافة إلى تطور الحدث وخلال الحلقات الماضية تناول العمل حكاية طبيبة نفسية يتم إيقافها عن العمل لمدة 20 عاماً، إلى أن تجد الفرصة للعودة والإشراف على علاج أحد الأشخاص من ذوي الاحتياجات الخاصة، لتتداخل خطوط العمل في متاهة من العلاقات الإنسانية المتشابكة والتغيرات الحادة التي تطرأ على حياتها وأسرتها، ضمن عوالم من الأجواء النفسية المركبة لشخصيات متنوعة.

المواجهة

ومن الأعمال المعروضة في شهر رمضان، مسلسل «المواجهة» الذي يتطرق للحب وأسراره في حياة البشر وأثره في تغيير حياتهم، ففي كل حلقة حكاية لدور الحب وأسراره الجميلة في جو رومانسي لا يخلو من الكوميديا والتراجيديا، حيث تدور الأحداث بين 4 شخصيات، هم عبدالله وليالي وصقر وأنوار، بعد أن تجمعهم قصة حب غريبة بالأحداث الدرامية المشوقة في إطار من المغامرات والمصادفات بين فلسفة الحب والانتقام والمفارقات الدرامية والصراع من أجل الحب الشريف في مواجهة ظروف ومصاعب الحياة بالمجتمع الخليجي.

يُذكر أن الفنانة شجون الهاجري تخوض الموسم الرمضاني الحالي بمسلسل «المواجهة»، بجانب نخبة من الفنانين، منهم حسين المنصور، ومحمد العلوي، ونور الغندور، وفهد باسم، وسعود بوشهري، وصابرين بورشيد، ومن تأليف محمد الكندري، وإخراج حسين الحليبي.

الخافي أعظم

ومن أبرز الأعمال في رمضان مسلسل «الخافي أعظم»، الذي تنطلق أحداثه مع مقتل التاجر الكبير محمد الراكد في الهند، تاركا ولده الصغير جاسم وزوجته الحامل التي تتوفى بعد عدة أشهر من ولادة ابنتهما نورة، بعد أن يستولي منصور وزوجته غنيمة على أموال وأملاك التاجر الكبير، ويقومان بتربية الطفلين الصغيرين إلى أن تقع المفاجأة الكبرى، وتبدأ رحلة البحث عن الحقيقة وسط أجواء من التشويق والرومانسية، حيث يتكشف عديد من الأحداث والأسرار حول رحلة محمد الراكد وأسرار حادثة مقتله هناك.

يشار إلى أن المسلسل من تأليف عبدالله سعد وإخراج أحمد المقلة، وبطولة: هيا عبدالسلام، وعلي كاكولي، وإبراهيم الحربي، وعبدالإمام عبدالله، وليلى عبدالله، ومرام البلوشي، ومحمد العجيمي، وشفيقة يوسف، والراحل عبدالله الباروني.

back to top