لا تحسبونها نكتة... لأن صار لي أسبوعين أدور شهادة الدكتوراه التي حصلت عليها في عام 1975... دار راسي وأنا أبحث عن أثر لها، ولم أجدها! طبعاً داخت زوجتي، وهي تدوّر معاي وتسألني باستمرار: لماذا تبحث عنها وأنت على وشك التقاعد؟! وأسوي نفسي ما سمعت، ولكن "وفقاً لإحصائيات ديوان الخدمة المدنية، فإنه نما عدد حملة الدكتوراه خلال ثماني سنوات بنسبة 82 في المئة، ونما حملة الماجستير بنسبة 130 في المئة، ووفقاً لمعلومات خاصة من الديوان، فإن 91 في المئة من حملة الدكتوراه و88 في المئة من حملة الماجستير حصلوا عليها وهم على رأس عملهم دون إذن دراسة".إذا كانت هذه الأرقام صحيحة فإنها بلا شك كارثة تستحق إعادة النظر
في قيمة تلك الشهادات ثقافياً وعلمياً، ولماذا تملك هذه الشهادات أهمية؟ فالدكتوراه ليست شهادة فقط، بل هي مدخل لإجراء البحوث العلمية والعملية والحديثة دون إشراف وباستقلالية تامة، ومدخل لاكتشافات وتأكيدها بالعلم والتجربة.المعرفة ليست إلا مدخلاً لمستقبل مليء بالبحوث العلمية الأمينة والصادقة التي يبذل بها الباحث جهداً، ويسهر الليالي لكي ينشرها في مجلات علمية محترمة.لذلك قررت عندما أجد شهادتي للدكتوراه أن أمزّقها وأحرقها وأعدمها من الوجود حتى لا أتساوى مع من أراد أن يتباهى بشراء الماجستير والدكتوراه، وآمل أن يكون الخبر المنشور بـ"الواتساب" غير صحيح.على فكرة، إذا كان 91 في المئة من حملة الدكتوراه و88 في المئة من حملة الماجستير حصلوا عليها، وهم على رأس عملهم دون إذن دراسة، فهل البقية، وهم الأقلية، هم فعلاً من داوم ودرس وامتحن لسنوات للحصول على الماجستير والدكتوراه؟! كأن الوضع عندنا في الكويت "منكوس".
أخر كلام
الوضع عندنا منكوس
06-06-2018