تراجعت أسعار النفط الخام في العقود الآجلة صباح أمس، مع تأثر السوق سلباً بارتفاع الإنتاج الأميركي إلى مستوى قياسي وتوقعات بزيادة إمدادات دول منظمة البلدان المصدرة للبترول «أوبك».

وهبط خام القياس العالمي مزيج برنت 34 سنتاً أو 0.4 في المئة إلى 76.45 دولاراً للبرميل. ونزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي في العقود الآجلة 3 سنتات إلى 65.78 دولاراً للبرميل. وكان السوق خسر نحو 3 في المئة الأسبوع الماضي، بعد هبوطها حوالي 5 في المئة في الأسبوع السابق.

Ad

وقال إيه.إن.زد في مذكرة، إن «الطلب على النفط الخام يتعرض لضغوط مع استمرار تركيز السوق على النقاش بين أعضاء أوبك بخصوص ما إذا كان ينبغي لهم أن يزيدوا الإنتاج في وقت لاحق هذا العام».

وأضاف «في الولايات المتحدة، قدمت البيانات أيضاً صورة قاتمة. فقد ارتفع إنتاج النفط الخام إلى مستوى قياسي آخر، بينما تسارع نشاط الحفر من جديد».

وناقشت السعودية، أكبر منتج في أوبك، وروسيا زيادة الإنتاج لتعويض النقص في إمدادات فنزويلا وتبديد المخاوف من تأثير العقوبات الأميركية على الإنتاج الإيراني.

وقالت إدارة معلومات الطاقة الأميركية، الخميس الماضي، إن إنتاج الخام بالولايات المتحدة في مارس ارتفع إلى 10.47 ملايين برميل يومياً، وهو مستوى قياسي شهري.

وبينت شركة بيكر هيوز لخدمات الطاقة، الجمعة، أن شركات الحفر الأميركية أضافت منصتي حفر نفطيتين في الأسبوع المنتهي في الأول من يونيو، ليصل إجمالي عدد الحفارات إلى 861 حفاراً، وهو أعلى مستوى منذ مارس 2015.

أسواق النفط

قال محمد الشطي الخبير النفطي، إن التطور الأهم في أسواق النفط يكمن بتجدد واستمرار المخاوف حول أمن الإمدادات والمعروض خصوصاً في ظل تصعيد جيوسياسي يمثل تحدياً أمام أمن الإمدادات في أسواق النفط ويشكل داعماً للسوق والأسعار، ومن المفيد التطرق لمصادر هذه المخاوف التي تساعد في فهم مسار الأسعار.

وأضاف لـ»العربية.نت»: «تتفق توقعات الصناعة على أن أسواق النفط تتسم بالتوازن، ودللت على ذلك جملة من التصريحات والمؤشرات، التي بينتها أحدث التوقعات الشهرية لوكالة الطاقة الدولية وإدارة معلومات الطاقة التابعة لوزارة الطاقة الأميركية، فقد انخفض الفائض في المخزون النفطي في منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية من أعلى مستوى له في شهر يناير 2017 عند 340 مليون برميل، واختفى إذ سجل مستوى أقل من متوسط السنوات الخمس الماضية للمخزون النفطي بمقدار 20 مليون برميل».

وتوقع «أن يحافظ إنتاج ليبيا من النفط الخام على مليون برميل يومياً خلال الأشهر المقبلة، لكنه مرشح للانخفاض بمقدار 200 ألف برميل يومياً في الفترة إلى ديسمبر 2018 مع زيادة احتمالات التصعيد حالة عدم الاستقرار، التي قد تسهم في تعطل الإنتاج حسب توقعات بعض البيوت الاستشارية».

وأضاف أن «من المتوقع أن يحافظ إنتاج أنغولا من النفط الخام على خسارة قريباً من 100 ألف برميل يومياً إلى نهاية الربع الثالث من عام 2018، ثم يتعافى في الربع الأخير منه مع توقعات بدء إنتاج نفط جديد.

وتقدر بعض المصادر إنتاج فنزويلا من النفط خلال شهر مايو 2018 عند 1.5 مليون برميل يومياً مقابل 1.8 مليون برميل يومياً في شهر نوفمبر 2017 ومرشح للانخفاض بمقدار 30 – 40 ألف برميل يومياً بصورة شهرية.

وتعزز هذه الظروف والمستجدات مخاوف حول أمن الإمدادات في السوق خصوصاً مع استمرار تمديد العمل باتفاق خفض الإنتاج بمقدار 1.8 مليون برميل يومياً حسب إعلان التعاون المشترك لتحالف الأربع وعشرين دولة الى نهاية 2018، ورغم مؤشرات على نوايا للتفكير في رفع الإنتاج خلال النصف الثاني بانتظار مناقشة الأمر في يونيو 2018 حسب المؤشرات عن اجتماع التنسيق في روسيا.

ولاستكمال تصورات ميزان الطلب والعرض، وباعتبار أحدث تقرير صادر عن سكرتارية «أوبك»، فإن الطلب العالمي على النفط، الذي يقف عند 99.8 مليون برميل يومياً خلال النصف الأول من عام 2018، ويصل إلى 99.9 مليون برميل يومياً خلال النصف الثاني من عام 2018 أو بزيادة مقدارها 1.1 مليون برميل يومياً، مما يعني تعافياً في الطلب يصحبه تناقص في المعروض خلال النصف الثاني، أي هناك دعم لأسعار النفط الخام.

كما تتوقع سكرتارية «أوبك» ارتفاع الطلب على نفط هذه المنظمة من 32.1 مليون برميل يومياً خلال النصف الأول من عام 2018 مقابل 33.4 مليون برميل يومياً خلال النصف الثاني من عام 2018 يعني زيادة مقدارها 1.3 مليون برميل يومياً، وباعتبار إنتاج أوبك خلال شهر إبريل 2018 عند 31.9 مليون برميل يومياً، فإنه يعزز توازن أسواق النفط مع افتراض بقاء إنتاج «أوبك» أقل من مستوى الطلب على نفط الأوبك خلال النصف الثاني بمقدار 1.5 مليون برميل يومياً.

وأضاف الشطي أن جميع المؤشرات تدعم بقاء أسعار النفط قوية بين 65 و75 دولاراً للبرميل لنفط خام الإشارة برنت مع ذروة الأسعار عند 80 دولاراً للبرميل خلال الأشهر القادمة.