تقف نيكاراغوا على حافة حرب أهلية مع تصاعد الأزمة في هذا البلد، الذي يشهد تظاهرات قوية مطالبة بتنحي الرئيس دانيال أورتيغا (72 عاماً)، المقاتل السانديني السابق، الذي يتولى الحكم منذ 10 سنوات، والمتهم باحتكار السلطة.

وقتل أكثر من 100 شخص في جميع أنحاء البلاد، منذ موجة التظاهرات التي بدأت في 18 أبريل الماضي، جراء إصلاح لنظام التقاعد، تم التراجع عنه في وقت لاحق، لكنه تحول بسرعة إلى حركة احتجاج شاملة مطالبة باستقالة أورتيغا.

Ad

وأسفر تواصل أعمال العنف، أمس الأول، عن سقوط 6 قتلى بينهم فتى، ومواطن أميركي "48 عاماً"، وعدد كبير من الجرحى واعتقالات وأضرار مادية في مدينة مسايا، التي تحولت إلى ساحة معركة منذ ساعات الصباح الأولى، عندما حاولت قوات الأمن بمساعدة من مجموعات من مدنيين جندتهم السلطة الساندينية في ميليشيات، إخلاء شوارع المدينة التي تبعد 30 كلم جنوب شرق ماناغوا، وتعد واحدة من أكبر مدن البلاد ويبلغ عدد سكانها 100 الف نسمة.

وقال أحد المحتجين، إن المتظاهرين صدوا "هجوماً ترافق مع إطلاق نار على المتاريس" التي أقامها المحتجون في حديقة سان ميغيل، مستخدمين مدافع هاون محلية الصنع، في حين حذر السكان من وجود عدد كبير من القناصة.

وتحدثت الشرطة عن توقيف 11 شخصاً ونددت بـ"أعمال إرهابية" واستخدام أسلحة نارية ومدافع هاون متهمة المتظاهرين بإحراق سوق المدينة.

في المقابل، اتهم أحد المتظاهرين وحدات مكافحة الشغب بإحراق السوق، موضحاً أن الناس "نظموا أنفسهم في الأحياء لحماية شوارعهم".

وبعد هجومين شنتهما "مجموعات الصدم" الموالية للسلطة، نظم الناس صفوفهم لتأمين الدفاع عن أنفسهم، عبر إقامة متاريس لإعاقة تحركات هذه المجموعات، ودق نواقيس الخطر بأجراس الكنائس للفت الأنظار على هجوم.

وأقفل عدد كبير من المتاجر والمصارف ابتداء من الجمعة، في أعقاب عمليات سلب ونهب حصلت ليل الخميس ـ الجمعة.

ووقعت حوادث أيضاً أمس الأول، في بلدتين مجاورتين هما كونسيبسيون وديريا، حيث أحرقت قاعة البلدية والمدرسة، وكذلك ثلاث سيارات للحزب السانديني الحاكم، كما ذكرت الشرطة، التي حملت "اليمين" المسؤولية عن أعمال النهب والسلب هذه.