كان عز الدين يعرف قيمة فاتن حمامة، وهي تحمست لفيلم «بين الأطلال.. اذكريني»، فضلاً عن سعادتها ببقية فريق العمل، من عماد حمدي الذي اعتادت العمل معه في كثير من أفلامها، إلى حسين رياض، وفؤاد المهندس، وروحية خالد، وصلاح نظمي، وصولاً إلى سميحة أيوب. لكنها رغم هذه السعادة، اصطدمت مع عز الدين منذ اليوم الأول للتصوير:

* ماينفعش يا عز... ده كتير أوي.

Ad

= هو إيه اللي ماينفعش وكتير؟

* الرومانسية في الفيلم كتير أوي... كتير أكتر من اللازم.

= ودي حاجة وحشة ماتعجبكيش؟

* مش مسألة تعجبني ولا لأ. بس كتير زيادة عن اللزوم. المسالة دي تعجبني أوي وتخليني أبكي. لما تكون رواية في كتاب. لكن جمهور السينما حاجة تانية

= إيه يا مدام فاتن. متهيألي أني بفهم سينما كويس وأقدر أعرف الجمهور برضه بيحب إيه ومايحبش إيه.

* أنا باقول رأيي مش أكتر. وده من حقي أنا مش بغبغان.

= العفو ماحدش قال كده. بالتأكيد من حقك تقولي رأيك ويحترم جداً ونتناقش سوا ونعمل كل اللي يرضيك كنجمة كبيرة. بس الكلام ده وأحنا في البروفات. لكن بمجرد الكاميرا ما تدور اعتقد أن مش من حق أي حد يقول رأيه غير المخرج. بغض النظر عن المخرج ده مين... عز الدين أو غيره.

رغم عدم اقتناع فاتن بالكثير من الجمل الحوارية والمشاهد التي رأت أن ثمة مبالغة فيها، في وقت أصبحت الحياة حولها عملية بشكل كبير، فإنها لم يكن أمامها سوى الامتثال بشكل كامل لرأي عز الدين، الذي لم يكن لديه مشكلة في أن يعيد المشهد مرات عدة لأن فاتن لم تنطق بالحوار كما هو مكتوب تماماً، وبالحرف، أو لم تبك كما ينبغي، في مشهد يستلزم بكاء حاراً. بل إنه ظل ثمانية أيام متتالية يصور في مشهد واحد صامت من دون حوار بين فاتن وعماد حمدي، أثناء غروب الشمس. وكلما اختلفت حركة فاتن أو عماد عما رسمها لهما عز الدين، أعاد المشهد، وقبل أن يبدأ في تصويره، تكون الشمس قد غربت.

انتهى تصوير الفيلم، رغم عدم رضا فاتن عن كثير من مشاهده، غير أنها فوجئت بما لم تتوقعه. ما إن عرض حتى تهافت الجمهور على حضوره بشكل غير مسبوق، لدرجة أن أصحاب الصالات كانوا يضطرون إلى وضع مقاعد إضافية في ممرات الصالة، بعد اكتمال مقاعد الدار. وفي غالبية الحفلات، كانت دور العرض تضطر إلى إعادة ثمن التذاكر للجمهور، لعدم وجود مقاعد.

آنذاك، كان استمرار عرض أي فيلم أربعة أسابيع مؤشرا على نجاحه الكبير، واستمر عرض «بين الأطلال» ثمانية أسابيع متواصلة.

رواية العميد

كانت فاتن لا تزال تعيش أصداء نجاح «بين الأطلال» عندما فوجئت بالمخرج هنري بركات، يطلبها للقيام ببطولة فيلم سينمائي من إخراجه وإنتاجه، مأخوذ عن رواية لعميد الأدب العربي الدكتور طه حسين بعنوان «دعاء الكروان»، كتب له الحوار يوسف جوهر، وشارك معه بركات في السيناريو.

كادت فاتن تطير فرحاً، بمجرد أن عرض عليها بركات الفيلم، خصوصاً أنها سبق وقرأت الرواية أكثر من مرة. غير أنها قبل أن تقرأ سيناريو الفيلم وتبدأ التصوير، فوجئت بالمخرج هنري بركات يخبرها بأن الدكتور طه حسين يريد أن يقابلها، لأنه يريد أن يتحدث إلى الممثلة التي ستؤدي شخصية «آمنة» التي يروي أحداث الرواية على لسانها، بغض النظر عن كون هذه الممثلة هي فاتن حمامة، سيدة الشاشة العربية. فلم يكن أمامها سوى أن ترحب بالدعوة، وتتوجه إلى اللقاء في التاسعة من صباح اليوم التالي، والسعادة تغمرها:

= بالتأكيد أعرفك جيداً. فأنت واحدة من أشهر ممثلات الشرق... إن لم تكوني أشهرهن على الإطلاق.

* دي شهادة اعتز بيها وشرف كبير ليا إن حضرتك تكون متابعني.

= وهل قرأت الرواية يا مدام فاتن؟

* طبعاً... طبعاً يا دكتور. قريتها أكتر من مرة وكنت أتمنى أسمع من حضرتك أكتر عنها.

= قبل أن تسمعي مني سيكون من دواعي سروري أن أسمع منك رأيك في الرواية أولا. وفي شخصية آمنة ثانياً.

* طبعا «دعاء الكروان» من أعظم الأعمال الأدبية اللي قريتها في حياتي... اللي بتأكد أن غياب الوعي والجهل بالإضافة إلى الفقر سبب تخلف كتير من البيئات، وتحديداً بعض بيئات الصعيد والبدو... واللي بيأكد ده أنه لما أتيحت الفرصة لآمنة أنها تنفض عنها الكتير من غبار التخلف والجهل قدرت تفهم ويكون عندها وعي... ومن نتيجة ده أنها غفرت للراجل اللي كان السبب في تحطيم حياتها وكمان احبته.

= يبدو أنك قرأت الرواية قراءة متعجلة.

* أنا قريتها تلات مرات.

= وهل فهمت دور آمنة جيدا؟

* فهمته كويس أكيد.

لم يرد طه حسين على فاتن. بل اكتفى بابتسامة صغيرة، وهز رأسه بالإيجاب، غير أن رد فعله الساخر لم يكن خافياً على فاتن، وإشارته الواضحة إلى أنها لم تفهم «دعاء الكروان» ودور «آمنة»، ورحلته داخل النفس البشرية ومراحل تطورها، واكتسابها الخبرات والتجارب، في مجتمع جاهل لا يرى في المرأة سوى أنها عورة لا بد من حجبها عن العالم.

اعتبرت فاتن أن هذه الابتسامة أنهت اللقاء، ولم يعد هناك ما يقال. وما إن خرجت من مكتب طه حسين ووصلت إلى بيتها، حتى انفجرت باكية، وبادرت بالاتصال بالمخرج هنري بركات، وبادرته منفعلة:

* انت كنت باعتني عند طه حسين علشان يهزئني.

= إيه بس اللي حصل.. هدي نفسك.

* أهدي نفسي إيه؟ أنا أتبهدل البهدلة دي؟

إصرار وتحدٍّ

قررت فاتن حمامة أن تعتذر عن عدم تصوير الفيلم، غير أنها ما إن وقعت عيناها على الرواية بجوار السرير، حتى نظرت إليها طويلاً، ثم أمسكت بها وراحت تقرأها مجدداً. وما إن انتهت من قراءتها في الصباح، حتى كانت عدلت عن رأيها، بل أصبحت أكثر تصميماً على تقديمها، وقررت بينها وبين نفسها أن تتحدى تلك النظرة السطحية التي لمستها من رد فعل طه حسين تجاه فهمها الرواية.

استقر هنري بركات على فريق العمل الذي سيشارك فاتن بطولة الفيلم، فاختار لدور شقيقتها هنادي «زهرة العلا»، ووالدتها أمينة رزق، والخال عبد العليم خطاب، ويشاركها البطولة في دور المهندس أحمد مظهر، وقرر أن يسند دور «زنوبة» إلى الفنانة الكبيرة فاطمة رشدي، وبادر بالاتصال بها:

- مين اللي هايعمل دور آمنة؟

= فاتن حمامة.

- آه. البنت اللي طالعين بيها القلعة دي. عموما أنا موافقة بس بشرط.

= انت تؤمري... شرط إيه؟

- اسمي يتكتب قبل اسم فاتن حمامة.

اشترطت فاطمة رشدي لمشاركتها في فيلم «دعاء الكروان» في دور «زنوبة» أن يكتب اسمها قبل اسم فاتن حمامة، فأكد لها المخرج هنري بركات بأنه لا يجوز باعتبار أن فاتن هي بطلة الفيلم. ورغم عدم اقتناعه بكلامها، فإنه وعدها بأن يرد عليها.

أبلغ بركات فاتن بشرط فاطمة رشدي، من باب إعلامها بما تمّ فحسب، وهو يعلم جيداً أن ذلك لن يحدث، غير أنه فوجئ بأن فاتن حمامة تعلن موافقتها على الشرط، بل وترحب بوجود هذه الفنانة الكبيرة معها في الفيلم. فلم يكن أمامه سوى الموافقة. وقبل أن يبلغ فاطمة رشدي بالموافقة على شرطها، أخبره موزع الفيلم باستحالة أن يحدث ذلك، لأنه اتفق على التوزيع الخارجي للفيلم باسم فاتن حمامة لا فاطمة رشدي، وأن الفيلم لن يُباع خارجياً إذا وضع اسمها قبل اسم فاتن، فلم يجد مخرج الفيلم ومنتجه بركات، إلا ضرورة الاستعانة بالفنانة ميمي شكيب.

بدأ تصوير الفيلم في منطقة صحراوية تبتعد عن مدينة الفيوم أكثر من خمسين كيلومتراً، بالقرب من بعض مخيمات «البدو» الذين اقتربت منهم فاتن كثيراً، وراحت تدرس عاداتهم وتقاليدهم وأسلوب حياتهم، من مأكل ومشرب وضحك وبكاء. كذلك استعان المخرج بمصحح لهجات من البدو، والذي اصطحبهم أيضاً إلى الاستوديو بعد التصوير الخارجي.

بعد انتهاء التصوير، وفي ليلة العرض الأول للفيلم، لم تشأ فاتن حمامة الحضور، خصوصاً عندما علمت بحضور الدكتور طه حسين، غير أن هنري بركات أصر على ذلك.

في ظلام الدار، جلست فاتن وإلى يمينها الدكتور طه حسين وقرينته، فيما جلس على يسارها أحمد مظهر وزهرة العلا والمخرج هنري بركات، ليبدأ عرض الفيلم، وراحت فاتن تحبس أنفاسها، ليس خشية رد فعل الجمهور، فلم يكن يهمها الآن، بقدر ما يهمها رأي صاحب الرواية، الذي سبق واتهمها بأنها لم تستطع فهمها، رغم قراءتها أكثر من مرة. وكانت كلما مرت دقائق، تستدير ببطء تجاه حسين، علها تقرأ على ملامح وجهه رد فعله تجاه ما يسمعه، لتجد أن زوجته «سوزان» تهمس في أذنه من حين إلى آخر، وتعبيرات وجهه ثابتة لا تتغير، ولا يبدي أي رد فعل، حتى انتهى عرض الفيلم، ووقف الحاضرون يردون تحية الجمهور، الذي صفق طويلاً، وهتف باسم طه حسين وفاتن حمامة، وما إن جلس الجميع في استراحة دار العرض، حتى بادر الدكتور طه قائلاً لفاتن:

= عندما جلست معك في المرة الأولى شعرت بأنني أمام ممثلة بارعة تتقن أدوارها فقط... لكن ما لمسته وسمعته اليوم من خلال الفيلم يؤكد أن بداخلك فنانة كبيرة، تدخل إلى أغوار الشخصية بحس فريد، وتلمس عمقها الفلسفي بدقة. لقد قدمت شخصية آمنة كما صورها لي خيالي تماماً وأنا أكتب القصة.

* أنا مش عارف أرد أقول إيه قدام كلام حضرتك ده... اللي باعتبره أكبر جايزة حصلت عليها في حياتي.

عادت فاتن حمامة إلى بيتها، وهي في حالة من السعادة والنشوة، غير أن كلمات طه حسين، لم تكن هي الجائزة فقط التي نالتها عن الدور، إذ ضاعف من سعادتها ونشوتها تكريم الرئيس جمال عبد الناصر لها ومنحها جائزة التمثيل الأولى، لتفاجأ بعدها بالمخرج هنري بركات يخبرها باختيار الفيلم للعرض في المسابقة الرسمية لمهرجان «برلين السينمائي الدولي».

سوء حظ

في «برلين» استقبل الجمهور فاتن استقبالاً حاراً، وصفق لها الجمهور طويلاً، وكانت المفاجأة ترشيح الفيلم لأكثر من جائزة، من بينها أفضل إخراج لهنري بركات، وأفضل ممثلة لفاتن حمامة، وكادت الترشيحات تتحوّل إلى فوز لولا أن احتج بعض النقاد على قتل «هنادي» التي جسدت دورها زهرة العلا، لأنها أحبت، ولماذا يكون القتل مصير من تحب؟ متجاهلين عادات وتقاليد المجتمع العربي، وخصوصية مجتمع «البدو». وأصر النقاد على موقفهم، ما كان سبباً في ضياع جوائز الفيلم، غير أن فاتن حمامة نالت تكريماً خاصاً على دورها.

عقب الانتهاء من «دعاء الكروان» وقبل سفرهما إلى برلين، كان المخرج هنري بركات وفاتن تعاقدا مع المنتج حلمي رفلة على «ارحم حبي». عندما عادا بدآ بتنفيذه فوراً، فاتن، كعادتها، قرأت السيناريو مرات عدة قبل التصوير، وطالبت ببعض التعديلات، وهو ما تحقق فعلاً في السيناريو الذي شارك في كتابته هنري بركات مع كل من سيف الدين شوكت، وعلي الزرقاني، وبدأت التصوير إلى جانب كل عماد حمدي وشادية وكمال الشناوي. غير أنها بعد أربعة أيام من التصوير، وجدت أن دورها قُلِّص بشكل مبالغ فيه، فما كان منها إلا أن تركت التصوير عائدة إلى بيتها!

ارتبك المخرج هنري بركات والمنتج حلمي رفلة، ولم يعرفا سبب هذا التصرف الذي قامت به فاتن، للمرة الأولى في تاريخها السينمائي، فسارعا إلى بيتها، وما إن نطق هنري بركات، حتى بادرته قائلة:

* اعتقد يا أستاذ بركات أنت مترضاش أني أعمل دور كومبارس ولا سنيدة في فيلم بعد العمر ده كله في السينما.

= مين قال كده؟ الفيلم بطولتك واسمك اول اسم.

* مش حكاية أول ولا آخر اسم. لكن طبيعة الدور بقت كده.

= كومبارس إزاي يا أستاذة وانت أجرك سبع تلاف جنيه... مش أعلى أجر في الفيلم... ده أعلى أجر في الوطن العربي كله. وطلبتِ تعديلات وعملناها وبدأنا نصور... إيه اللي حصل؟

* اللي حصل أني لقيتك هاتبقى مظلوماً في الصفقة دي. دفعت سبع تلاف جنيه لبطلة وجودها مش هايفيدك في الفيلم لأن الحقيقة أن البطولة الحقيقية في الفيلم ده لعماد حمدي وشادية. وأنا دوري مكمل... يعني ممكن أية ممثلة تانية تعمله

= أيو بس احنا...

* احنا لسه يا دوب صورنا كام مشهد مش هايخسروك... وأنا هارجعلك العربون. وألحق شوف ممثلة تانية بسرعة.

لم يصدق حلمي رفلة أو بركات ما فعلته فاتن، غير أنهما اقتنعا بكلامها، وخرج رفلة من بيتها ليتصل بالفنانة مريم فخر الدين علّها تشارك في الفيلم، فوافقت وانضمت فوراً إلى طاقم العمل، لتؤدي دور «نادية» الذي كانت ستقوم به فاتن.

الثلاثي الفني

وصلت فاتن إلى مرحلة من النضج الفني والفكري تؤهلها للحكم على أي عمل فني يعرض عليها، ما جعلها تختار ما يضيف إليها ويصنع تاريخها الفني، حتى لو كان عملاً واحدا سنوياً، أو كل سنتين، وهو ما صرحت به للمقربين إليها من مخرجين ومنتجين. وتوقعت أن يعرض أي منهم عليها ما يتناسب ورؤيتها الفنية، غير أنها فوجئت بما عرضه عليها زوجها السابق، المخرج عز الدين ذو الفقار، الذي كان يؤكد كل يوم أنه فنان حقيقي، يسمو بأفكاره الفنية، فوق الخلافات الإنسانية.

اقتبس عز الدين ذو الفقار قصة «آنا كارنينا» للكاتب والمفكر الروسي ليو تولستوي، وكتب لها معالجة سينمائية وسيناريو وحواراً بالمشاركة مع يوسف عيسى باسم «نهر الحب»، مع بعض التغيرات التي تناسب المجتمع العربي.

تدور أحداث الفيلم حول «نوال»، الفتاة التي تعتد بنفسها لدرجة أنها لا تخشى أن تقف لتجادل «طاهر باشا»، صاحب العزبة التي تقف فيها، ليكتشف أنها شقيقة «ممدوح» الذي يعمل محامياً في دائرة الباشا، فيقرر أن يرتبط بهذه الفتاة التي لم تخش مجادلته بندية. وينتهز الباشا الفرصة حين يعلم أن شقيقها اختلس جزءاً من عهدته، ليخيره بين الموافقة على زواج شقيقته أو إبلاغ النيابة. عندئذ، تقرِّر «نوال» التضحية بنفسها والموافقة على الزواج من طاهر إنقاذا لشقيقها. غير أنها تعيش معه حياة تعيسة إلى أن تلتقي الضابط «خالد» وصديقه الرسام «وصفي» في القطار، فيقع «خالد» في حب «نوال»، من دون أن يعلم من هي، وتبادله الحب.

يكتشف الزوج خيانتها، ويترك لها «الحبل» ليلتف حول رقبتها وتقدم له بيديها دليل خيانتها. وكي يتوافر مبرر للخيانة ليقبلها المجتمع العربي، بالغ عز الدين ذو الفقار في قسوة الزوج «طاهر» وجبروته وحبه ذاته ومكانته السياسية والاجتماعية، أكثر من حبه زوجته وابنه.

اقترح عز الدين أن تؤدي فاتن حمامة دور «نوال» في «نهر الحب» ورحب المنتج حلمي رفله بذلك، ثم رشّح بقية الأبطال: زكي رستم في دور «طاهر باشا»، وعمر الحريري «ممدوح»، وزهرة العلا «صفية» زوجته، وفؤاد المهندس «وصفي» صديق «خالد».

كان المنتج حلمي رفلة اقترح أن يجسد الفنان شكري سرحان دور «خالد»، إلا أن عز الدين ذو الفقار فاجأه وفاجأ الجميع باختياره عمر الشريف، خصوصاً أنه أبدى رأيه فيه خلال أحد حواراته الصحافية واصفاً إياه بأنه: «شاب أمامه طريق طويل شاق لنقول إنه ممثل».

لم يكن عمر الشريف يتصور أنه سيتعامل يوماً مع عز الدين ذو الفقار كمخرج، غير أنه اكتشف أنه أحد أفضل المخرجين الذين تعامل معهم، خصوصاً أنه حرص طوال الوقت على إظهار قدراته كممثل، كذلك حرص على المبالغة في إظهار صورة «طاهر باشا» بشكل سيئ، كي لا يكره الجمهور البطلين. ولكن ذلك لم يفلح إلى حد ما مع المشاهدين، الذين كان لهم رأي يختلف مع النقاد في الفيلم. فرغم أنه حقق إيرادات جيدة، فإن الجمهور كان يخرج من دار العرض ساخطاً على «قصة الحب غير الشرعية». من ثم، اتخذت فاتن قراراً لم تفكر فيه سابقاً!

البقية في الحلقة المقبلة