أظهرت أكبر دراسة أجريت حتى اليوم نشرت نتائجها في الولايات المتحدة، أن العلاجات الجديدة التي تستهدف الورم السرطاني وفقاً لخريطته الجينية وليس لفئته العامة، تُحسِّن بشكل كبير فرصة البقاء على قيد الحياة مقارنة بالعلاجات التقليدية.

فكل سرطانات الثدي والكبد وغيرها ليست متشابهة. ومنذ سنوات يكثف الباحثون الجهود لفك الرموز الجينية للأورام السرطانية، لاسيما تلك المقاومة للعلاجات التقليدية لإيجاد التحولات الجينية لدى مريض معين وتكييف العلاج الذي سيعطى له.

Ad

وتعتبر هذه العلاجات الهدّافة واعدة جداً، لكن كان ينبغي أن تثبت فعاليتها بالأرقام، وهذا ما باشره فريق من الباحثين بولاية تكساس الأميركية في عام 2007 مع دراسة بعنوان "إمباكت".

واستعان الباحثون بـ3743 مريضاً يتلقون العلاج في مركز "ام دي اندرسن" لمكافحة السرطان في تكساس بين عامي 2007 و2013.

وأوضحت كاثرين ديفينباخ عالمة الأورام السرطانية في مركز لانغون بجامعة نيويورك خلال مؤتمر صحافي الليلة قبل الماضية: "أنها أول وأوسع دراسة تظهر أن العلاجات المكيفة بحسب التحولات الجينية للأورام السرطانية لدى مرضى في مراحل متقدمة تُحسِّن فرص البقاء على قيد الحياة".

وجاء كلام ديفينباخ تعليقاً على نتائج الدراسة، التي لم تشارك فيها، وعرضت في اليوم الثاني من المؤتمر السنوي الكبير حول السرطان الذي يعقد في شيكاغو.

وذكرت أنه "قبل الطب الهداف كان المرضى يعالجون وفقاً لنوع السرطان الذي يصابون به. لكن مريضة مصابة بسرطان الثدي قد تكون لديها خلايا شبيهة جينياً أكثر بخلايا سرطان الرئة مقارنة بنوع آخر من سرطان الثدي".

وأضافت "إن اكتفينا بمعالجة السرطان وفقاً لموقعه في الجسم فإننا نهمل هذه الاختلافات الجينية"، مؤكدة أن "هذه الطريقة لتحديد البطاقة الجينية للأورام (..) تشكل المستقبل".

إلا أن وضع الخريطة الجينية لهذه الأورام ليس بالعلاج السحري. فقد زادت العلاجات الهدافة بشكل وسطي فرص المرضى في البقاء على قيد الحياة.