إيران تعود إلى «التخصيب»... وخامنئي «يحرّض» الشباب العرب
تل أبيب تدعو إلى حلف يجمعها مع العرب ونتنياهو يعتبر خطوة طهران مقدمة لتدمير إسرائيل
في خطوة ستقود حتماً إلى مزيد من التوتر في الملف الإيراني المفتوح على مصراعيه من قبل إدارة الرئيس دونالد ترامب، أمر المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي بالاستعداد لزيادة تخصيب اليورانيوم وهو ما بدأت السلطات الإيرانية على الفور تنفيذه.
في خطاب تحد يظهر أن ملف إيران سينزلق الى مزيد من التوتر خلال الأيام المقبلة، قال المرشد الإيراني الأعلى علي خامنئي، أمس الأول، إن بلاده لن تقدم أي تنازل، وستمضي بسياساتها، سواء فيما يتعلق بالبرنامج النووي، حيث أمر بالاستعداد للعودة الى التخصيب أو بأنشطتها الإقليمية أو برنامجها الباليستي، متعهدا بمقاومة الضغوط. وزعم خامنئي، في كلمة بمناسبة الذكرى الـ 29 لوفاة الخميني (مؤسس النظام الإسلامي في إيران)، أن بلاده باتت القوة الصاروخية الأولى في المنطقة، قائلا إن "على أوروبا أن تعلم أن فرض قيود على برنامج إيران الصاروخي هو حلم لن يتحقق"، مضيفا أن "العدو سيتلقى 10 صواريخ عن كل صاروخ يستهدف به إيران". واعتبر المرشد الإيراني أن البرنامج النووي الإيراني "من أهم إنجازات البلاد، ويشكل فخراً للعلم"، وحذر القادة الأوروبيين بأن عليهم التخلي عن "حلم" مواصلة إيران تقييد برنامجها النووي، في ظل إعادة فرض العقوبات الاقتصادية، مؤكدا أن "الأعداء يشنون حربا اقتصادية ونفسية على إيران لتركيعها"، ووصف إسرائيل بأنها "ورم سرطاني خبيث"، يجب إزالته.
ووجه خامنئي كلامه إلى الشبان العرب قائلا: "عليكم التحرك وأخذ زمام المبادرة لتقرير مستقبلكم"، وأضاف أن "بعض الدول في المنطقة تتصرف كأعداء لشعوبها، سنواصل دعم الدول المقهورة وقوى المقاومة في المنطقة".وعلق القائم بالأعمال السعودي في لبنان، وليد البخاري، على تصريحات خامنئي التي ألقاها في ذكرى وفاة مؤسس النظام الإسلامي في إيران قائلا: "المشروع الصفوي خلع قناع التقية عن وجهه، ولم نعُد بحاجة إلى كشْف نوايَاه". في غضون ذلك، وفي أول ترجمة لتصريحات خامنئي أعلن نائب الرئيس الإيراني علي أكبر صالحي، أمس، ان بلاده أبلغت الوكالة الدولية للطاقة الذرية، أمس الأول، أنها ستزيد قدرتها على تخصيب اليورانيوم من خلال زيادة عدد أجهزة الطرد المركزي لديها، مضيفا "اذا سمحت الظروف سيكون بإمكاننا أن نعلن مساء الاربعاء في ناتنز (وسط) ربما بدء العمل في مركز لتصنيع أجهزة طرد مركزي جديدة".وزعم صالحي الذي يتولى رئاسة المنظمة الإيرانية للوكالة الذرية أن هذه الخطوة "لا تشكل انتهاكا للاتفاق" النووي الموقع بين إيران والقوى العظمى في فيينا خلال يوليو 2015، والذي انسحبت منه الولايات المتحدة في الثامن من مايو الماضي. وشدد على أن "هذه الإجراءات ليس معناها فشل المفاوضات مع الأوروبيين"، في إشارة الى المحادثات بين إيران والاتحاد الاوروبي والمانيا وفرنسا وبريطانيا من أجل بقاء ايران في الاتفاق، رغم الانسحاب الأميركي منه.من ناحية أخرى، قال أمين سر مجلس تشخيص مصلحة النظام في إيران محسن رضائي، وهو من التيار الأصولي إن الاتفاق النووي بين بلاده و"مجموعة 5+1" قد انتهى، "ويجب أخذ العبرة من هذا الدرس".وطالب رضائي الرئيس الإيراني حسن روحاني بعدم ارتكاب ما سماه الخطأ الرابع، بعد ارتكاب الحكومة ثلاثة أخطاء سابقة تتعلق بالاتفاق والتفاوض، حسب قوله. وأوضح أن الأخطاء الثلاثة هي عدم وجود فريق اقتصادي متخصص ضمن وفد التفاوض الإيراني، وعدم التزام المفاوض الإيراني بالشروط التسعة التي حددها مرشد البلاد وأيدها البرلمان، وربط اقتصاد البلاد بنجاح الاتفاق النووي.الى ذلك، دعا وزير الاستخبارات الإسرائيلي، إسرائيل كاتس، أمس، إلى تشكيل تحالف عسكري ضد ايران يشمل دولا عربية في حال تحدت طهران العالم عبر تخصيب اليورانيوم للاستخدام العسكري.وأشار كاتز في تصريحاته إلى تهديد طهران باستئناف تخصيب اليورانيوم على مستوى "صناعي" في حال انهار الاتفاق.وقال "إذا لم يستسلم الايرانيون الآن وحاولوا العودة" إلى تخصيب اليورانيوم دون إشراف "سيكون على رئيس الولايات المتحدة والتحالف الغربي برمته إصدار بيان واضح" في هذا الصدد. وأضاف أن "العرب وإسرائيل سيؤيدون ذلك بكل تأكيد".وقال لإذاعة "كان" الإسرائيلية إن الرسالة يجب أن تكون "في حال عاد الإيرانيون" إلى تخصيب اليورانيوم الذي يمكنهم من صناعة قنبلة نووية "فسيتم تشكيل تحالف عسكري ضدهم".وفي باريس، واصل رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتنياهو، أمس، في باريس حملته سعيا لتشكيل جبهة موحدة ضد إيران، في المحطة الثانية من جولة أوروبية.وحدد نتنياهو هدفه منذ اليوم الأول من جولته الاثنين في برلين، إذ حذر المستشارة أنجيلا ميركل بأن بلادها ستشهد موجة جديدة من اللاجئين السوريين في حال عدم اتخاذ أي خطوات لاحتواء نفوذ طهران المتزايد في الشرق الأوسط.وأكد نتنياهو لميركل أن إيران "تسعى إلى حيازة أسلحة نووية لتنفيذ مخططاتها لارتكاب عمليات إبادة جماعية". وقال: "من المهم منع إيران من الحصول على سلاح نووي. نعلن التزامنا والتزامي أنا مجددا بعدم السماح بحدوث ذلك".وقال نتنياهو أمس في تسجيل مصور إن خامنئي «أعلن نيته تدمير دولة إسرائيل». وأضاف «بالأمس، شرح كيف سيقوم بذلك عبر التخصيب غير المحدود لليورانيوم لصناعة ترسانة من القنابل النووية».رغم ذلك أشار رئيس الحكومة الاسرائيلي إلى أن إعلان إيران عزمها زيادة قدرتها على تخصيب اليورانيوم ليس مفاجأة لإسرائيل، مجدداً التعهد بمنعها من حيازة أسلحة نووية.