أوراق تاريخية
في القرن السابع عشر امتدت الذراع التجارية للبريطانيين من خلال شركة الهند الشرقية البريطانية، لتصل إلى منطقتنا بعد نيلها الامتياز من ملكة بريطانيا، لتضيف التنافسية إلى تلك المنطقة وسط أطماع ألمانيا وروسيا اللتين حاولتا باقتراحاتهما الاقتصادية الوصول إلى المنطقة، أي عبر تهيئة الطرق البرية تارة ومد السكك الحديدية تارة أخرى.
ماذا تعرف أخي القارئ عن منطقتنا الخليجية؟ هل تعلم أنها جمعت شغف هنري الملاح قديما (1394- 1460م) فجاءها عابرا رأس الرجاء الصالح وفاتحا طريقا ملاحيا أمام فاسكوديغاما للوصول إلى الهند بمساعدة الملاح المبدع ابن ماجد؟ولعلك سمعت عن عصر الظلمات الذي اجتاح أوروبا، وما إن أفاقت حتى وجدت في منطقتنا كما وجدت في علمائنا العرب والمسلمين الدور في تحفيز نهضتها الملاحية، حتى أدركت قيمة طرقنا الملاحية والتجارية البحرية، فقررت بشتى الطرق فرض الهيمنة على الطرق التجارية لمنافسة غريمتها آنذاك، وهي الدولة العثمانية، أي أن منطقتنا في ذلك الزمن قد عاشت أجواء الحرب الباردة بين الكتلتين الأوروبية والدولة العثمانية، وفي ظل ذلك التنافس تهيأت الظروف لدولة الكويت لتنشأ وسط الصراعات والمنافسة في المنطقة، سواء السياسية منها والتجارية والملاحية والاقتصادية.
ولعلك أيضا قد علمت أنه في تلك الفترة، أي القرن السابع عشر، امتدت الذراع التجارية للبريطانيين، وأعني بذلك شركة الهند الشرقية البريطانية إلى منطقتنا بعد نيلها الامتياز من ملكة بريطانيا، لتضيف التنافسية إلى تلك المنطقة وسط أطماع ألمانيا وروسيا، اللتين حاولتا باقتراحاتهما الاقتصادية الوصول إلى المنطقة، أي عبر تهيئة الطرق البرية تارة ومد السكك الحديدية تارة أخرى. خلاصة الأمر أخي القارئ أن هوية الشعب الكويتي أو الهوية الكويتية استطاعت- وسط تلك الظروف- أن تنمو في قناعتنا كشعب منذ ذلك الوقت، وذلك لارتباطنا بالشرعية السياسية، أي بالسلطة المركزية التي شكلها صباح الأول آنذاك.فتجاوز مجتمعنا المصاعب العديدة وقساوة الحياة والمعيشة، وشكّل نسيجا وصنع هوية نعتز بها وبازديادها قوة وسط المصاعب والتناقضات في المنطقة، وللأوراق التاريخية بقية.