• ماذا عن النقلة النوعية لمسرح الخليج في «حفلة على الخازوق»؟
- تعد هذه المسرحية من أهم المسرحيات التي قدمتها فرقة مسرح الخليج العربي والناجحة على الصعيدين الفني والجماهيري، في المرحلة الثالثة من تاريخها التي تمثلت في تقديم الأعمال العربية لكتاب عرب، وتعد قمة الإنتاج المسرحي ومرحلة شديدة التقدم، تاركة الأثر والانطباع الجميلين لدى الجمهور، سواء لدى المتفرج الكويتي أو العربي.وجاءت بعد نجاح تجربة رائعة هي «علي جناح التبريزي وتابعه قفه» للمؤلف المصري الكبير الراحل ألفريد فرج وإخراج المبدع الراحل صقر الرشود وهي للمسرح الأهلي، وهو منتخب من الفرق الأهلية الأربع (الخليج والشعبي والعربي والكويتي)، وقد حظيت بإعجاب الجمهور والنقاد في مهرجان دمشق المسرحي، وكانت بصمة مسرحية كويتية في الحركة المسرحية العربية.أما «حفلة على الخازوق» فهي من تأليف الكاتب المسرحي الكبير الراحل محفوظ عبدالرحمن، وإخراج صقر الرشود، وصاغ كلمات الأغنيات محمد الفايز والألحان لعبدالرؤوف إسماعيل.الطابع الكويتي
• متى وأين عُرضت «حفلة على الخازوق»؟
- عُرضت على مسرح كيفان في 11 ديسمبر 1975، واستمر عرضها لمدة 22 يوماً. وعُرضت كذلك على مسرح سيد درويش بالقاهرة في الأول من مارس 1977 ولمدة 3 أيام، وتم تغيير الأغنيات في كلماتها وألحانها، لتأخذ هذه المرة الطابع الكويتي. كما عُرضت المسرحية في مهرجان دمشق المسرحي في دروته السابعة مايو 1977.وشاركت فيها مجموعة كبيرة من النجوم، هي: محمد المنصور، وسعاد عبدالله، وسليمان الياسين، ومحمد المنيع، وإبراهيم الصلال، ومبارك سويد، وعبدالله الحبيل، وأحمد الضرمان، وخالد العبيد، وصقر الرشود، ومنصور المنصور، وحسين المنصور، وحميد السلمان، وعبدالله الخراز.مؤامرات ودسائس
• هل نص المسرحية مقتبس؟
- المسرحية مستوحاة من روح حكايات ألف ليلة وليلة، إذ يحكى أنه في زمان ما، كان هناك حاكم اختار مساعدين له من الرجال غير ذوي الكفاءة (مدير السجن، المحتسب، وزير) بأعمال السلب والقسوة والظلم للمحافظة على مناصبهم، فبدأوا بتلفيق التهم للأبرياء وزجوا بهم بالسجون، وشكلوا مراكز قوى خطيرة داخل الدولة، والسلطان على غير علم بما يدور حوله. المسرحية توضح الواقع الحقيقي الذي تعانيه بعض الأنظمة العربية من فساد يمارسه الأشخاص الذين يختارهم الحاكم كمساعدين له، وهم غير أهل لذلك.تدور أحداثها حول رجل فقير يريد مقابلة السلطان ليبلغه برؤيا رآها في منامه، فتلفق له تهمة من مدير السجن ونائبه ويزج بالسجن، تتدخل خطيبته للتوسط لإخراجه من السجن عند مدير السجن، فيراودها عن نفسها، وتذهب للمحتسب ويفعل الأمر نفسه، وحتى الوزير، فتواعد كل واحد منهم في منزلها، لكي تدخلهم في صناديق أعدتها مع النجار، وبعد وصول كل واحد منهم تدعي أن زوجها قد عاد، فتقفل الصناديق على كل صاحب موعد معها، حتى النجار، وفي النهاية تأتي بالسلطان ليشهد مساوئ مساعديه، لكن المفاجأة عندما يقرر السلطان عزلهم وتعيين الشخص المحرك الأساسي لهم جميعاً في الاستغلال والسيطرة، وهو مساعدهم الأول الذي رسم كل خيوط المؤامرات والدسائس.• ماذا عن ثلاثية «الواوي»؟
- إنه اسم رمزي أطلق على ثلاث مسرحيات قصيرة من فصل واحد من إخراج صقر الرشود، والواوي هو حيوان خبيث يسمى بالعربية «ابن آوى»، وكان أهلنا في الماضي إذا أرادوا إخافتنا قالوا لنا «الواوي» قادم إليكم إذا لم تفعلوا كذا وكذا، خاصة في فترة قيلولة الظهر، وقد استخدم مسرح الخليج هذا الرمز ليربط به مسرحياته الثلاث، لأن الواوي الخبيث موجود فيها.عُرضت هذه المسرحيات في حفل واحد على مسرح كيفان من 26 فبراير إلى 5 مارس 1976، كما عرضت في دولة قطر ضمن الاحتفالات التي أقيمت بمناسبة إقامة دورة الخليج الرابعة لكرة القدم خلال مارس 1976، وعرضت أيضاً في الفترة نفسها بمملكة البحرين ودولة الإمارات.• ما المسرحيات التي احتواها «الواوي»؟
- الأولى بعنوان «تحت المرزام» من تأليف نواف أبوالهجاء، لم أشترك فيها، وهي من بطولة خالد العبيد ومنصور المنصور ومحمد السريع وعبدالرحمن العقل، تدور أحداثها حول مشكلة السكن وطمع أصحاب العمارات الدائم برفع الإيجارات على المستأجرين، فيقف أحد المستأجرين في وجه المالك.الثانية بعنوان «هدّامة»، تأليف مهدي الصايغ، وتدور أحداثها خلال فترة خمسينيات أو ستينيات القرن الماضي، عندما بدأت حركة التثمين في البلاد، فتسارع الجشعون والمحبون للمال إلى شراء البيوت القديمة وإغراء أصحابها بالمبالغ القليلة مقابل ما سيجنونه من هذه العملية لمعرفتهم بقرب التثمين، ومعي في التمثيل: سليمان الياسين، وعبدالله الحبيل، ومنصور المنصور، وخالد العبيد، وعبدالرحمن العقل.والثالثة مسرحية كوميدية اجتماعية «مجنون سوسو»، تأليف محمد السريع، تدور أحداثها حول رب أسرة ترك زوجته وأبناءه، وتزوج من فتاة لبنانية جميلة صغيرة السن في عمر أولاده، يعرف الأولاد بأمر الزواج مصادفة من خلال صديق والدهم، ويبدأ الزوج بالشك في سلوك زوجته الجديدة، ويمنعها من الخروج من البيت أو زيارة أي أحد من أقاربها أو صديقاتها، ويصل الشك عنده إلى درجة يصاب معها بحالة من الجنون عندما يرى أحد أقربائها في المنزل، ظناً منه بأنه عشيقها. معي في التمثيل: محمد السريع، وعبدالله الحبيل، وسليمان الياسين، وريمون متى.وحاز دوري «الزوجة اللبنانية»، إعجاب النقاد والجمهور، حيث قال أحد النقاد: ظهرت لنا هيفاء عادل بدور جديد، وكم أدهشتنا في تمكنها من هذه اللهجة حتى ظن المتفرج أنها فعلا لبنانية، وقيل إنني وفقت وأجدت دوري لشخصية «موضي» في مسرحية «هدّامة».العنصر النسائي
• ما هي المسرحية التي تلتها؟
- «متاعب صيف»، تأليف سليمان الخليفي، التي تعد التجربة الأولى له في كتابة المسرحيات، وإخراج صقر الرشود، عن مجموعة من الشباب تعيش فراغا أثناء عطلة الصيف، وتستبد بهم الحيرة، مما يعكس على نفسياتهم التشاؤم، فيهتدون إلى فكرة تأليف فرقة مسرحية يحققون من خلالها ذواتهم الضائعة ويقتلون وقت الفراغ، لكنهم يفتقرون إلى عدم توافر العنصر النسائي، فيبدأون البحث عن فتاة تشاركهم العمل، وفي غمرة بحثهم الدؤوب يتقدم لفرقتهم شاب لا يمانع بمشاركة خطيبته معهم، شريطة أن يعمل معهم مساعد مخرج، ولكن هذا الشاب يختلف معهم في الرأي والمنطق وأسلوب الحياة، وما يفسد عليهم عملهم وطموحهم بتدبير المكائد، ومن أجل إفشال عملهم، لكن في النهاية يتحقق له ما يريد وتتوقف الفرقة عن العمل وتموت أحلام وأماني هؤلاء الشباب. شاركني في العمل: محمد السريع، وخالد العبيد، وعبدالله الحبيل، وعبدالرحمن العقل، ومنصور المنصور.• هل حاز دورك استحسان النقاد؟
- أجل، قال أحدهم عني خلال مقاله النقدي، منوهاً بتمثيلي وحضوري على المسرح، وعفويتي وأدائي الواقعي للفتاة التي يحاول الجميع إغراءها بالعمل المسرحي، ولافتا إلى صوتي الذي كان بالإمكان الاستفادة منه في الأغنيات الكورالية، أو ضمن الكورس الذي كان يردد بين حين وآخر مجموعة من الأهازيج الفلكلورية الكويتية، وأن المخرج استطاع أن يوظف صوتي لنقل أحاسيس داخلية للعنصر النسائي المفقود في الحبكة الدرامية التي يرويها النص.• ماذا عن التجربة الثانية مع الكاتب محفوظ عبدالرحمن؟
- بعد «حفلة على الخازوق» تعاون المخرج صقر الرشود في تجرب ثانية مع محفوظ عبدالرحمن من خلال «عريس لبنت السلطان»، والمسرحية محاولة لتلمّس وتحسس قضايانا من خلال فكرة استلهام التراث الشعبي والتاريخي، فهي تطرح قضية الحرب والاستسلام.عُرضت على مسرح كيفان في 1 مارس 1978، ثم في دولة الإمارات في مارس 1978، وشاركت في الأسبوع الثقافي الكويتي في كل من الجزائر وليبيا في أبريل 1978، وفي بغداد 1979.من تمثيل: سعاد عبدالله، واستقلال أحمد، ومحمد المنصور، وإبراهيم الصلال، وخالد العبيد، ومحمد السريع، وعبدالرحمن العقل، وعبدالله الحبيل، وعبدالإمام عبدالله وغيرهم.وأتذكر ما قاله أحد النقاد: «لقد كان الرشود موفقاً في اختيار هيفاء عادل لدور ابنة السلطان، فقد كانت موفقة، وهي تقوم بدورها الهادئ».الدفء العائلي لا يضاهيه أي حب آخر
تشعر هيفاء عادل بالسعادة عندما تجد أن ثمة تقديرا للفن واحتراماً له، وعندما ينظر المجتمع إلى الفنان كقيمة كبيرة يجب الحفاظ عليها، فالفنان شمعة تحترق لإسعاد الآخرين.وأضافت: لا يوجد اهتمام بالفنان في عصرنا الحالي الذي طغت فيه الماديات والمصالح، فيما كان مقدراً في زمن الفن الجميل. آنذاك، فالكل كان يشعر بأن التعامل كأسرة واحدة، كل فرد يخاف الآخر، حيث كان يجمعهم الحب وتبهجهم الأمور البسيطة، لكنها كانت كبيرة، بالنسبة إليهم.كذلك تشعر بالفرح والسعادة عندما يعم السلام العالم كله، وتسود تعاليم ديننا الإسلامي الحنيف التي تدعو إلى الحب والإخاء والتسامح، لكن الواقع الذي نعيشه الآن يعكس مفاهيم سلبية، تتجسد في تحطيم الإنسان لأخيه الإنسان واغتيال حياته وأحلامه، ولا شك في أن ذلك كله يقلل من إحساسها بالسعادة.وفي بيتها تشعر بسعادة مختلفة مع زوجها وبين أولادها وأهلها، وتحمد ربها على نعمة الاستقرار والأمان التي تعيشها معهم، فهذا الدفء العائلي لا يضاهيه أي حب آخر.تكريمها في «الشباب» و«الكويت المسرحي» و«العربي»
تم تكريم الفنانة هيفاء عادل في مهرجان أيام المسرح للشباب بدورته السابعة عام 2010، مع الفنانين محمد المنيع، ومحمد جابر (العيدروسي)، وخالد العبيد، وخليفة عمر خليفوه، وعبدالله الحبيل، وعبدالمجيد قاسم (عوعو)، إضافة إلى الكاتب المسرحي عبدالأمير التركي، وناصر العيار نائب المدير العام لشؤون الشباب السابق بالهيئة العامة للشباب والرياضة، والناقد المسرحي محبوب العبدالله.كما كرمها مهرجان الكويت المسرحي بدورته الثالثة عشرة (ديسمبر 2012)، كرائدة مسرحية مع الرواد: أحمد مساعد، وسليمان الياسين، وشريدة الشريدة، وجعفر المؤمن، وحسين القطان (بوجسوم)، وعبدالوهاب الدوسري (أم جسوم)، وعلي القطان (جسوم)، وموسى الهزيم (رويشد).وكرمت أيضاً في مهرجان المسرح العربي الثامن الذي نظمته الهيئة العربية للمسرح في دولة الكويت عام 2016، ضمن 20 شخصية مسرحية رائدة في الكويت هي: إبراهيم الصلال، وجاسم النبهان، وحياة الفهد، وخالد العبيد، وسعاد عبدالله، وسعد الفرج، وسليمان الحزامي، وسليمان الياسين، وعبدالحسين عبدالرضا، وعبدالرحمن العقل، وعبدالعزيز الحداد، وعبدالعزيز السريع، وعبدالله الحبيل، وعواطف البدر، وفؤاد الشطي، ومحمد المنصور، ومحمد المنيع، ومحمد جابر، ومريم الصالح، إضافة إلى هيفاء عادل.