ما هو المطلوب؟
![حسن العيسى](https://www.aljarida.com/uploads/authors/25_1682522445.jpg)
لا تفكروا كثيراً في بلد فيه التفكير والتعبير جريمة يعاقب عليها القانون، أو يقمع فيه الرأي لحساب المصالح المهيمنة، لم يحدث شيء، الحكومة كالعادة على طمام المرحوم، تريد أن تضرب عصفورين أو ألف عصفور بحجر واحد، فهي تريد من المجلس (رغم تبعيته بصورة مجملة للحكومة) أن يشرع معها قوانين التقشف المالي، ولكن بالوقت ذاته لا تريد أن تمس "شعبية" هذه السلطة بشعرة، هنا لا يهم مدى "شرعية" السلطة إنما المحك هو شعبيتها، فحين تتقلص الشرعية يهم جداً المحافظة على الشعبية أو "الشعبوية" عبر سياسة الاسترضاءات للنواب وللنخب المالية المسيطرة ولشرائح كبيرة في مجتمع غارق في الاستهلاك الريعي.ماذا يمكن أن نفعل؟ وماذا سيحدث؟! ارتفعت أسعار النفط في الشهور القليلة الماضية لحالة طارئة، بسبب سياسة الولايات المتحدة في تأزيم علاقات دول المنطقة، ونشر أجواء الحرب فيها، والتي يتم عبرها استنزاف ميزانيات دولها بصفقات سلاح رهيبة، ثم انخفضت قليلاً بعد تغريدة بسيطة من العم ترامب، وستستمر في الانخفاض لسعر الخمسين دولاراً للبرميل، كما يتوقع بعض المختصين، فارتاحت السلطة، وأجلت لحظة المواجهة مع الواقع كعادتها في معظم مشاريعها، لنصل، بعد ذلك لقناعة بأن "الاقتصاد والسياسة في إجازة" بتعبير باحث أميركي لا أتذكر اسمه بشهرية "فورن آفيرز" في مقال كتب عام 95، وسيظلان في إجازة وغيبوبة، ولا يبقى غير الاقتراض الدولي لسد نقص الاحتياطي العام، وبعدها السحب من "صندوق الأجيال"، ولا عزاء لأبناء الغد. ماذا سنفعل؟ وماذا ستفعل بدورك يا شيخ ناصر مع كل هذا الكم الصعب المحيط بك، وأنت تدري البير وغطاه...؟ كيف ستبدأ يا ترى؟!