الكوميديا الرمضانية بين تكرار الأفكار وتردي مستوى الحوار

«خفة يد» للكبار فقط و«بلوك غشمرة» يثير أزمة... و«واحد مهم» لا جديد

نشر في 04-06-2018
آخر تحديث 04-06-2018 | 00:02
تشهد الأعمال الكوميدية تراجعاً كبيراً هذا العام مقابل مختلف ألوان الدراما، في ظل تكرار الأفكار وتردي مستوى الحوار.
تعيش الأعمال الكوميدية الرمضانية حالة من التخبط بين تكرار الأفكار وتردي مستوى الحوار وإثارة الأزمات، ولعل ما سنتطرق إليه من نماذج 3 يعبّر عن واقع أرخى بظلاله على المشهد الفني الخليجي والعربي بشكل عام، مسلسل "واحد مهم" للفنان د. طارق العلي، الذي يعرض عبر شاشة تلفزيون الكويت، ويشهد مشاركة نخبة من النجوم، رغم أنه يحمل توقيع كاتب مميز، هو ضيف الله زيد، إلا أن العمل إيقاعه بطيء، وينطوي على تكرار لأفكار سبق أن طرحها العلي في أعمال مسرحية عدة، لذلك ضاع المسلسل في زحمة دراما رمضان، مما يضع العلي أمام مسؤوليته كأحد نجوم الكوميديا بضرورة أن يعيد صياغة مشروعه الكوميدي التلفزيوني، ويبحث عن التجديد على مستوى الموضوعات.

ولا يختلف اثنان على قدرات طارق كممثل كوميدي قادر على انتزاع البسمة من الجمهور، وأيضا لا خلاف على أن العلي لديه مشروع فني يتجلى في أعماله المسرحية التي تلامس هموم ومشكلات الشارع، غير أن لكل مقام مقالا.

بينما أزعم أن مسلسل "خفة يد"، الذي يعرض عبر شاشة قناة إم بي سي مصر لا يتعدى كونه فاصلا من الاستخفاف بعقلية المشاهدين، ومن المستغرب أن يتصدر المشهد في هذا العمل فنان بإمكانات وحضور بيومي فؤاد الذي نعتبره امتدادا طبيعيا لنجوم الكوميديا بمصر، فكيف له أن يقبل المشاركة في بطولة عمل مفكك دراميا، ويعتمد في مجمله على إفيهات أغلبها ذات إيحاءات جنسية لا تتسق وعادات وتقاليد هذا الشهر الفضيل، بل ولا ترقى لتداولها في عمل من المفترض أنه يعرض عبر شاشة متاحة ويدخل جميع المنازل من دون استئذان؟

ولعل صدمتي الكبرى في بيومي سببها لقاء سابق معه أكد خلاله أنه قد يغيب عن موسم رمضان، لأنه يفكر جديا في انتقاء عمل يناسب ما حققه من نجاحات خلال السنوات السابقة، فهل لم يجد فؤاد سوى "خفة يد"!

منذ الحلقة الأولى لجأ صناع المسلسل إلى وضع إشارة +12 على التتر في موقف غريب على دراما تلفزيونية مفترض أنها تحاكي جميع أفراد الأسرة، فقد اعتدنا على هذه التصنيفات في دور العرض السينمائية، أما أن تصبح موضة في الأعمال الدرامية وذريعة ليتضمن المحتوى تجاوزات أخلاقية وتلميحات جنسية وتجاوزات تتعارض وعادات وتقاليد المجتمعات العربية والإسلامية، فإننا بذلك نعبر بالدراما إلى منطقة أخرى تتجرد فيها من جميع مسؤولياتها الاجتماعية.

العمل تدور قصته في إطار كوميدي، حول أحد ضباط الشرطة (بيومي فؤاد)، الذي يتولى مهمة المطاردة والقبض على محتالين، وقد تمر حلقة كاملة ولا تشاهد خلالها سوى أربعة أو خمسة مشاهد أغلبها مجانية، وأحداثها تفتقد لأبسط قواعد المنطق، فنجد أنفسنا أمام بيومي فؤاد الموهوب بالفطرة، والذي بدا واضحا أنه أكبر من هذا العمل يستعرض إمكاناته كممثل بين مجموعة من الشباب أفضلهم من حيث الأداء محمد ثروت في شخصية كريم، بينما محمد سلام صاحب شخصية بلال، والذي يفترض أنه ند لضابط الشرطة، فلا علاقة له بالكوميديا، ولا أجدا سبب في اختياره لهذه الشخصية أو اختيارهم له ليقدمها، وأزعم أن آيتن عامر لم تأت بجديد في هذا الدور لفتاة ضمن عصابة تقع في غرام بلال.

«بلوك غشمرة» يفتح باب الجدل

بدأ مسلسل "بلوك غشمرة" واعدا من خلال فواصل كوميدية تنطوي على تقليد شخصيات عامة نالت استحسان الجمهور، لما يشكله من حالة كوميدية أتاحت الفرصة أمام عديد من المواهب الواعدة لتقدم نفسها ولفنانين آخرين أن يكشفوا عن جوانب أخرى من شخصياتهم الفنية.

لكن صناع "بلوك" جانبهم الصواب في الحلقة التي شهدت تهكما على اللهجة السودانية، حيث فتحت الحلقة الباب أمام جدل نتمنى أن يتوقف في القريب العاجل، خصوصا بعد الفيديو الذي نشره أحد الفنانين السودانيين الشباب، وتضمن تجاوزات بحق الفنان حسن البلام والفن الكويتي، بل والكويت بشكل عام، وبعيدا عن الانزلاق في أتون الفتنة، نتمنى أن يدرك القائمون على الفن أنه القوة الناعمة التي تعزز وتوطد أواصر المحبة بين الشعوب، ونتطلع ألا يتحول إلى معول هدم وتفرقة.

تشهد الأعمال الكوميدية تراجعاً كبيراً هذا العام مقابل مختلف ألوان الدراما، في ظل تكرار الأفكار وتردي مستوى الحوار.
back to top