لقد كانت هبّة غريبة أن تخرج مظاهرة طلابية مع بعض أولياء الأمور ضد وزارة التربية تأييداً لظاهرة الغش في الامتحانات! فهل هناك كارثة تعليمية أكثر من ذلك؟! كل شيء أصبح متوقعاً في عصر التخلف، فإذا كانت هناك أعداد كبيرة من أصحاب الشهادات المزورة على مستوى الجامعة، وحملة الشهادات العليا في البلاد، فكيف لا نجد ظاهرة مظاهرة للغشاشين ضد إجراءات محاربة الغش بتطبيق اللوائح القوانين؟!لقد مررنا بتجربة التعليم الجامعي الطويلة نسبياً، ووقفنا ضد ظاهرة الغش في الامتحانات وغيرها لذلك سمعتنا ليست جيدة لدى الطلبة وغيرهم، ولكن ذلك لا يزيدنا إلا إصراراً على محاربة تلك الظاهرة، ونعتقد أن خروج مظاهرة طلابية تطالب بالغش في الامتحانات وتقف ضد إجراءات منع الغش أمرٌ جديد، وفي دولة نامية كالكويت! وفضيحة خطيرة ستؤثر على مستقبل البلد، وتكاد تمر دون وقفة تأملية، لأن المسألة لا تقف عند حد طلبة التعليم الثانوي بل الجامعي والعالي، وقد يكون لتوافر المال والحياة الاستهلاكية ووجود الدولة الريعية دورٌ في ذلك.
لقد توارى بعض المدرسين وأساتذة التربية عن معالجة ظاهرة الغش خوفاً من انخفاض عدد الطلبة في مقرراتهم وبذلك ينخفض دخل كتبهم وعدد الطلبة المسجلين في مقرراتهم! فالمشكلة تستدعي سمنارات وندوات على مستوى الجامعة تناقش القضية التي تهدد التعليم ومستقبل الأجيال. قد يكون الأمر في الدول المتقدمة كاليابان على عكس ذلك، بأن تخرج مظاهرات ضد الغش في الامتحانات، ولكن لدينا يحدث أن تخرج مظاهرة طلابية يشجعها كثيرون بالصمت أو التأييد المبطن بعدم رفض ذلك النهج الذي يقف ضد الإجراءات المتخذة بحق الغشاشين، مع أن الذي يغش في الامتحان وفي العلم يكون لديه استعداد للغش في كل شيء، وهذا أساس الفساد المستشري، وإلا لماذا أصبح التعليم الجامعي وما بعده أسهل من مستوى التعليم الثانوي، وأصبح الحصول على الشهادة سهلاً وأحياناً الطلبة يسجلون في مقررات جامعية ولا يحضرون ويحصلون على تقديرات عالية! والمرض في من يقومون بالتدريس أو بالقائمين عليه؟! نعرف مسبقاً ردود الفعل على رأينا هذا، ولكن السكوت عن الجريمة مشاركة فيها، والمجاملة في قضية مصيرية كهذه لأي سبب لا تقل خطورة عن الجريمة نفسها، فالغش في الامتحانات أصبح ظاهرة خطيرة لا قضية فردية!
أخر كلام
ظاهرة الغش في الامتحانات
06-06-2018