تتعدد الإجراءات التي يمكن اللجوء إليها لمعالجة تضخم البروستات الحميد، من بينها علاج جديد نسبياً يستعمل البخار لتقليص حجم البروستات وتخفيف الأعراض. تبيّن أن هذا العلاج يتخلّص بفاعلية من فائض نسيج البروستات ويتراجع احتمال أن يسبب آثاراً جانبية.يشير تضخم البروستات الحميد إلى زيادة حجم غدة البروستات من دون أن ترتبط المشكلة بالسرطان. إنها حالة شائعة لدى الرجال مع التقدم في السن. تقع غدة البروستات تحت المثانة ويمرّ الأنبوب الذي ينقل البول من المثانة، أي الإحليل، في وسط البروستات.
قد يسبب تضخم البروستات الحميد في مراحله الأولى بعض الأعراض، إذا وُجدت. لكن تؤدي زيادة حجم البروستات مع مرور الوقت إلى إعاقة تدفق البول عبر الإحليل وتنشأ مشاكل نتيجة هذا الوضع.
التحكم بالأعراض
تتعدد أعراض تضخم البروستات الحميد الشائعة، من بينها الحاجة المتكررة والمُلحّة إلى التبول، وصعوبة البدء بالتبول، وضعف تدفق البول أو التبول المتقطع، وزيادة وتيرة التبول ليلاً أو العجز عن تفريغ المثانة بالكامل. يركّز علاج تضخم البروستات الحميد على التحكم بالأعراض، لذا من الشائع أن يؤخر المرضى العلاج حتى ظهورها. قد تكون الأدوية فاعلة لمعالجة أي تضخم خفيف أو معتدل في البروستات. لكن إذا زادت حدة الأعراض أو إذا لم يكن الدواء كافياً للتحكم بها، يمكن اللجوء إلى الجراحة.جراحة
تتعدد الإجراءات القادرة على معالجة تضخم البروستات الحميد. يقضي معظمها باستئصال فائض نسيج البروستات أو القضاء عليه. يستعمل بعض العلاجات مثلاً أجهزة الليزر أو حلقة كهربائية لحرق البروستات من الداخل إلى الخارج. اليوم يمكن اللجوء أيضاً إلى علاج المياه الحملية الذي يستعمل البخار لتصغير البروستات.يُستعمل العلاج بالبخار لاستهداف تضخم البروستات الحميد خلال جراحة تقتصر على أقل من 15 دقيقة ولا تتطلب المبيت في المستشفى. خلال العلاج، يتم إدخال إبرة رفيعة في الإحليل قبل تثبيتها داخل غدة البروستات. خلال تسع ثوانٍ، تنتج الإبرة كتلة من البخار داخل البروستات يبلغ عرضها نحو 2 سنتم. يقضي البخار على كل نسيج يلمسه، ما يسمح بالتخلص من فائض نسيج البروستات الذي يكون مسؤولاً عن أعراض تضخم البروستات الحميد.تتوقف الآثار الجانبية المحتملة لعلاج البروستات على نوع العملية المنتقاة. عموماً، قد تشمل مضاعفات العلاج التقليدي التهاب المسالك البولية والنزف وتدفق الحيوانات المنوية باتجاه معاكس نحو المثانة بدل خروجها من العضو الذكري خلال القذف، وضعف الانتصاب، وفي حالات نادرة فقدان السيطرة على المثانة وتجدّد نمو البروستات مع مرور الوقت.يظهر عدد من تلك الآثار الجانبية لأن العلاج يسبب ضرراً في الأعصاب المحيطة بغدة البروستات. عند استعمال العلاج بالبخار، يكون خطر التعرض لتلك المضاعفات ضئيلاً لأن الحرارة التي يبثها العلاج لا تصل إلى الأعصاب، ما يعني أنها تبقى سليمة. مع ذلك، يمكن أن يصاب المريض بالتهابات. خلال فترة معينة بعد العلاج، قد تتفاقم مشاكل التبول مؤقتاً. لكن لا يدوم هذا الأثر الجانبي في معظم الحالات.يُعتبر العلاج بالبخار جديداً نسبياً لذا لم يحصل العلماء بعد على بيانات طويلة الأمد عن نسبة نجاحه. لكن خلال السنوات الثلاث التي استُعمل فيها هذا العلاج على نطاق واسع، أثبتت الدراسات أن الرجال الذين يتلقون العلاج بالبخار يسجلون تراجعاً أو غياباً تاماً لأعراض تضخم البروستات الحميد في 90 أو 59% من الحالات.* د. توبياس كوهلر